مسلمو البلقان أدوا صلاة العيد في المساجد والساحات العامة

مفتي كوسوفو دعا إلى الوقوف إلى جانب استقلال الإقليم

TT

أدى المسلمون في البلقان أمس صلاة عيد الفطر المبارك في المساجد وصالات الرياضة، إذ غصت قاعات الصلاة والساحات المحيطة بها بالمصلين الذين توافدوا على المساجد منذ ساعات الفجر الأولى. وقد شهدت الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية للمساجد حركة نشطة في الهزيع الأخير من الليل، واشتدت عند الفجر، في كل من البوسنة، وكرواتيا، وصربيا، والجبل الأسود، وكوسوفو، ومقدونيا، وألبانيا وغيرها. حيث يتوجه المسلمون إلى المساجد في مثل هذه المناسبات في وقت مبكر للحصول على مكان داخل المساجد والصالات الرياضية المعدة لذلك، في أجواء حميمية، فقد كان الطقس جميلا بعد نزول المطر عند منتصف الليل، وزادته جمالا دعوة الأئمة للغفران والمحبة وتجاوز الضغائن وإنهاء الخلافات من أجل فرحة العيد.

وقد تحولت مساجد البلقان بالأمس في صلاة العيد إلى ربيع يفوح بمختلف أنواع العطور، حيث يتهيأ المسلمون في مثل هذه المناسبات فيغتسلون لأداء صلاة العيد ثم يرتدون أجمل ما لديهم من الثياب ويضعون العطور والدهون المختلفة قبل التوجه للمساجد. ولا يمكن التمييز بين الروائح الزكية المنبعثة من آلاف المصلين من مختلف الأعمار، حيث يرافق الأطفال آباءهم للمساجد يوم العيد. عطور غربية وشرقية لا يمكن تميزها إلا من خلال الاقتراب أكثر فأكثر من المصلين أو التأكد منها بعد مصافحة هذا وذاك ممن تعرف ولا تعرف. بعض العطور قوي جدا يكاد يطغى على غيره من العطور، وبعضها من النوع البسيط، لكن الجميع ينضحون بالروائح الزكية مما يضفي على جو الصلاة والعيد والتهنئة ظلالا من أفراح الروح وراحة النفس تزيدها عبارات الود والتهنئة التي تنضح بها ألسنة المصلين رونقا وجمالا.

وفي كوسوفو كان مسجد محمد الفاتح هو المكان الرئيسي للصلاة، وقد أم المصلين مفتي كوسوفو الشيخ نعيم ترنفا، وقد ركز المفتي على أهمية الالتزام بالقيم الإسلامية وأداء العبادات وفي مقدمتها الصلاة والصوم، منبها إلى أن الصلاة هي الفيصل بين الإسلام والكفر. ولم تخل الخطبة من الجانب السياسي حيث تفاءل المفتي بيوم العيد الذي يوافق جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت على مشروع القرار الصربي الداعي لإدانة استقلال كوسوفو المعلن في 17 فبراير (شباط) 2008. ودعا المجتمع الدولي إلى الوقوف إلى جانب استقلال كوسوفو على حد قوله، كما طالب الزعماء السياسيين بالعمل مع بعضهم بعضا وتحقيق رغبة الأغلبية.