الصومال: هجوم انتحاري مزدوج يستهدف مطار مقديشو الدولي

بعد دقائق من مغادرة وفد من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد.. وحركة الشباب تتبنى العملية

TT

تعرض مطار العاصمة الصومالية مقديشو أمس لهجوم انتحاري مزدوج، هو الأول من نوعه الذي يستهدف المطار، ونفذه مسلحون من حركة الشباب المجاهدين المعارضة للحكومة الصومالية، وقد استقل المهاجمون سيارتين انفجرت إحداهما في البوابة الرئيسية للمطار قرب موقع تابع لقوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام التي تتولى حراسة المطار. وعقب التفجير الانتحاري الأول عند البوابة الخارجية للمطار، دخل المسلحون في السيارة الثانية داخل مجمع المطار، واشتبكوا مع الشرطة الصومالية ومع قوات الاتحاد الأفريقي، واستمر إطلاق النيران لمدة ربع ساعة على الأقل، وسمعت أصوات إطلاق الرصاص ودوي انفجارات أخرى داخل المطار، حيث قتل اثنان من المهاجمين فيما فجر اثنان آخران نفسيهما.

ووقع الهجوم بعد دقائق من مغادرة وفد كبير من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد وبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال للمطار، بقيادة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصومال السفير أوغستين ماهيغا. وضم الوفد أيضا كلا من «أبوبكر ديارا» مبعوث الاتحاد الأفريقي في الصومال، و«كبروتو أرب كيروا» ممثل منظمة الإيقاد لدى الصومال. وكان الوفد قد قام بزيارة خاطفة إلى مقديشو التقى خلالها مع الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد في القصر الرئاسي.

وأفاد شهود عيان «الشرق الأوسط» بأن انتحاريا فجر سيارة ملغومة عند البوابة الخارجية للمطار، مما تسبب في وقوع خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات الأفريقية التي تعرضت للهجوم. ولم تكشف قوات الاتحاد عن الخسائر التي نجمت عن الهجوم؛ إلا أن وزير الإعلام الصومالي عبد الرحمن عثمان قال إن الهجوم الذي وصفه بأنه عمل إرهابي أدى إلى مقتل جنديين من جنود قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام، وشرطي صومالي، وعدد آخر من القتلى في صفوف مدنيين كانوا بالقرب من موقع الحادث. إضافة إلى الانتحاريين الذين كان يبلغ عددهم خمسة على الأقل. وأكد المتحدث باسم قوات الاتحاد الأفريقي الميجور «بريجي بهوكو» مصرع جنديين من قوات الاتحاد الأفريقي وإصابة ثلاثة آخرين.

وأضاف الوزير أن المهاجمين تنكروا في زي القوات الحكومية، وأن الحراس في المدخل الأمامي في المطار أطلقوا النار على السيارة الأولي وتمكنوا من تعطيلها قبل تفجيرها، الأمر الذي قلل من الخسائر الناجمة عن الانفجارات. وأفادت مصادر مستقلة بأن عدد القتلى والجرحى جراء هذا الهجوم الانتحاري المزدوج يبلغ أكثر من 10 أشخاص معظمهم من المدنيين. وأعلنت محطة إذاعية تابعة لحركة الشباب بأن عناصر من الحركة نفذوا الهجوم. وأضافت المحطة أن «عددا من الجنود الأفارقة قتلوا في العملية، وسيتم الكشف عن تفاصيل أخرى لهذه العملية في وقت لاحق».

وكانت قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في مقديشو في حالة استنفار منذ أسابيع تحسبا لهجمات انتحارية محتملة، بعد أن حذرت الشرطة الصومالية مؤخرا من احتمال وقوع هجمات انتحارية جديدة تستهدف قواعد قوات الاتحاد الأفريقي والمقرات الحكومية الأخرى. وكان المتحدث باسم الشرطة الصومالية العقيد عبد الله بريسي قد حذر قبل أيام من تفجيرات انتحارية جديدة تستهدف قواعد قوات الاتحاد الأفريقي ومقرات حكومية، وكذلك مناطق شعبية مزدحمة مثل المساجد والأسواق داخل المناطق التي تديرها الحكومة. وفي العام الماضي تعرضت القاعدة العسكرية الرئيسية التابعة لقوات حفظ السلام للاتحاد الأفريقي بالقرب من مطار مقديشو، لأكبر هجوم انتحاري نفذه مسلحون من حركة الشباب، مما أدى إلى مقتل نحو 17 من جنود القوات الأوغندية، بينهم نائب قائد قوات الاتحاد في الصومال الجنرال «جوفينال نيونغروسا» الذي كان يشغل أيضا قائد الوحدة البوروندية في مقديشو.

ميدانيا، تتواصل الاشتباكات في مقديشو بين قوات الحكومة الصومالية التي تساندها قوات الاتحاد الأفريقي من جهة، ومقاتلي حركة الشباب المجاهدين من جهة ثانية. وتدور الاشتباكات التي يتخللها قصف مدفعي كثيف يتبادله الطرفان في أحياء عدة بشمال ووسط العاصمة مقديشو. وقد أصابت هذه الاشتباكات الحياة في مقديشو بالشلل التام، وأغلقت بعض الأسواق الرئيسية في العاصمة أبوابها، في الوقت الذي يستعد فيه سكان مقديشو لاستقبال فرحة عيد الفطر الذي يصادف اليوم الجمعة. وخلال الأيام الأخيرة استولى مقاتلو حركة الشباب على مناطق قريبة من القصر الرئاسي. وقد دخلت المعارك في مقديشو أسبوعها الثالث وقتل فيها حتى الآن نحو 250 شخصا وأصيب فيها أكثر من 400 آخرين، فيما تم تشريد أكثر من 20 ألفا آخرين حسب أرقام المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.