البرلمان الأوروبي في ذكرى الهجمات: مصممون على محاربة الإرهاب بكل أشكاله

أكد ضرورة عدم استخدام هذا التاريخ كمناسبة لتأجيج الأحقاد الدينية

TT

أكد البرلمان الأوروبي ببروكسل، على أن تاريخ الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) لن ينسى أبدا ولكن في الوقت نفسه يجب عدم استغلال هذا التاريخ لتأجيج الأحقاد الدينية. جاء ذلك في بيان نشرته المؤسسة التشريعية الأعلى بالاتحاد الأوروبي بمناسبة الذكرى التاسعة لتفجيرات سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة الأميركية.

ومن خلال البيان أكد رئيس البرلمان الأوروبي جيرسي بوزيك على «عدم قدرة الإرهابيين مهما فعلوا، على دفع أوروبا للتخلي عن قيمها واحترامها لحقوق الإنسان وحرية التفكير»، وأشار إلى «أن الإرهابيين لن ينجحوا في الوصول إلى غاياتهم»، منوها بـ«ضرورة عدم استخدام هذا التاريخ كمناسبة لتأجيج الأحقاد الدينية»، في إشارة إلى إعلان القس الأميركي تيري جونز نيته إحراق نسخ من القرآن، وقال «إن العالم لن ينسى أبدا» تاريخ الحادي عشر من سبتمبر، «نحن في أوروبا مصممون على العمل مع شركائنا الأميركيين والدوليين من أجل محاربة الإرهاب بمختلف أشكاله»، واعتبر بوزيك «أن الإرهاب يشكل خطرا على الجميع»، محذرا من «مغبة أي انتهاك لقيم المجتمع الديمقراطي ونسيجه الاجتماعي»، باعتبار أن «هذا أمر لا يمكن أن نتغاضى عنه»، ودعا رئيس الجهاز التشريعي الأوروبي إلى العمل من أجل «تعزيز قيم الاحترام المتبادل والتسامح» بين مختلف الديانات والثقافات.

وفي يوليو (تموز) الماضي التقى في مقر المفوضية الأوروبية ببروكسل، قادة المؤسسات الاتحادية مع القيادات الدينية لأتباع الديانات الثلاث، المسيحية، واليهودية، والإسلام، في دول الاتحاد الأوروبي، وهو اللقاء السنوي الذي يعقد للعام السادس على التوالي، ويبحث في ملفات تتعلق بوضعية الجاليات التي تتبع الديانات السماوية الثلاث، والمشكلات التي تواجههم، وكيفية إدماجهم في المجتمعات الأوروبية، ومنذ انطلاق اللقاءات يجري كل عام اختيار موضوع محدد، يتم تناوله في الاجتماعات، ويستمع كل طرف إلى وجهة نظر الآخر، واللقاء شارك فيه رؤساء المؤسسات الأوروبية، إلى جانب 21 شخصية دينية مسيحية ويهودية ومسلمة، كما شارك في الاجتماع أتباع طائفتي السيخ والهندوس، وجميعهم يمثلون الطوائف الدينية التي تعيش في 14 دولة أوروبية. ومن الشخصيات الدينية المعروفة على الصعيد الأوروبي والتي تشارك في اللقاء، الدكتور دليل أبو بكر إمام مسجد باريس الكبير، والمونسينيور ادريانوس ليون أسقف روتردام ورئيس مؤتمر الأساقفة الأوروبيين، وديل برينهايم الحاخام الأكبر لفرنسا.

ووصف رئيس البرلمان الأوروبي جيرسي بوزيك اللقاء، بالخطوة الجيدة على طريق الحوار وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «إن الاتحاد الأوروبي قادر على المساهمة في سد الفجوة، وخاصة أن معاهدة لشبونة وضعت منهجا يشجع على الحوار بين الأديان وأصبحنا بالتالي مجبرين على دعم هذا الحوار».

وجاءت رسالة البرلمان الأوروبي بعد ساعات من دعوة أطلقها مدير المركز الإسلامي في بروكسل الدكتور عبد العزيز اليحيى، مطالبا فيها أبناء الجالية الإسلامية في البلاد، بالتحلي بالتسامح والحكمة والتمسك بتعاليم الدين الصحيحة عبر الممارسات الجيدة، وجاء ذلك في خطبة عيد الفطر التي ألقاها بالمركز صباح أول من أمس، ووجه اليحيى انتقادات شديدة للقس جونز الذي كان أعلن نيته حرق نسخ من القرآن بمناسبة الحادي عشر من سبتمبر، واصفا الأمر بـ«العمل الشرير» وعبر عن استغرابه لهذا الإعلان الصادر عن رجل دين من المفترض أن يدافع عن قيم التسامح، منتقدا في الوقت نفسه من أيدوا الفكرة تحت ذريعة حرية التعبير.