تلميحات في موسكو إلى إمكانية ترشيح ميدفيديف نفسه لولاية ثانية

الرئيس الروسي يعتبر أن نظاما برلمانيا سيكون كارثيا على بلاده

الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يتحدث إلى رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني خلال مؤتمر دولي في مقاطعة ياروسالفل في روسيا (أ.ف.ب)
TT

لمحت المتحدثة باسم الكرملين، نتاليا تيماكوفا، أمس، إلى احتمال ترشح الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، عام 2012 لولاية ثانية، على خلفية تكهنات حيال نياته ونيات رئيس وزرائه، فلاديمير بوتين. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن المتحدثة قولها إن «مشاريع الرئيس لم تحدد لمدة عام أو اثنين أو ثلاثة». وتابعت أن «سياسة تحديث (روسيا) التي اقترحها الرئيس تشاطرها أكثرية من السكان والحكومة. لذلك فإن تحقيق تلك الأهداف يتجاوز فترة الولاية الرئاسية الواحدة».

وتأتي هذه التصريحات بعد أيام على إنعاش بوتين التكهنات حول عودته إلى الكرملين بعد حديثه حول ولايات الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت الأربع (1933 إلى 1945). وانتخب بوتين عام 2000 رئيسا لروسيا ثم بعد أربعة أعوام انتخب لولاية ثانية وأخيرة بحسب الدستور، ثم عمل على دفع ميدفيديف إلى القمة.

لكن الكثير من الخبراء يقولون إن بوتين بقي من منصب رئاسة الوزراء يحكم البلاد فعليا. واعتبر المحلل السياسي المستقل، ستانيسلاف بيلكوفسكي، أن تصريحات تيماكوفا تشكل المؤشر العلني الأول إلى أن ميدفيديف غير مستعد للتخلي عن منصبه، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وصرح لإذاعة «صدى موسكو» قائلا: «لم يكن لدي أي شك في سعي ديمتري ميدفيديف إلى ولاية ثانية، على أساس استحالة تحقيق مشاريعه لتحديث البلاد في غضون أربعة أعوام».

وجاء ذلك في وقت قال فيه ميدفيديف إن اعتماد النظام البرلماني سيكون «كارثة» على روسيا، الدولة التي لا تتمتع بكثير من التعددية مقارنة بنظيراتها في الغرب. وأكد ميدفيديف خلال منتدى لخبراء دوليين في ياروسلافل (280 كلم شمال شرقي موسكو)، أنه لا يريد نظاما برلمانيا على غرار ذلك الذي أقر مؤخرا في قرغيزستان، الجمهورية السوفياتية السابقة التي توالى عليها في غضون السنوات الخمس الماضية رئيسان ديكتاتوريان تمت الإطاحة بكليهما.

وقال، بحسب ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية: «يحدثوننا عن ديمقراطية برلمانية وأصدقاؤنا القرغيز اختاروا هذا الطريق. ولكن بالنسبة إلى روسيا، وكما أخشى بالنسبة إلى قرغيزستان أيضا، فإن الديمقراطية البرلمانية ستكون كارثة».

ويهيمن على النظام السياسي في روسيا الرئيس ورئيس الوزراء، وغالبا ما يكتفي الدوما (مجلس النواب)، حيث يتمتع حزب «روسيا الموحدة» بأكثرية ساحقة، بالمصادقة على مشاريع القوانين التي ترسلها إليه السلطة التنفيذية. وأضاف ميدفيديف: «أولئك الذين يقولون إننا في نظام شمولي يزورون الحقيقة أو لديهم ذاكرة سيئة».

وخيب ميدفيديف، الذي قدم نفسه على أنه أكثر ليبرالية وأكثر حرصا على الديمقراطية من سلفه بوتين، آمال أولئك الذين انتظروا منه إحداث تغييرات جوهرية في البلاد التي أصبح رئيسا لها في ربيع 2008. وميدفيديف، الذي جعل من تحديث روسيا إحدى دعائم برنامج حكمه، جدد التأكيد على هذه النقطة خلال المنتدى الذي جمع خبراء سياسيين روسا وأجانب في ياروسلافل. وقال: «أريد أن يكون الشعب، وليس فقط الرئيس والنخبة السياسية، هو محدث البلاد». وأشار ميدفيديف إلى أن العقبة الأساسية أمام التنمية والديمقراطية في روسيا تكمن في أن «الشعب لا يبدو مدركا لمسؤولياته ولدوره في الحياة السياسية».