السلطة تدعو «الانقلابيين» للتوبة وغزة تتهمها بارتكاب الخطايا

صلاة العيد تتحول إلى مناسبة لمواصلة الحرب الكلامية

TT

تواصلت الحرب الكلامية بين السلطة الفلسطينية والحكومة المقالة في قطاع غزة، حتى خلال صلاة العيد أمس. واضطر مئات آلاف من المصلين في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى أداء صلاة العيد في العراء، وهي سنة نبوية معروفة، لكن وفق أماكن حددتها كل من وزارتي الأوقاف في رام الله وغزة، ورافق ذلك إغلاق تام لجميع المساجد.

وكان هذا محل خلاف آخر بين حماس وفتح، عشية عيد الفطر، اللتين تبادلتا اتهامات بالسيطرة على المساجد وشن حرب على الدين.

وقال وزير الأوقاف والشؤون الدينية محمود الهباش، الذي خطب في الناس في صلاة العيد في مقر المقاطعة في رام الله، «إن الانقسام الناتج عن الانقلاب الدموي الذي قامت به حماس أضر كثيرا بالقضية الفلسطينية»، مضيفا بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، «نقول لدعاة الفتن كفوا عنا وعودوا عما اقترفت أيديكم بحق أقدس قضية في هذا العصر، وتوبوا إلى الله.. نقول لكم لا وصاية لأحد على الشعب الفلسطيني الصامد فوق تراب فلسطين».

وأردف الهباش موجها كلامه لحماس، «فلسطين ليست للبيع ولا للمساومة والمقامرة، ولا يمكن أن تكون في جيب أحد، والقيادة الفلسطينية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، ملتزمة بالثوابت الوطنية الفلسطينية، وبإرادة الشعب الفلسطيني الذي علم العالم معنى الجهاد والصمود والرباط فوق أرضه».

وكان الهباش يشير ضمنا إلى علاقة حماس بأنظمة عربية وغير عربية تتهمها السلطة بالعبث في القضية الفلسطينية ودعم الانقسام. واتهم الهباش هذه الدول دون أن يسميها بأنها تحلم بالوصاية على الشعب الفلسطيني، وقال إن «وقوف الشعب الفلسطيني بأكمله خلف قيادته الشرعية ممثلة بالرئيس هو الذي أثار حقد الذين يحلمون بالوصاية على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة».

وتابع يقول «إن وحدة الشعب الفلسطيني وتماسكه هما رسالة لكل المتآمرين والحاقدين على المشروع الوطني الفلسطيني الذي يمثله الرئيس، والذي سيوصل القضية الفلسطينية إلى بر الأمان وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريفة».

وفي غزة، هاجم رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، في خطبة العيد هناك، وفي نفس الوقت، السلطة بنفس المنطق. ووصف هنية قرار السلطة بالعودة إلى طاولة المفاوضات، «بالجريمة السياسية في حق الشعب الفلسطيني». وأضاف «هذا التحرك عبثي، وليس له إسناد شعبي ولا شرعية وطنية أو شرعية من الأمة العربية والإسلامية».

واتهم هنية السلطة الفلسطينية بارتكاب 3 خطايا كبرى خلال شهر رمضان المبارك، الأولى العودة إلى المفاوضات مع العدو الصهيوني.. «هذه المفاوضات المرفوضة جملة وتفصيلا من قبل الشعب الفلسطيني، وأقول لا أحد مفوض بالتفاوض باسم الشعب الفلسطيني، وأن أي نتائج لهذه المفاوضات، إن تمت، فلن تكون ملزمة لأحد».

والخطيئة الثانية هي شن السلطة حربا على العلماء والمشايخ وعلى الدين وتقويض أركان المساجد «وهذه خطيئة أخلاقية فظيعة».

أما الخطيئة الثالثة فهي «ملاحقة المجاهدين الذين انبعثوا في الضفة من جديد ليعيدوا الحياة وخط المقاومة الأصيل إليها». ووصف هنية ذلك «بالعار أن يلاحق هؤلاء المقاومون وأن تعقد الجلسات الأمنية المشتركة بين السلطة والاحتلال لاعتقالهم».

وبشر هنية المصلين، بالنصر القريب. معتبرا «أن المشروع الصهيوني في تآكل مستمر، وأن الشعب الفلسطيني أصبح أقرب إلى النصر مما يظنون». وقال «من بشائر النصر تآكل المشروع الصهيوني وانحساره خلف جدار عازل»، مشيرا إلى «الانخفاض الكبير في التأييد الأوروبي للاحتلال». ومضى يقول «لم يعد العالم يحتمل جرائم الاحتلال المستمرة ضد شعبنا الفلسطيني، فتغيرت نظرته إلى القضية، وبدأوا يعرفون أن الشعب الفلسطيني صاحب حق، وأن الاحتلال هو المجرم».