كردستان تستقبل أفواج العراقيين في العيد.. باستنفار أمني

توزيع الخيم على الوافدين بسبب عجز الفنادق عن استيعابهم

مواطنون جاءوا من انحاء العراق إلى شقلاوة لقضاء عطلة العيد («الشرق الأوسط»)
TT

اعتادت الحكومات أن تعلن حالة الطوارئ عند نزول الكوارث الطبيعية بالبلد لإنقاذ الناس وتقديم المساعدات العاجلة لهم، ولكن قائممقامية قضاء شقلاوة شمال أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، أعلنت حالة الطوارئ القصوى خلال أيام العيد لتوفير الراحة للمصطافين وزوار كردستان، وتقديم أقصى ما يمكن تقديمه لرسم الفرحة على وجوههم، خصوصا مع تدفق عشرات الألوف منهم إلى كردستان مع حلول أيام عيد الفطر السعيد.

فبعد وصول أفواج السياح العراقيين إلى البلدة التي تعتبر من أهم مصايف كردستان العراق، أصدر قائممقام القضاء أوامره بفتح المخابز والأفران والمطاعم على مدار 24 ساعة، فيما أوعز إلى الأجهزة المختصة بتوزيع الخيم داخل البلدة على العوائل الزائرة بعد نفاد الحجوزات في الفنادق والموتيلات وامتلائها عن آخرها.

واعتادت مدن كردستان كافة تدفق السياح العراقيين ومن كافة المحافظات مع حلول المناسبات خصوصا الأعياد، حيث تبدأ الحافلات السياحية تشق طريقها إلى كردستان عبر أفواج سياحية من بغداد وباقي مناطق العراق إلى أربيل والسليمانية ودهوك التي تعجز فنادقها عن استيعاب هذا العدد الهائل في كل مناسبة، مما يضطر بعض السياح إلى افتراش الأرض في المصايف، بعد أن يعجزوا عن الحصول على غرف داخل الفنادق، ولكن قائممقامية قضاء شقلاوة اهتدت هذه السنة إلى حل وسط، وهو توزيع الخيم على العوائل الوافدة وتأجير بعض الأماكن المؤقتة داخل المصيف لهم لكي ينصبوا فيها تلك الخيم ويمضوا فيها أيامهم. ورغم أن محافظات كردستان اعتادت على زيارات متكررة للعوائل العراقية، وأصبح سماع اللهجات العراقية أمرا مألوفا في شوارع مدنها، ولكن الأعداد الهائلة للسياح العراقيين مع حلول عيد الفطر كانت خارج التوقعات رغم إجراء الاستعدادات اللازمة والمسبقة لذلك قبل عدة أيام من حلول المناسبة. ويقول ساهر عبد المجيد وهو من أهالي بغداد لـ«الشرق الأوسط»: «الناس في معظم الدول العربية يتجهون إلى منتجعات أوروبا لقضاء عطلهم، ونحن جئنا إلى هنا لنقضي عطلة العيد، وأعتقد أن مصايف كردستان لا تختلف كثيرا عن المنتجعات الأوروبية، وكنت قبل يومين في أربيل وزرت متنزهاتها ووجدتها تضاهي العالمية، وإذا أخذنا موضوع مصاريف السفر إلى الخارج، فإن أربيل هي الملاذ والمنقذ من حرارة أجواء بغداد».

وفيما يتعلق بحرارة الجو، هناك فعلا فرق كبير يحس به السائح عند زيارته لمصايف كردستان، فدرجات الحرارة في شقلاوة على سبيل المثال تقل بنحو خمس درجات حتى عن أربيل، وهذا ما أشار إليه إبراهيم وهو رجل ستيني جاء مع عائلته إلى شقلاوة، ويقول: «في بغداد حتى المكيفات والمبردات لا تعطينا نسمة هواء باردة، ولكننا هنا نتغطى ببطانية ثقيلة اتقاء للبرد». ويضيف الحاج إبراهيم: «أنا هنا مع عائلة من جيراننا اتفقنا على قضاء عطلة العيد في كردستان، وهذه أول سفرة لي إلى هنا، وأعتقد بأن الجو يغري بأن نبقى لعدة أيام أخرى بعد العيد، خصوصا أن الأمان موجود، وأشعر بأن شقلاوة أصبحت جزءا مصغرا من بغداد من حيث سماعي للهجة البغدادية في كل مكان فيها».

وكانت سلطات الإقليم قد أعدت خطة أمنية كاملة وشاملة لتوفير الأمن والأمان للمصطافين، وتسير قائممقامية قضاء شقلاوة دورياتها الراجلة والسيارة على مدار 24 ساعة داخل البلدة التي أصبحت لا تنام الليل إلا لماما.

ولاحظت «الشرق الأوسط» وجود سياح إيرانيين أيضا، وقال فرهاد حسن زاد وهو كردي يعيش في مدينة مهاباد: «لقد جئت لأمضي أيام العيد بين شعبي في كردستان العراق، وأنا سعيد جدا بوجودي هنا». وسألته «الشرق الأوسط»: «لكن في كردستان إيران هناك مصايف لا تختلف عما هو موجود في كردستان العراق، فلماذا تفضلون هنا على مصايفكم؟» أجاب: «صحيح، ولكن هذا الازدحام الكبير في كردستان ومصايفها غير موجود في مصايف إيران، وأنا بطبعي أحب الاختلاط والزحام، ثم أشعر هنا بالمزيد من التحرر والأمان على عكس هناك، وهذا ما يدفعني إلى أن أستغل أي فرصة ممكنة للسفر إلى كردستان العراق، فهي تشكل عندي أوروبا ثانية».