عراقيون يقضون العيد في الخارج.. وفئة تتحدى الإرهاب في الداخل.. وثالثة تختار البيت

الغالبية تهاب المخاطر الأمنية والإنفاقية في هذه الأيام

TT

قسمت الظروف المحيطة بالعراقيين من أمنية واقتصادية وسياسية واجتماعية ومعيشية وحتى بيئية، المجتمع العراقي إلى 3 فئات تبدو الفواصل بينها واضحة في هذا العيد وتنعكس في أين وكيف يقضون عطلته.

فهناك فئة معينة من العراقيين ستقضي أيام العيد في دول أوروبية وعربية بعيدا عن صوت المفخخات وأنباء الاغتيالات. وبين بوتان تحسين، مدير شركة سياحية مقرها في كردستان العراق، أن الشركات المحلية وخاصة العاملة في إقليم كردستان تخطت حدود السياحة المحلية وانتقلت للسياحة العالمية وأبرمت مؤخرا الكثير من الاتفاقيات الثنائية مع شركات فرنسية وبريطانية وروسية وعربية لتنظيم رحلات سياحية إلى هذه الدول انطلاقا من مطار أربيل أو مطارات دول قريبه وخاصة تركيا. وأضاف تحسين أن تكلفة الشخص الواحد مثلا لدولة أوروبية سياحة لعشرة أيام تبدأ من 1200 دولار وتصل لأكثر من 5 آلاف دولار، وهناك فئات معينة عالية الدخل قادرة على مثل هذه الرسوم. ثمة فئة ثانية من العراقيين وتكاد تكون الساحقة ستقضي أيام العيد في البيت لسببين رئيسيين: الوضع الأمني والضائقة المالية. ومن هؤلاء صادق علوان الذي أكد أنه أنفق كل ما يملك في شهر رمضان على شراء البنزين وتشغيل مولده الصغير فلم تكن هناك طاقة كهربائية حكومية والمولدات الخاصة كثيرة العطل. وأكد علوان أن هذا ليس العيد الأول الذي يقرر فيه البقاء في البيت «فأغلب السنوات الماضية جاءت بذات الشاكلة فلا داعي للتعرض لمخاطر أمنية وأيضا مخاطر إنفاقية».

أما الفئة الثالثة فهي المتوسطة، التي لديها القدرة على التحرك لأبعد من البيت لكن ليس بعيدا عن ديارهم، وهذا يتبع الظروف الأمنية فكلما كانت المنطقة ساخنة أمنيا قل التحرك فيها. ولا تتعدى الحركة في هذه الحالة زيارة الأقارب أو قضاء وقت ممتع بصحبة العائلة على ضفاف دجلة أو حديقة عامة قريبة، وإذا كانوا من عشاق المغامرة والتحدي فهنا سيقررون الذهاب لمدينة الألعاب اليتيمة في الرصافة أو متنزه الزوراء. والمقصود بالتحدي هنا ليس ركوب الأفعوانية بل ما هو أخطر من ذلك بكثير وهو تحدي الإرهاب بكافة صوره.

ومن الناحية الاقتصادية، يمكن القول إنه ورغم رخص أسعار السوق العراقية مقارنة بأسعار البضائع والسلع في دول مجاورة له بسبب عدم وجود رسوم جمركية وضرائب، فإن المستهلك العراقي وللأسف وقع في شرك جشع التجار الذين اتفقوا مع مزوري البضائع الصينيين على أبناء بلدهم، وأصبح همهم تحقيق الأرباح حتى لو كانت على حساب دم أبناء شعبهم وأصبح البعض لا يتوانى لحظة واحدة أو يتردد في استيراد لحوم منتهية الصلاحية وتغيير تواريخ صلاحيتها مقابل تحقيق الربح.