نهاد عوض ل «الشرق الأوسط» ـ: لا صفقة أو تراجع عن موقع مسجد نيويورك

قال إن الدفاع عن القرآن الكريم بالإعراض عن الجاهلين

TT

قال الدكتور نهاد عوض الرئيس التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية - الأميركية «كير» في واشنطن، إنه تلقى تأكيدات أكثر من مرة عبر الهاتف بعد صلاة العيد، أمس، من القائمين على مسجد قرطبة الذي يعرف باسم «بارك 51» أنه لا يوجد أي صفقة مع القس المتطرف تيري جونز أو تراجع عن موقع بناء المسجد بالقرب من «غراوند زيرو» القريب من موقع هجمات 11 سبتمبر (أيلول) الذي تصادف ذكراه التاسعة اليوم.

وقال الدكتور عوض في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» بعد صلاة العيد أمس، إنه «ركز في خطبة صلاة العيد بمركز مارتن لوثر كينغ في بلدة غينسفيل بولاية فلوريدا أمام العشرات من أبناء الجالية المسلمة على قيم التسامح والانضباط والصبر على الشدائد في الدين الحنيف»، مشيرا إلى أن «الدفاع عن القرآن الكريم لن يكون إلا بعدم مبادلة الإساءة بالإساءة، بل بالحسنى، والإعراض عن الجاهلين». وقال: «إن المؤمن ضعيف بنفسه قوي بربه سبحانه، وعندما يلجأ إليه ليستمد منه القوة فإنه يحول نقاط الضغط هذه لصالحه».

وأضاف «أكدت أن موقف المسلمين في الولايات المتحدة في مواجهة دعاوى وإساءات القس المغمور الذي يبحث عن الشهرة هو موقف قوة وليس موقف ضعف». وأوضح عوض أننا «نخرج من شهر التراحم، وإشاعة العفو، والسلام، والعدل، والإحسان، والحوار، والحكمة، والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، والصبر، والمداراة، والصفح الجميل وغير ذلك من مقولات ومعاني اللين، والسماح، واحترام الآخر، والعيش المشترك». وأوضح عوض «من الأمانة أن يعلم الجميع أن هؤلاء الذين يودون حرق القرآن الكريم لا يمثلون إلا شريحة صغيرة جدا لا يحسب لها حساب، لا عدد ولا اعتبار، فهم يمثلون كنيسة صغيرة لا تتبع مذهبا دينيا مسيحيا معينا، وهي كنيسة مفلسة أخلاقيا وماليا ويسعون إلى جلب الانتباه حتى على حساب مصلحة وأمن الولايات المتحدة، فهم إن أرادوا أن يتلفوا نسخة من القرآن الكريم فلن يضروا الله شيئا، ولن يضروا الكتاب ولا حتى يضروا المسلمين». وعقد مجلس «كير» مؤتمرا صحافيا في العاصمة الأميركية واشنطن أمس، لإعلان مبادرة «تعلم.. لا تحرق»، والتي من المقرر أن تتضمن أيضا أنشطة أخرى. وقال عوض: «هذه المبادرة التعليمية تم تصميمها لهؤلاء الذين يبحثون عن أسلوب رد إيجابي على هذا التصرف غير المقبول على الإطلاق من قبل عامة الأميركيين»، مشيرا إلى أنها تهدف إلى حض الناس على التعرف على المصحف الشريف وتعاليم الإسلام، مضيفا «من الواضح أن هذه المجموعة المحدودة من المتشددين الذين يعتزمون إحراق المصحف، لا يمثلون مجتمعنا أو قيمه، وقد تمت إدانة الممارسات التي يخططون للقيام بها من قبل جميع الزعماء الدينيين والقادة السياسيين».