السياسة تزاحم فرحة العيد في مصر

بسبب زوجة كاهن مسيحي ودعوة حرق المصحف وطلب التغيير

TT

اعتاد المصريون في كل عيد أن يفرغوا من أداء صلاة العيد ويخرجوا من المساجد ليتبادلوا التهاني والحلوى والكعك، ويخرجوا إلى الحدائق والمتنزهات على ضفاف النيل ليقضوا أول أيام العيد، لكن هذا العام بدا المشهد مختلفا، إذ زاحمت شجون السياسة فرحة المصريين بعيد الفطر المبارك.

لكن أمس، وبعد أن انتهى المصريون من أداء صلاة عيد الفطر المبارك، شهدت المساجد مظاهرات احتجاجية لعدة أسباب، فهناك من تظاهر احتجاجا على دعوة قس أميركي لإحراق نسخ من المصحف الشريف، وآخرون تظاهروا مطالبين بمعرفة مصير زوجة كاهن يتردد أنها أشهرت إسلامها وأن الكنيسة تخفيها، فيما تجمع أنصار «الجمعية الوطنية للتغيير» التي أسسها الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المصرية المقررة العام القادم، حاملين لافتات التهاني، ووزعوا الحلوى والبالونات واللعب على الأطفال.. وكان القاسم المشترك بين كل ما سبق هو لافتات التهاني التي تحمل أسماء المرشحين المحتملين الراغبين في خوض الانتخابات البرلمانية المقررة في نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

ففي ساحة مسجد عمرو بن العاص بمنطقة مصر القديمة (جنوب القاهرة)، وعقب صلاة العيد التي أحاطها وجود أمني مكثف، تظاهر مئات المصريين للمطالبة بمعرفة مصير السيدة كاميليا شحاتة زاخر زوجة كاهن كنيسة مارجرجس دير مواس بالمنيا في صعيد مصر، التي تردد أنها أسلمت وأن الكنيسة تخفيها في مكان غير معلوم، مطالبين الرئيس المصري حسني مبارك وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بالتدخل في القضية.

وفي عدد من المحافظات المصرية، منها البحيرة والدقهلية، خرج المصلون في مسيرات جابت الشوارع منددين بعزم القس الأميركي تيري جونز حرق نسخ من المصحف الشريف في ذكرى 11 سبتمبر (أيلول)، مطالبين بنصرة الإسلام والمصحف. وفي ميدان المنشية بغرب الإسكندرية، تجمع نشطاء بالجمعية المصرية للتغيير حاملين لافتات التهنئة بالعيد، ووزعوا الحلوى والهدايا واللعب على الأطفال، ليلعبوا على الوتر الإنساني، بعد سلسلة طويلة من الوقفات والمظاهرات الاحتجاجات أقامها نشطاء الجمعية خلال شهر رمضان. وقال محمد سمير، أحد أعضاء الجمعية، لـ«الشرق الأوسط»: «اليوم نقف مع الناس مهنئين ونقول لهم نحن معكم نشارككم فرحة العيد وبهجته كما سبق وشاركناكم غضبكم في الكثير من الأزمات والمشكلات».

وعلى الجانب الآخر، ساد الوجوم أغلب المصلين، خاصة من لديهم أطفال بالمدارس، نتيجة تكالب الالتزامات المادية عليهم، بدءا من نفقات شهر رمضان الذي يتزايد فيه استهلاك المصريين لأكثر من الضعف، وحتى مصاريف المدارس وزيها، مرورا بملابس العيد ومستلزماته من كعك و«عيدية»، وهو ما استغله المرشحون المحتملون للانتخابات البرلمانية الذين وزعوا على الأطفال بعض مستلزمات الدراسة من كشاكيل وأقلام وخلافه، كما قدموا الكثير من الهدايا العينية للمصلين، أملا في الفوز بأصواتهم في الانتخابات المقبلة، التي من المتوقع أن تكون معركة ساخنة بين مختلف التيارات السياسية للفوز بمقاعد مجلس الشعب (الغرفة الأولى في البرلمان المصري).