بيريس يحث أبو مازن على عدم وقف المفاوضات مع نتنياهو لأي سبب

في مكالمة هاتفية بمناسبة رأس السنة اليهودية وعيد الفطر

TT

توجه الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، إلى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، بطلب أن يخوض التجربة بكاملها في المفاوضات مع إسرائيل وعدم قطعها لأي سبب كان.

وقال بيريس خلال مكالمة هاتفية مع أبو مازن إنه - أي بيريس - ومن خلال محادثاته الطويلة الدائمة مع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يعرف أنه جاد في التوجه إلى هذه المفاوضات، وأنه يريد أن ينهيها بأقصى السرعة.

وكان أبو مازن قد هاتف بيريس وكذلك نتنياهو ليهنئهما ومن خلالهما المواطنين اليهود في إسرائيل والعالم بمناسبة رأس السنة العبرية. وفي حين اقتصرت المحادثة مع نتنياهو على كلام المجاملات وتبادل التهاني بعيدي الفطر للمسلمين ورأس السنة اليهودية لليهود، طالت المحادثة مع بيريس وسبرت غور المفاوضات. واستهل أبو مازن محادثته بالتمني أن يتصل مع بيريس في السنة المقبلة وقد حل السلام بين الشعبين. فشكره بيريس ورد بتهنئة المسلمين الفلسطينيين والمسلمين عموما بعيد الفطر، وقال إنه يشاطر أبو مازن تمنياته. وأضاف بيريس أنه لا يتمنى فحسب، بل إنه يرى أن شعبي المنطقة، الفلسطيني والإسرائيلي، يواجهان تحديا كبيرا لأن يتغلبا على مآسي الماضي وجراحه وينقلا العلاقات بينهما إلى علاقات سلام وتعاون مثلما حصل مع شعوب أوروبا، التي دارت بينها حروب دامية أشد خطورة ودمارا من الحروب في الصراع الإسرائيلي العربي، ولكنها تمكنت من التغلب على الصراع ونتائجه المدمرة وانتقلت إلى سلام وحتى إلى الوحدة. وقال بيريس إن أبو مازن يتحمل مسؤولية عظمى اليوم، كونه أفضل قائد فلسطيني لصنع السلام: «لا يوجد أكثر منه شريك مع شعبه في مراحل العناء التي مرت عليه حتى الآن، ولذلك فلا يوجد من يريد أكثر منه أن يخلص شعبه من هذا العناء وينقله إلى عالم السلام والازدهار. فأنت قائد تاريخي لهذا الشعب. عشت كل مراحل الصراع وتعتبر من أشد المخلصين لتحرير شعبك وتحقيق السلام لكل شعوب المنطقة. فنحن نثق فيك وفي نواياك الصادقة ونعتبرك شريكا حقيقيا للسلام».

وحاول بيريس إقناع أبو مازن بأن نتنياهو أيضا مخلص لعملية السلام، فقال: «أنا واثق من أن نتنياهو شريك بمقدورك الاعتماد عليه. إنه جاد ليس فقط لتحقيق السلام بل يريده بأقصى سرعة».

وتطرق إلى شكوك الفلسطينيين بجدية نتنياهو بسبب نيته عدم الاستمرار في تجميد البناء الاستيطاني، لكنه لم يذكر موضوع الاستيطان بالاسم، فقال: «إن كانت هناك عراقيل تقنية، فإن هناك ما هو أهم منها. فالهدف الفلسطيني هو أن تقام دولة فلسطينية مستقلة ومستقرة وقابلة للحياة بسلام وأمان. وهو أكبر وأهم من أي شيء آخر. أهم من الاستمرار في الصراع وفي سفك الدماء وفي الأزمات».

يذكر أن أبو مازن ونتنياهو سيلتقيان في شرم الشيخ، يوم الثلاثاء المقبل، بحضور وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، لاستئناف المفاوضات المباشرة. وحسب البرنامج المعلن، فإن أبو مازن ونتنياهو سيلتقيان اليوم في جولة مفاوضات أخرى في القدس، وستكون هذه أول زيارة للرئيس أبو مازن منذ نحو سنتين. ومن المتوقع أن يتفقا على جولة مفاوضات أخرى بينهما بعد أسبوعين في مدينة أريحا، على أن يعقد وفدا التفاوض المهنيين، الفلسطيني برئاسة صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير، والإسرائيلي يتسحاق مولخو. ويحاول المتفاوضون من الجانبين هذه الأيام إجراء محادثات مكثفة بغية التوصل إلى صيغة متفق عليها في موضوع البناء الاستيطاني، تتيح استمرار المفاوضات من دون استفزازات إسرائيلية. ومن جهتها تحاول الإدارة الأميركية إقناع الطرفين بضرورة التوصل إلى اتفاق في هذه القضية، ولكنها في الوقت نفسه تمارس الضغط على نتنياهو لكي يمتنع عن المصادقة على أي بناء جديد في المستوطنات، وتحاول في الوقت نفسه إقناع أبو مازن بأن لا ينسحب من المفاوضات، «حتى ولو بني بيت هنا وبيت هناك في المستوطنات». وهي تهدد الطرفين بالإعلان جهارا عن المتسبب في إفشال المفاوضات، في حال استمرار هذه المشكلة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد توجه إلى إسرائيل بالدعوة أن تواصل تجميد البناء الاستيطاني. وقال بعد لقائه المبعوث الرئاسي الأميركي، جورج ميتشل، الليلة قبل الماضية، والاستماع إلى تقرير عن سير المفاوضات والعقبات التي تواجهها، إن على إسرائيل أن تدرك موقف الشرعية الدولية الرافض للاستيطان. وأعرب عن خشيته أن يؤدي استئناف البناء إلى تعطيل وإفشال المفاوضات. وقال إن الوضع بالغ الحساسية ويحتاج إلى موقف حكيم مسؤول من جميع الأطراف.