السلطة ترفض تسليم منفذي هجومي الخليل ورام الله لإسرائيل

حماس تهدد باستهداف الأجهزة الأمنية وتطالب عناصرها بمقاومة الاعتقال

TT

هددت حركة حماس باستهداف الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية، محذرة من استمرار الاعتقالات التي طالت حتى الآن نحو 800 من عناصرها خلال أسبوع، من بينهم مجموعة يشتبه في علاقتها بعمليتي كتائب القسام الجناح العسكري للحركة، في الخليل ورام الله، اللتين قتل فيهما 4 مستوطنين وجرح آخرون.

وجاء تهديد حماس بعد ساعات من الإعلان عن اعتقال السلطة 6 عناصر من القسام في الضفة، في خليتين تقفان وراء تنفيذ العمليات حسب قول السلطة. وقال مصدر فسلطيني إن الأجهزة الأمنية اعتقلت خليتين في الخليل ورام الله كل واحدة منهما تتشكل من 3 أفراد، اثنين أطلقا النيران تجاه المستوطنين، والثالث كان يقود السيارة. واستطاعت السلطة اعتقال هؤلاء عبر السيارات التي أطلق منهما الرصاص، ولم يتخلص المنفذون منها.

وحسب مصادر لـ«الشرق الأوسط» فإنه لا يزال المعتقلون يخضعون للتحقيق من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، التي رفضت طلبا إسرائيليا بتسليمهم.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصدر أمني أن السلطة ترفض تسليم المشتبه بهم لإسرائيل، وأنها ستحاكمهم في محاكم فلسطينية.

وجن جنون حماس في الضفة، فأصدرت بيانا حذرت فيه من استمرار حملة الملاحقات والاعتقالات لرموزها وقياداتها في الضفة، مؤكدة أنها «لن تستطيع الصمت طويلا وقد طال صبرها كثيرا وقارب على النفاد».

وقالت الحركة في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه «نؤكد عليكم يا أجهزة حركة فتح أن تعتبروا مما حصل في غزة قبل أن يلفظكم الشعب، وأنتم تعلمون علم اليقين أن الأيادي التي وصلت إلى قلب المحتل قادرة على أن تصل إليكم». وأضافت أنها لا تزال متمسكة «بخيار المقاومة ضد المحتل فاعتبروا قبل فوات الأوان حين لا ينفع الندم». وتابعت القول «إن هدير القسام في الضفة المحتلة لن توقفه ملاحقات واعتقالات لا من قبلكم ولا من قبل الاحتلال، وسيل النار (عملية الخليل) أكبر دليل على ذلك».

وأدانت حماس «بشدة حملة الاختطافات الشرسة من قبل أجهزة (الرئيس محمود) عباس في الضفة، ضد أنصارنا وكوادرنا وقياداتنا وأسرانا المحررين التي طالت المئات حتى هذه اللحظة»، وطالبت «المؤسسات الحقوقية بمتابعة ملفات التعذيب اليومية بحق أبنائنا في مسالخ التحقيق»، متسائلة في الوقت ذاته عن «صوت ودور فصائل العمل الوطني التي تدعي الحيادية».

وتواصل السلطة حملة اعتقالات في صفوف حماس، مؤكدة أنها لن تسمح لأي فصيل بالعبث بأمن المواطن، ونشر الفوضى من جديد.

وقالت حماس إن الأجهزة الأمنية اعتقلت 25 من أنصار الحركة في الضفة الغربية، وفصلت 6 موظفين على خلفية الانتماء السياسي. وأشارت الحركة إلى أن الاعتقالات جرت في محافظات رام الله ونابلس وطولكرم وجنين وسلفيت وقلقيلية والخليل والقدس، مؤكدة أن عدد المعتقلين الكبير اضطر السلطة لنقل بعضهم بسبب الاكتظاظ إلى سجن الجنيد في مدينة نابلس.

ودعت حماس، عناصرها، وكل أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان من الضفة «الوقوف في وجه هذه الأجهزة الظالمة والتصدي لكل محاولات الاعتقال. وندعو مجاهدينا إلى عدم تسليم أنفسهم لهذه الأجهزة التي استمرأت لنفسها العمالة والانحطاط» على حد وصف البيان.

ووصف الناطق باسم حماس فوزي برهوم «ما تقوم به سلطة فتح في الضفة الغربية من اختطاف للمقاومين وتعذيبهم وتباه بتصفية المقاومة والإعلان عن اختطاف منفذي العمليات البطولية، بخيانة وطنية وعمالة مباشرة وواضحة مع العدو، ويؤكد الدور الخطير لسلطة فتح كوكيل أمني لحماية أمن العدو واستئصال المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية».

واعتبر برهوم في تصريح صحافي مكتوب تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أن «استمرار هذه الحملة الإجرامية تجاوز لكل الخطوط الحمراء، وعمالة مباشرة مع العدو في وضح النهار، وبالتالي سلطة فتح مطالبة بوقف هذه الحملة المجرمة فورا، ونحملها المسؤولية الكاملة عن حياة كل المقاومين المعتقلين لديها».

وحذر برهوم السلطة من تسليم أي مقاوم لإسرائيل، مطالبا كل «الفصائل وأبناء الشعب الفلسطيني الغيورين على الحقوق الوطنية بأن يضعوا حدا لهذه الخيانة والعمالة». وأضاف أن حماس «مستمرة في مقاومة العدو الصهيوني ومغتصبيه، ولن يؤثر هذا السلوك الإجرامي لسلطة فتح وحكومة الاحتلال على مشروع المقاومة، بل سيزيدها إصرارا على استمرار المقاومة وتكثيف ضرباتها الموجعة للعدو الصهيوني.. فهذا واجبنا الوطني تجاه شعبنا وأرضنا ومقدساتنا».