«التيار العوني» يواصل حملته على الدولة ويصف الوزراء بأنهم لا سلطة لهم

فرصة العيد تفرض جمودا سياسيا قسريا على لبنان

TT

فرضت فرصة عيد الفطر المبارك جمودا قسريا على الوضع السياسي اللبناني المثقل بالملفات الملتهبة التي وضعت جانبا في انتظار الأسبوع المقبل، حيث غادر عدد من الزعماء اللبنانيين بيروت لقضاء إجازات خاصة، علما بأن غيابهم سيؤدي حتما إلى خفض منسوب المواقف السياسية والتصريحات المضادة.

رئيس الحكومة، سعد الحريري، توجه إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة، بينما غادر رئيس تكتل التغيير والإصلاح، العماد ميشال عون، إلى فرنسا، وغادر رئيس حزب الكتائب، أمين الجميل، إلى روما. هذا وكان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي قد توجه في وقت سابق إلى أوروبا.

واستمر الحديث الأخير العالي النبرة لرئيس تكتل التغيير والإصلاح، العماد ميشال عون، محور سجال لبناني، حيث عاد «التيار الوطني الحر» الذي يرأسه عون ليؤكد أن «جوهر المسألة التي تناولها رئيس التكتل هو الخلاف على الخيارات الوطنية كالانفتاح على المحيط والتفاعل معه وإصلاح المؤسسات وتحسين الأداء فيها في ظل هذا الفساد المستشري»، مستغربا «عدم الإجابة عن الأسئلة التي وجهها الجنرال إلى الوزراء»، معتبرا أن «هذا دليل على أنهم مهمشون ولا سلطة لهم»، وأضاف: «نحن نربأ بهذا التعامل الرخيص، ونطالب الجهات المعنية بالكف عن التعاطي بهذه الخفة واللامبالاة وعدم الانجرار إلى مواقع لا تخدم المصلحة العامة والتقيد بمضمون ما قاله العماد ميشال عون والإجابة عنه». وفي وقت سابق كان العماد عون قد شدد على أنه كان وسيبقى إلى «جانب الرئاسة الأولى»، معتبرا أن «المحك هو تعزيز صلاحيات الرئاسة»، داعيا «الذين يغارون على الرئاسة إلى العمل على إقرار وتعزيز هذه الصلاحيات».

وبينما نشط الحديث عن مساع جارية على خط بعبدا - الرابية لتقريب وجهات النظر بين العماد عون ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، أكدت مصادر مطلعة على هذه التحركات لـ«الشرق الأوسط» أن «لا مبادرة جدية بعد في هذا الإطار، وكل ما تم حتى الآن يندرج في خانة الاتصالات والتمنيات» وأضافت: «حزب الله يقوم بمساع لترطيب الأجواء وتقريب وجهات النظر وقد نرى في فرصة العيد مسعى لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة، محمد رعد، لحلحلة ما طرأ على علاقة العمادين، خاصة أن عون لم يرد استهداف العماد سليمان شخصيا إنما هدف إلى وضع الأصبع على تلكؤ وسلبية الدولة في تعاطيها مع احتياجات المواطن».

وبموازاة الخلاف المستجد بين عون والرئيس سليمان، يستمر حديث رئيس الحكومة سعد الحريري لـ«الشرق الأوسط» مادة دسمة تتداولها الأوساط اللبنانية، وإذ فضل أقطاب فريق «14 آذار» التريث قبل إصدار أي موقف من الجديد الذي طرحه الحريري حول العلاقة مع سورية، كشفت أوساط حزب الله لـ«الشرق الأوسط» عن أن «ما قام به الحريري خطوة على طريق الحلحلة وليس الحل»، لافتة إلى أنه «بعد عودة الحريري من العمرة مكتسبا هذه الحالة الروحانية سيتم لقاء بينه وبين المعاون السياسي لأمين عام حزب الله، حسين خليل، في إطار تبادل التهاني بالعيد عله يؤدي إلى ترتيب لقاء الحريري - نصر الله».

وفي ردود الفعل على حديث العماد عون، أكد وزير الدولة، عدنان السيد حسين، أن «رئاسة الجمهورية تستوعب كل الخلافات في لبنان، كما أن صدر سليمان واسع تجاه أي قضية، والمهم أن تعود الثقة إلى سابق عهدها وتلتئم هيئة الحوار الوطني في موعدها وتطرح كل الهواجس لدى الفرقاء».

وإذ رفض وزير السياحة، فادي عبود، وضع كلام العماد عون الأخير في خانة «الكلام التصعيدي»، لفت إلى أنه «تعبير عن موقف بطريقته»، متمنيا «عدم تحويل كلام العماد عون إلى حملة على رئيس الجمهورية».

ورأى عضو تكتل عون النيابي، النائب وليد خوري، أن «الخطاب الأخير لرئيس التكتل النائب ميشال عون، أضاء على خلل موجود في الحكومة»، موضحا أن «التعابير والنبرة العالية التي استخدمت في الخطاب هي الطريقة المعتادة لعون في الكلام، والهدف منها ليس أخذ كل كلمة وقياسها، بل الإضاءة على الخلل في عمل الإدارات». وشدد خوري على أن عون «حريص على موقع الرئاسة، وهو أول من ساند تعزيز صلاحيات رئاسة الجمهورية، كما أن (التيار الوطني الحر) يراقب بدقة عمل الحكومة وبالتالي يتوجب على وزير الداخلية، زياد بارود، أن يجيب عن الأسئلة التي تطرح حول فرع المعلومات، لأنه غير شرعي»، كاشفا عن أن «عون وبارود التقيا وخرجا بشبه اتفاق ضمني».