القس الأميركي جونز ملاحق من الضرائب

كان يؤجر الساحة التابعة للكنيسة موقفا للسيارات.. ويواجه قضايا حول مصير التبرعات

القس تيري جونز
TT

ولد القس تيري جونز، الذي قال إنه سيحرق، غدا، نسخا من المصحف الشريف أمام مبنى كنيسته في غينزفيل (ولاية فلوريدا)، سنة 1952. درس جونز في مدارس مسيحية معمدانية متطرفة. وأحب التبشير للمسيحية خارج الولايات المتحدة.

عمل في دول في أميركا الجنوبية وفي أفريقيا. لكن، لأكثر من عشر سنوات، عمل في ألمانيا. وبعد أن عاد من ألمانيا إلى فلوريدا، بدأ مع زوجته الهجوم على الإسلام، بداية من سنة 2001، بعد هجوم 11 سبتمبر (أيلول)، من الكنيسة الصغيرة التي يديرانها والتي لا يزيد عدد أعضائها على خمسين شخصا.

كانت الكنيسة معتدلة قبل أن يسيطرا عليها. واسمها الرسمي هو «مركز دوف (الحمامة) للتواصل العالمي».

في سنة 1987، أسس الكنيسة قسيسان: دونالد نورثروب، وريتشارد رايت. واشتهرا بحب عمل الخير. ونجحا في ذلك مما جعل الثاني يؤسس كنيسة أخرى في والدو (ولاية فلوريدا نفسها)، وانتقل إليها وترك نورثروب يدير الأولى.

في سنة 1996، عندما توفي نورثروب، تولت زوجته، دولوريس، إدارة الكنيسة. لكن نافسها وفاز عليها، بعد معارك استمرت سنوات، القس تيري جونز الذي كان صديقا لزوجها. وقبل وفاة مؤسس الكنيسة بنحو عشر سنوات، في سنة 1981، كان جونز قد سافر إلى ألمانيا لنشر المسيحية المتطرفة التي يؤمن بها وسط طلاب الجامعات. وأسس «سي جي كي» (المركز المسيحي الألماني) في مدينة كولون.

لكنه كان يزور صديقه من وقت إلى آخر، وكان واضحا أن هناك اختلافات أساسية بين الصديقين في تفسير العقيدة المسيحية. وعندما فشل جونز في إقناع صديقه برأيه، يبدو أنه انتظر حتى توفي. ورغم أن جونز كان في ألمانيا، فقد كان إخوانه وأخواته يزورون الكنيسة ويحاولون تغيير اتجاهها العقائدي. كان هؤلاء قد سيطروا على جمعية «مارانثا» الأميركية لنشر المسيحية وسط طلاب الجامعات (الاسم من اللغة الآرامية التي كان يتكلم بها المسيح، ومعناه: يا إلهي، تعال إلي). وعن طريق جونز في ألمانيا، أسسوا فرعا هناك.

لكن، في النهاية، انهارت الجمعية التبشيرية الأميركية. وانهارت بعثة جونز في ألمانيا، «المركز المسيحي الألماني»، بسبب آراء جونز المتطرفة.

وبعد أن عاد جونز إلى ولاية فلوريدا، أعيد تأسيس البعثة الألمانية على أسس معتدلة، وسميت «جي آي إيه» (التحالف الإنجيلي الألماني). الآن، يشرف عليها قساوسة ألمان معتدلون، وأمس أصدروا بيانا أدانوا فيه خطة جونز لحرق القرآن الكريم. في ولاية فلوريدا، تغلب جونز، بمساعدة أفراد عائلته، على أرملة القس نورثروب، مؤسس الكنيسة، وسيطر عليها.

وبعد هجوم 11 سبتمبر سنة 2001، أثارت الكنيسة الاهتمام عندما وضع جونز وزوجته لافتة على الشارع العام تقول: «الإسلام هو الشيطان». وبدأ وزوجته يظهران في برامج تلفزيونية وإذاعية، ويكرران: «ليس العدو هو الإرهاب. العدو هو الإسلام».

وقالت صحيفة «غينزفيل صن» التي تصدر في مدينة غينزفيل نفسها (ولاية فلوريدا): «بينما بدأ جونز حملته القوية ضد الإسلام، دخل في مشكلات مع إدارة الضرائب». وأشارت الصحيفة إلى أنه كان يجمع تبرعات على أساس أنها معفاة من الضرائب، حسب القانون الأميركي. لكنه، في الوقت نفسه، كان قد أسس شركة تجارية لإدارة الكنيسة.

في الوقت الحالي، يحقق قسم الضرائب في مقاطعة الاشوا التي تقع فيها الكنيسة في الموضوع. وحصلت الصحيفة على وثائق توضح أن جونز كان يؤجر الساحة التابعة للكنيسة موقفا للسيارات. وأن مسيحيين ألمانيين رفعوا قضايا ضد جونز لأن الكنيسة التي كان يديرها في ألمانيا جمعت تبرعات منهم دون أن توضح لهم طريقة صرفها.

في الحقيقة، كانت شركة «تي إس» (شركة تجارية لإدارة الكنيسة) قد تأسست في ألمانيا، قبل أن تتأسس في فلوريدا. ولهذا أيضا دخلت في مشكلات مع إدارة الضرائب الألمانية. ولسوء حظ جونز وزوجته، تمردت عليهما بنتهما «ايما» عندما كانوا في ألمانيا، وبقيت هناك (ولدت من زوجة سابقة للقسيس). وتعاونت البنت مع ألماني واشتكت والديها للشرطة الألمانية. وعندما كثرت على الزوجين المشكلات عادا إلى فلوريدا. وعادت معهما أفكارهما المتطرفة.