موراتينوس: الحفاظ على علاقات جيدة مع المغرب أمر حيوي بالنسبة لمصالح إسبانيا

انتقد «الشعبي» المعارض.. واعتبره لا يميز بين قضايا السياسة الداخلية والخارجية

TT

قال ميغيل أنخيل موراتينوس، وزير الخارجية الإسباني، إن الحفاظ على علاقات جيدة مع المغرب أمر حيوي بالنسبة لمصالح إسبانيا، مبرزا أن حكومة مدريد تعمل منذ مجيئها إلى السلطة على الحفاظ على «سياسة سلسة وممتازة» مع الرباط.

وشدد رئيس الدبلوماسية الإسبانية، الذي كان يتحدث أمس أمام مجلس النواب الإسباني (الغرفة السفلى) على أن السياسة التي تنهجها الحكومة الإسبانية هي أن تكون هناك «علاقة سلسة وممتازة» مع المغرب البلد «الشريك والحليف».

وأكد موراتينوس، في معرض جوابه عن سؤال للنائب غوستابو دي أريستيغي، المتحدث باسم الحزب الشعبي (معارضة) في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، أن المغرب يعد بلدا حيويا بالنسبة لمصالح إسبانيا ليس فقط على المستوى الاقتصادي، بل أيضا على مستويات الأمن، ومكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب.

وأضاف موراتينوس أن «الحكومة الإسبانية ترغب في نهج نفس هذه السياسة المتكاملة ليس مع المغرب فقط، ولكن أيضا مع باقي بلدان المغرب العربي، من خلال البحث عن إيجاد حل لمشكلة الصحراء، والحفاظ على علاقات ممتازة مع جميع البلدان في المنطقة»، مؤكدا أن الأمر يتعلق بـ«سياسة الدولة» التي تود الحكومة مواصلتها.

ودافع وزير خارجية إسبانيا عن النهج الذي سلكته حكومة بلاده بشأن معالجة الخلافات الأخيرة التي نشبت مع الرباط، كان آخرها الاشتباك الذي وقع بمدينة العيون، كبرى مدن الصحراء، حيث تظاهر ناشطون إسبان من دون أن يحصلوا على ترخيص مسبق من السلطات المحلية، ورفعوا في الشارع العام أعلام «الجمهورية الصحراوية»، التي أعلنت عنها جبهة البوليساريو من جانب واحد عام 1976 بدعم من الجزائر، مما دفع سكان المدينة إلى اعتراضهم والتصدي لهم، الأمر الذي نتج عنه دخول الناشطين الإسبان في مشاحنات أسفرت عن إصابة بعضهم بجروح خفيفة.

وانتقد موراتينوس الحزب الشعبي المعارض، وقال إن «هذا الأخير لا يميز بين قضايا السياسة الداخلية والخارجية، حينما يخلط بين سبتة ومليلية ومستعمرة جبل طارق، ويعتبرهما قضية واحدة».

وكان الحزب الشعبي طالب بتقديم توضيحات أمام البرلمان عن القضيتين إثر اتهام الحكومة بأنها لم تفعل شيئا للدفاع عن مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، اللتين تعتبرهما إسبانيا جزءا من ترابها الوطني.

وذكر موراتينوس بأن الحزب الاشتراكي عندما عاد إلى السلطة عام 2004، وجد العلاقات مع الرباط متوترة وكذلك مع باريس، مشددا على أهمية العلاقات التجارية والاقتصادية مع المغرب التي حققت رقما مهما خلال العام الماضي وصل إلى خمسة مليارات يورو، كما تميزت العلاقات الثنائية بنجاحات في مجالات الأمن ومحاربة الإرهاب والهجرة السرية.

وتأتي تصريحات موراتينوس، في أعقاب الزيارة التي قام بها إلى المغرب بداية الأسبوع الحالي، الوزير في الخارجية الإسبانية، خوان بابلو دي لا إيغليسيا، والتي استمرت يومين أجرى خلالها مباحثات مع وزير خارجية المغرب، الطيب الفاسي الفهري.

وذكرت «وكالة الأنباء المغربية» أن الجانبين استعرضا أوجه التعاون بين البلدين، كما بحثا اللقاء المنتظر بين الفاسي الفهري وموراتينوس في نيويورك، على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة. كما تطرقا إلى اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، التي تأخر موعد انعقادها والتي يفترض أن تلتئم في المغرب.

وكان موراتينوس صرح بعد انتهاء أزمة مليلية بأنه سيزرو المغرب في غضون الشهر الحالي، بيد أنه فضل أن يلتقي نظيره المغربي في نيويورك.