تضاؤل احتمالات عودة مفتش عام شرطة «البوليساريو» إلى المخيمات في تندوف بالجزائر

ولد سيدي مولود يبدي استغرابه لاتهامه بالخيانة بعد زيارته للمغرب

TT

تبادلت جبهة «البوليساريو» ومصطفى سلمة ولد سيدي مولود، الذي يشغل منصب مفتش عام شرطة الجبهة، الاتهامات بعد أن هددت «البوليساريو» بمحاكمته في حالة عودته إلى مخيمات الصحراويين.

ويسود الغموض بشأن عودة ولد سيدي مولود إلى تندوف في جنوب غربي الجزائر، حيث يوجد مقر قيادة «البوليساريو».

وقالت «البوليساريو» إن ولد سيدي مولود، الذي كان زار المغرب في وقت سابق، وأعلن تأييده لاقتراح العاهل المغربي الملك محمد السادس بمنح الأقاليم الصحراوية حكما ذاتيا موسعا، «يعتبر الآن في عداد الخونة». ونسب إلى عمر منصور، مندوب «البوليساريو» في باريس قوله: «إن ولد سيدي مولود يمكن أن يعود إلى تندوف، لكنه سيحاكم بتهمة الخيانة، وإذا لم يقبل بذلك يمكن أن تنضم إليه زوجته وأطفاله، إذا رغبوا في ذلك، ومن دون إجبارهم على الأمر»، وهو ما يشير إلى احتمال ممارسة ضغوط على ولد سيدي مولود عن طريق أسرته.

من جهته، قال ولد سيدي مولود، الذي يوجد حاليا في مدينة الزويرات الموريتانية الحدودية: «إن وصوله إلى أسرته أصبح في عداد المستحيلات»، وهو ما يشير إلى أن انتقاله إلى المخيمات صار بدوره مستبعدا. وأضاف «ما زلت في موريتانيا، وما زلت ممنوعا من دخول المخيمات والوصول إلى عائلتي التي توجد هناك، بسبب جريمة لم أعرف ما هي، كل ما يقال هو مصطلح كبير اسمه (الخيانة) ولا أعرف أين تكمن هذه الخيانة، وما فعلته أنني عبرت عن رأيي بكل حرية وهذه ليست خيانة».

وزاد ولد سيدي مولود قائلا: «إن هناك قرارا بحرمانه من اللقاء مع عائلته، ومن الوصول إليها». وقال إنه «موجود على أرض محايدة هي الأراضي الموريتانية»، مشيرا إلى أنه تلقى تهديدات في حالة محاولته الوصول إلى حدود منطقة المخيمات، واستبعد أن يسمح لأسرته بزيارته حيث يوجد الآن. وقال إنه «يوصي جميع الصحراويين خيرا بعائلته، بعد أن لم تعد له ثقة في قادة جبهة (البوليساريو)».وقال ولد سيدي مولود إن «التصريحات التي أدلى بها ممثل جبهة (البوليساريو) في فرنسا، الذي اتهمه بأنه (أصبح مغربيا) تعد نصرا للمغرب لأنه اعتراف بأن الأشخاص الذين يوجدون بالمخيمات هم مغاربة». وقال: «لأول مرة تعترف (البوليساريو) بأن هناك مغاربة داخل المخيمات، وبالتالي هذا نصر للمغرب».

وأضاف «على قادة (البوليساريو) الاستسلام للأمر الواقع». وناشد ولد سيدي مولود المنظمات الدولية والحقوقيين وكل الأحرار في العالم الوقوف إلى جانبه من أجل لقاء أبنائه بمخيمات تندوف.

ويقول ولد سيدي مولود إنه انتقل هو وعائلته من السمارة عام 1979 حيث تم اقتيادهم بالقوة إلى مخيمات تندوف، وأصبح منذ ذلك الوقت عضوا في جبهة «البوليساريو».

وكان ولد سيدي مولود زار المغرب وعقد مؤتمرا صحافيا في مدينته السمارة، وتحدث عن ضرورة إيجاد حل على ضوء اقتراح الحكم الذاتي، معلنا أنه سيدافع عن هذه الفكرة عند عودته إلى مخيمات تندوف.