الإمام فيصل: سنعيد النظر في مشروع مسجد نيويورك إذا واجهنا معارضة قوية

استطلاع رأي جديد يظهر معارضة أغلبية الأميركيين لموقع المركز بسبب حساسيته

TT

قال الإمام فيصل عبد الرؤوف صاحب مبادرة قرطبة لبناء المركز الإسلامي في نيويورك المثير للجدل قرب منطقة غراوند زيرو التي شهدت هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، إن التراجع عن خطط بناء المركز سوف يثير مشاعر المسلمين الراديكاليين، مما سوف يدفعهم إلى شن هجمات ضد الولايات المتحدة. في حوار في برنامج «لارى كينغ لايف» على شبكة «سي إن إن»، حيث قال: «الشيء المهم أن الراديكاليين سوف يتذرعون بهذه الواقعة».

وأضاف: «العناوين التي ستتصدر العالم الإسلامي هي أن الإسلام يتعرض إلى هجوم».

وقال عبد الرؤوف إنه أقل قلقا بشأن الراديكاليين في أميركا عنهم في «العالم الإسلامي».

واعترف بأنه فوجئ بالضجيج المثار حول المسجد والمركز الثقافي اللذين يعتزم بناءهما على مقربة من موقع تحطم برجي مركز التجارة العالمي على أيدي إرهابيين قاموا بخطف طائرات تجارية واستخدموها في تدمير برجي المركز. وقد أسفر الهجوم عن مقتل 2752 شخصا.

وأظهر استطلاع لصحيفة «واشنطن بوست» بالتعاون مع «إيه بي سي نيوز» أن ثلثي الأميركيين يعتقدون أنه لا يجب بناء المسجد في منطقة مانهاتن، وعلل بعضهم رأيه بحساسية المكان. وأثار هذا الاقتراح مظاهرات خلال الأسابيع الماضية. وبسؤاله عما إذا كان سيعيد النظر في الخطط إذا علم أنها ستواجه معارضة قوية، أجاب عبد الرؤوف «نعم».

ولكنه قال إنه إذا ألغى خطط بناء المسجد الآن فإن الراديكاليين سوف يعتبرون ذلك هزيمة للإسلام وهذا من شأنه زيادة التهديدات الموجهة إلى أميركا على أنها معادية للإسلام. وأضاف أن المسألة أصبحت قضية أمن قومي أميركي. وقال: «لو علمت أن ذلك سيسبب مثل هذا النوع من الألم لما كنت فعلته». وأضاف: «حياتي مكرسة للسلام».

وقال: «يجب علينا أن نتأكد الآن أن ما نفعله سيحقق مزيدا من السلام وليس مزيدا من الصراع». وقد دعا للحوار بين المسلمين واليهود والمسيحيين من أجل بناء جسر بين الديانات.

وأظهر استطلاع جديد للرأي أجرته صحيفة «واشنطن بوست» وشبكة «إيه بي سي نيوز» أن معظم الأميركيين يرون أنه لا ينبغي المضي قدما في بناء المركز الإسلامي والمسجد في منطقة لور مانهاتن، وأشارت الغالبية العظمى من المعارضين إلى حساسية المكان باعتبارها السبب وراء معارضتهم.

وأعرب ثلثا الأميركيين المستطلعة آراؤهم عن اعتراضهم على بناء مجمع قرطبة بالقرب من الموقع السابق لمركز التجارة العالمي. كما أعربت أغلبية ضئيلة عن وجهات النظر شديدة السلبية تجاه المشروع. وأشار 82 في المائة من أولئك الذين يعارضون بناء المركز إلى أن سبب اعتراضهم هو الموقع المقرر له، في حين أعرب 14 في المائة (9 في المائة من جميع الأميركيين) عن معارضتهم لبناء هذا المركز في أي مكان آخر في البلاد.

وتأتي النتائج الجديدة للاستطلاع متماشية مع تنامي وجهات النظر العامة المنتقدة للإسلام، فقد ذكر 49 في المائة من جميع الأميركيين أن لديهم آراء سلبية عن الإسلام عموما، مقارنة بـ37 في المائة لديهم آراء إيجابية. وكان هذا هو الانقسام الأكثر سلبية في استطلاع الرأي الذي يعود إلى أكتوبر (تشرين الأول) 2001.

وقال ما يقرب من ثلث الأميركيين إنهم يرون أن الإسلام يشجع على العنف، وهو تغيير طفيف عن نتائج الاستطلاعات التي أجريت خلال السنوات الأخيرة، لكن النسبة الأكبر من هذه، بأغلبية ضئيلة، يرون أن الإسلام دين سلام. ووفقا لـ«واشنطن بوست»، فقد قالت سوزان ديل (45 عاما) من سكان وال بردج بأوهايو، في مقابلة معها: «بغض النظر عن الدين الذي يعتقدون، فإن معظم الناس محترمون».

وقالت «واشنطن بوست» إن معظم الذين لديهم آراء إيجابية عن الإسلام ويرونه دينا محبا للسلام طالبوا أكثر من غيرهم بضرورة نقل المركز إلى مكان آخر. وقالت سيندي سبورلوك (54 عاما) من يودر بكولورادو، إنها تعارض وجود المركز الإسلامي بالقرب من موقع مركز التجارة العالمي، «إنه سيتسبب في الألم للكثير من الناس بسبب كل هذه الأسر التي فقدت هناك». وتساءل جيم والش (48 عاما) من فيلادلفيا، وهو أحد الذين شملهم استطلاع الرأي، عن الدوافع وراء هذا المشروع، وقال: «عاطفيا، أعتقد أنه من الحكمة عدم إقامته في هذا المكان».

وبغض النظر عن مبرراتهم، فإن معظم الناخبين الذين يعارضون بشدة بناء المركز في لور مانهاتن يقولون إن لديهم مشاعر قوية حول هذه القضية تكفي للتأثير على تصويتهم في انتخابات الكونغرس القادمة في نوفمبر (تشرين الثاني)، ومعظم هؤلاء الناخبين يدعمون المرشحين الجمهوريين على المرشحين الديمقراطيين.

وبوجه عام، فإن 83 في المائة من الجمهوريين و65 في المائة من المستقلين و53 في المائة من الديمقراطيين يعارضون بناء المركز الإسلامي. وقد ارتفعت وجهات النظر السلبية عموما بدرجة كبيرة بين الجمهوريين، حيث إن 67 في المائة من الذين يعرفون أنفسهم بأنهم جمهوريون يقولون إن لديهم آراء سلبية عن الإسلام، مقارنة بـ42 في المائة في الأشهر التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر 2001.

وتعارض أغلبية كبيرة من البروتستانت والكاثوليك بناء المركز الإسلامي، وتصل تلك المعارضة إلى ذروتها بين البروتستانت الإنجيليين البيض، لكن على النقيض من ذلك، فإن معظم الذين لا يعتنقون دينا معلنا يدعمون بناءه.

وقد أجري الاستطلاع عبر الهاتف خلال الفترة من 30 أغسطس (آب) إلى 2 سبتمبر، وشمل عينة عشوائية من 1002 من الأميركيين البالغين. ونتائج العينة كاملة بها هامش خطأ يزيد أو ينقص على 3 نقاط مئوية.