صاحب خطة الانسحاب من غزة: المفاوضات لن تفضي لشيء لأن نتنياهو لا يعرف ماذا يريد

يرى أن الحل يأتي في خطوات أحادية الجانب

TT

أعرب مستشار استراتيجي سابق لحكومتي أرييل شارون وإيهود أولمرت، وللإدارة الأميركية عن قناعته بأن المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية الحالية، لن تسفر عن أي نتيجة استراتيجية لتحقيق السلام، وذلك لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لا يعرف ماذا يريد والرئيس الأميركي، باراك أوباما، وقع في أخطاء استراتيجية بسبب قلة خبرته.

وقال العقيد في جيش الاحتياط، عيبال جلعادي، إن نتنياهو يخوض المفاوضات بطريقة غير مدروسة ومن دون تحضير مهني مناسب ومن دون أجندة واضحة. لم يشكل طاقم عمل مهنيا لدراسة تجربة الماضي وأسباب فشلها، حتى يتفادى هذا الفشل. لم يعد أي بنية تحتية تتيح له دراسة الأوضاع بعمق. لا يوجد لديه عمود فقري يبني عليه موقفه في هذه المفاوضات. ويؤكد أنه توجه إلى عدد من أقرب المقربين من نتنياهو وسألهم عما يريده رئيسهم فعلا من هذه الفاوضات، فأجابوه ببساطة: «لا نعرف».

وأنهى جلعادي خدمته العسكرية كرئيس لدائرة التخطيط الاستراتيجي في قسم التخطيط الحربي في رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي. وعمل كمستشار استراتيجي لدى رئيسي الحكومة، شارون وأولمرت. ويعتبره المقربون من شارون المهندس الأول لخطة الفصل، التي انسحبت إسرائيل بموجبها من قطاع غزة، وأخلت المستوطنين من جميع مستوطنات غزة وأربع مستوطنات في الضفة وهدمت مستوطناتهم تماما. وهو يقيم علاقات عمل أيضا مع الإدارة الأميركية، من خلال عدد من السؤولين السابقين أمثال اليوت أبرامز، نائب المستشار السابق للأمن القومي وبيل بيرنز، مسؤول دائرة الشرق الأوسط السابق في الخارجية الأميركية، وديفيد سترفيلد ودان كيرتسر وغيرهم. وهو يقيم حاليا علاقات وثيقة مع دنيس روس، كبير المستشارين لشؤون الشرق الأوسط في البيت الأبيض، وكذلك مع عدد من الوزراء المقربين من نتنياهو.

وقال جلعادي في تصريحات لصحيفة «معاريف» إن ما يميز الحكومة الإسرائيلية الحالية عن سابقاتها أنها ليست صاحبة مبادرة. ويروي كيف نجح شارون في حينه أن يقلب الأمور رأسا على عقب مع الأميركيين، إذ أن «مبادرة جنيف» جذبت الجميع وأدت إلى تشكيل ضغوط شديدة على شارون لكي يوافق على حل الدولتين، فطرح خطة الفصل فنسي العالم مبادرة جنيف ووقف مع شارون في مبادرته. وقال: «اليوم، يمكن أن يحصل الأمر نفسه». وأضاف: «لا ضرورة في مفاوضات مع الفلسطينيين. فإذا طرحنا مبادرة، أي مبادرة كانت، سينجر وراءها الجميع، الأميركيون أولا ثم الأوروبيون ثم الفلسطينيون والعرب».

والمبادرة التي يقترحها تنص على العودة إلى الخطوات الأحادية الجانب، ولكن هذه المرة من الطرفين. فعلى إسرائيل أن تتخذ خطوات جريئة لقصر البناء الاستيطاني على المستوطنات الواقعة غرب الجدار العازل، وتبدأ بتفريغ المستوطنات القائمة شرق الجدار في قلب الضفة الغربية. فتعطي بذلك المزيد من الأراضي للفلسطينيين حتى يوسعوا نطاق حكمهم. وفي الوقت نفسه، يجب إغراء الفلسطينيين بهذا التوجه، وذلك بواسطة دعم مشروع بناء الدولة الفلسطينية على الأرض، «فهذا المشروع، الذي يقوده سلام فياض، رئيس الوزراء الفلسطيني، يشبه مشروع الحركة الصهيونية، التي شرعت ببناء مؤسسات دولة إسرائيل قبل عام 1948 بعشرات السنين. فإذا تقدم الفلسطينيون في هذا الاتجاه وتقدم الإسرائيليون في ذلك الاتجاه، سنشهد عملية تطور ونضوج طبيعية نحو التسوية المستقبلية».

وانتقد جلعادي الرئيس أوباما، قائلا: «إنه رجل حكيم وقوي ولكن قلة تجربته أوقعته في مسلسل أخطاء دمر مخططاته وأفقده الكثير من شعبيته»، معتبرا أن إحدى هذه الأخطاء الجسيمة، «الدخول في صدام مع نتنياهو. إن حشر نتنياهو في الزاوية لا يفيد شيئا. سيجعله مشلولا. هذا الرجل يمكن التأثير عليه فقط بالودية، بالاحتضان»