اليمن: نجاة مسؤول أمني في لحج من محاولة اغتيال واعتقال 11 مشتبها

«القاعدة» تتوعد 55 ضابطا في جنوب البلاد

TT

هدد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من الأراضي اليمنية مقرا لنشاطاته، بتصفية قرابة 55 شخصية عسكرية وأمنية في محافظة أبين بجنوب البلاد، ووزع التنظيم البيان في وقت متأخر من مساء أول من أمس، في أسواق مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة. وقال ناشط سياسي في المدينة لـ«الشرق الأوسط» إن البيان تضمن كشفا بأسماء الشخصيات المستهدفة، وإن جميع الأسماء من أبناء المدينة ومحافظة أبين بصورة عامة.

وأشار إلى أن البيان نشر الخوف في أوساط المستهدفين والمواطنين، خشية أن تدخل المحافظة في موجة عنف واغتيالات جديدة. وتضمن البيان أسماء ضباط في جهاز الأمن السياسي (المخابرات) والاستخبارات العسكرية والمباحث الجنائية والأمن العام، وجاء على رأس المطلوب تصفيتهم، العميد أحمد علي متريس، نائب رئيس المخابرات في المحافظة.

ودعت «القاعدة» في بيانها الذي لم يتم تأكيده من مصادر مستقلة أخرى، الضباط والأفراد الذين وردت أسماؤهم في البيان، إلى ما سمتها «التوبة»، دون المزيد من التفاصيل الإيضاحية، وربما يقصد بها التوقف عن العمل مع النظام في اليمن. وأعطى التنظيم مهلة للمستهدفين حتى صلاة الجمعة (أمس) ليعلنوا ذلك في مساجد زنجبار، غير أن ذلك لم يحدث، معتبرا أن دماء الضباط والجنود ستكون مباحة.

وتكمن أهمية البيان في أنه يأتي في ظل سلسلة عمليات الاغتيال التي تجري في بعض المحافظات اليمنية الجنوبية وبصورة مكثفة في محافظة أبين، التي استهدفت، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، العشرات من الضباط والجنود في المخابرات وأجهزة الأمن الأخرى، ليتعدى كونها تهديدا.

في هذه الأثناء، دعا وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر أحمد، منتسبي القوات المسلحة والأمن إلى التصدي الحازم لـ«لكل الأعمال العدوانية والتمسك باليقظة والحفاظ على وحدة الصف وعلى الجاهزية القتالية والمعنوية، ونبذ كل أشكال الغلو والتطرف والولاءات الضيقة»، وإلى «التحلي باليقظة، والحذر تجاه الأنشطة المعادية للعناصر الإرهابية المارقة، والوقوف بجدية في وجه كل الأعمال المضرة بمصالح الوطن والشعب». وأشاد الوزير اليمني، خلال زيارته في أول أيام العيد لبعض المواقع العسكرية في محافظة أبين التي ينتمي إليها، بما وصفها بـ«الأعمال البطولية» لمنتسبي المؤسسة العسكرية، وذلك في «تصديهم للعناصر الإرهابية المارقة والمتطرفة التي حاولت المساس بأمن الوطن وسكينة المجتمع وارتكاب عدد من الجرائم التي استهدفت رجال القوات المسلحة والأمن والمواطنين الأبرياء». وفي إطار لقاءاته مع القيادات المحلية، دعاهم الوزير، أيضا، إلى «التصدي للأعمال الإرهابية التي قامت بها مجاميع متطرفة وخارجة عن القانون».

وعلى صعيد آخر، أعلنت السلطات اليمنية، أمس، اعتقال 11 مشتبها في محاولة الاغتيال التي تعرض لها، مساء أول من أمس، العقيد عبد الله الموزعي، مدير أمن مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج اليمنية الجنوبية، والتي نجا منها المسؤول الأمني وأصيب فيها 5 من مرافقيه، بعضهم في حالة خطيرة. وسبق وتعرض المسؤول الأمني اليمني المذكور لعدة محاولات اغتيال في المحافظة، ونجا من جميعها، ويتحدث عن استمرار تهديده بالتصفية. وقال مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية اليمنية إن اعتقال الأشخاص الـ11 يأتي «في إطار التحقيق في الجريمة التي استهدفت الدورية الأمنية»، واصفا الجريمة بأنها «تستهدف الأمن والاستقرار بمدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج»، وأن إجراءات التحقيق في الجريمة ما زالت مستمرة.

في موضوع آخر، ارتكبت عناصر قبلية جريمة ثأر جماعية في شمال صنعاء، وقالت وزارة الداخلية اليمنية إن «مجموعة أشخاص من أهالي قبيلة ذو حليس بمديرية كشر محافظة حجة أطلقت النار على ركاب باص من أهالي ذو مقطيب القفلة محافظة عمران أثناء مروره في منطقة وادي مور، مما أدى إلى مقتل 10 منهم، بالإضافة إلى سائق الباص وهو من أهالي كشر بمحافظة حجة، فيما أصيب 6 آخرون جراء إطلاق النار».

وأضافت الوزارة أن «الجريمة ارتكبت على خلفية ثأر سابق بين القبيلتين كان صلح قبلي قد أنهاه في وقت سابق»، وأنها أرسلت 6 أطقم مسلحة وفريق أدلة جنائية إلى مكان الحادث، وأن وزير الداخلية اللواء مطهر رشاد المصري ينتظر تقريرا مفصلا عن الجريمة على مكتبه، بعد «السيطرة على الموقف وضبط الجناة».