مسؤول بفرق الإعمار الأميركية في العراق: مهمتنا مدنية والعراقيون يتفهمون ذلك

إيبلي الذي يعمل في النجف لـ «الشرق الأوسط»: هدفنا تنمية قدرات المواطن العراقي

TT

بعد انسحاب القوات الأميركية المقاتلة من العراق لم يبد على ستيفن إيبلي الخوف أو التردد في زيارة المشاريع أو حضور الاجتماعات واللقاءات عند تسلم مهامه في فريق الإعمار الأميركي في النجف بعد رحيل هذه القوات. ويصف إيبلي أهالي النجف بالطيبين ويتعاملون مع الفريق بروح التعاون والإخلاص من أجل جلب التطور والخبرات العالمية المتقدمة إلى مدينتهم.

وعمل إيبلي في وزارة الخارجية الأميركية منذ عام 2005 في روسيا وسلطنة عمان وعين مسؤولا للعلاقات العامة في فريق الأعمار الأميركي في النجف. وعمل في دول عربية منها السعودية مع شركات خاصة قبل عمله في وزارة الخارجية.

«الشرق الأوسط» التقت إيبلي في القاعدة الأميركية جنوب النجف وقال: «شعوري رائع بعد مجيئي إلى النجف ولم يخطر ببالي أن هنالك خطرا على حياتي بسبب الأجواء الأمنية المستقرة في النجف لكن رغم هذا نتخذ إجراءات أمنية عند زيارتنا إلى المشاريع»، مضيفا أن «عمل الفريق مدني وأهالي النجف يتفهمون ذلك وظهر هذا على وجوههم من خلال لقاءاتي واجتماعاتي المستمرة معهم وعلى كل المستويات».

وأضاف إيبلي: «قمنا بإنشاء العديد من المشاريع في جميع المجالات ولغاية الآن تجاوز عددها الـ170 مشروعا بكلفة 300 مليون دولار حيث ركز الفريق على تنمية الطاقات النجفية وتقوية أداء القوات الأمنية وتطوير الجهاز القضائي فضلا عن دعم مشاريع القطاع الخاص وكذلك عملنا مع منظمات المجتمع المدني والحكومة المحلية». وتابع: «نعمل جاهدين من أجل تنمية قدرات المواطن النجفي على الاعتماد على نفسه وتعليم الآخرين وهذا الأسلوب تم اتباعه في مجالات عديدة منها الزراعة والصناعة والتجارة والتعليم والقوى الأمنية والصحة وقد نجحنا في ذلك». وعن أهم المشاريع التي نفذها الفريق، ذكر إيبلي «بناء 21 جسرا للمشاة والمركبات في مدن القادسية والمشخاب والعباسية والمناذرة بالإضافة إلى إنشاء مشروع خط 33 كيلوفولت الكهربائي بكلفة 5 ملايين دولار، وفي قطاع التعليم تم إنشاء العديد من المدارس فضلا عن إنشاء بنايتين في كلية الهندسة في جامعة الكوفة وإنشاء مركز التوفل وغيرها من المشاريع في الجامعة، كما قمنا بإنشاء سياج للمحكمة استئناف النجف».

وتابع إيبلي: «نفذنا مشاريع أخرى في مجال التجارة حيث تم منح أكثر من 23 مليون دولار لإنشاء مشاريع بقروض ميسرة وتشجيع رجال الأعمال على إنشاء مشاريع جديدة بالإضافة إلى فتح المركز السياحي ومركز تطوير المرأة التابع لغرفة تجارة النجف، وفي مجال الزراعة شجعنا على عملية السقي بالتنقيط وقد تمت الموافقة على منحة مالية لـ90 مزارعا لتدريبهم حتى يدربوا باقي المزارعين، ونعمل حاليا على إنشاء مجمع الملتقى وهو موقع على الإنترنت يقوم بإظهار أهمية مدينة النجف وما تحويه من المواقع الأثرية والسياحية الهدف منه جلب السياح والزوار للمدينة».

وبخصوص أهالي النجف وماذا تعلم منهم قال إيبلي: «تعلمت أشياء كثيرة منهم رغم قصر الفترة وقد لفت انتباهي وجود الجميع على مائدة الطعام حيث لا يتناولون الطعام إلا والجميع حاضرون وهذه حالة صحية بالإضافة إلى إعجابي بالأكلات النجفية ومنها القوزي ودهين النجف وقطعت عهدا على نفسي بأن أعلم زوجتي طريقة إعداد الأكلات النجفية رغم أنها تعرف القليل عن الأكلات العربية».

من جانبه، أكد مارك بيري رئيس فريق الأعمار الأميركي في الديوانية أن «الولايات المتحدة الأميركية ركزت على الجانب الدبلوماسي والمدني للعمل في العراق بعد انسحاب قواتها المقاتلة لذا تركز فرق الإعمار حاليا على الجانب السياسي والدبلوماسي من أجل إنشاء علاقات طبيعية مع العراق»، مضيفا: «ستتحول أغلب مقار فرق الإعمار الأميركية في المحافظات إلى قنصليات».