مصادر لـ «الشرق الأوسط»: الأمم المتحدة تعمل لنقل زعيم متمرد من ليبيا إلى قواته في دارفور

باسولي حصل على تأييد بان كي مون ويجري مشاورات في الدوحة حول السلام في دارفور

TT

يبدأ اليوم الوسيط الدولي المشترك من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لسلام دارفور جبريل باسولي مشاورات في الدوحة مع المسؤولين القطريين حول عملية السلام في دارفور التي تستضيفها قطر، في وقت كشفت مصادر مطلعة («الشرق الأوسط») عن أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أيد خطوة باسولي تسهيل مهمة عودة زعيم حركة العدل والمساواة دكتور خليل إبراهيم إلى داخل الإقليم لإجراء مباحثات معه حول مشاركته في مفاوضات السلام في منبر الدوحة. ووجدت هذه الخطوة الترحيب من الحركة المتمردة التي اعتبرت أن وجود زعيمها بين قواته بالميدان هو الاتجاه الصحيح.

وكان خليل إبراهيم قد احتجز في أنجمينا في 19 مايو (أيار) الماضي في طريقه إلى قواته في دارفور، بعد فشل محادثات في الدوحة، وطلب العودة إلى طرابلس التي يقيم بها منذ ذلك الوقت، مما خلق أزمة دبلوماسية بين ليبيا والسودان. ويرفض خليل منذ ذلك الوقت العودة إلى المفاوضات، إلا إذا تم تسهيل عودته إلى قواته في دارفور.

وقالت مصادر مطلعة («الشرق الأوسط») إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رحب بخطوة الوسيط الدولي المشترك جبريل باسولي بشأن البحث عن تسهيل دخول رئيس حركة العدل والمساواة خليل إبراهيم إلى دارفور، من طرابلس. وذكرت المصادر أن باسولي لم يلب دعوة الخرطوم له للمشاركة في الاجتماع الذي دعت إليه الحكومة الأطراف الدولية حول مناقشة استراتيجية الخرطوم لسلام دارفور الذي عقد الشهر الماضي، ولمحت بأن الوسيط المشترك غير راض عن تلك الاستراتيجية، باعتبار أنها ضد التفويض الممنوح له من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لإيجاد حل متفاوض عليه في الإقليم.

وقالت المصادر إن تحرك باسولي يتزامن مع تحرك واشنطن في الاجتماع المزمع عقده في الرابع والعشرين من الشهر الحالي والذي يضم الرئيس الأميركي باراك أوباما والأطراف الدولية الأخرى إلى جانب نائبي الرئيس السوداني سلفا كير ميارديت وعلي عثمان طه. وأضافت «باسولي يجد غطاء دوليا من قبل عدد مقدر من الدول الغربية».

وكشفت المصادر أن باسولي سيتوجه في غضون الأيام القادمة إلى نيويورك لتقديم تنوير إلى مجلس الأمن الدولي حول العملية السلمية في دارفور، وأنه سيصل الخرطوم بعد الرابع والعشرين من الشهر الحالي لإجراء مشاورات مع المسؤولين في الحكومة السودانية لتحريك جمود المفاوضات بينها والحركات المسلحة.

وأضافت أن باسولي سيطرح أمام قيادات المؤتمر الوطني خطواته الجديدة بشأن عملية السلام في دارفور، وأشارت المصادر إلى أن الحركات المسلحة ستجري لقاءات مهمة نهاية الشهر الحالي في طرابلس التي قدمت مقترحات لتوحيد مواقف الحركات في عمل جبهوي مشترك.

وكان باسولي قد قال في تصريحات إنه سيصل العاصمة السودانية لإجراء لقاء مع المسؤولين في الحكومة حول تأمين عودة رئيس حركة العدل والمساواة دكتور خليل إبراهيم إلى إقليم دارفور، وأضاف: «سأعقد اجتماعات مع السلطات في طرابلس وأنجمينا لتسهيل عودة خليل إلى دارفور»، وقال إنه سيطلب من بعثة حفظ السلام في الإقليم (يوناميد) تقديم الدعم الفني لتسهيل الاجتماع الذي سيجمعه مع زعيم الحركة في دارفور، غير أنه لم يحدد مكان وزمان الاجتماع بينه وخليل إبراهيم.

وتعتبر خطوة باسولي في تسهيل إعادة زعيم العدل والمساواة إلى دارفور هي الأولى منذ الأزمة التي نشبت بين الحركة والوسيط المشترك والدولة التي تستضيف مفاوضات السلام، والتي تطالب الحركة بإجراء إصلاحات جذرية في المنبر. وبحسب مراقبين تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، فإن تسهيل عودة خليل تعتبر ضربة للاستراتيجية التي طرحتها الخرطوم لسلام دارفور.

من جانبه، رحب المتحدث باسم حركة العدل والمساواة أحمد حسين آدم بخطوة باسولي، معتبرا أنها جاءت متأخرة لكنها في الاتجاه الصحيح واستجابة لطلب حركته، وقال: «وجود خليل في الميدان حق مكفول بالقانون الدولي، لأنه يمثل حركة لديها شرعية ويمثل شعبا لديه قضية، هذا هو موقفنا المبدئي»، مشيرا إلى أن حركته ستنتظر اتصال باسولي المباشر لتتعرف على الخطوة رسميا.

إلى ذلك، أعلنت جامعة الدول العربية تأييدها ودعمها للاستراتيجية الجديدة للحكومة بشأن سلام دارفور، ووصفتها بأنها ستعزز من فرص السلام الشامل، ونوهت إلى دعم وتأييد العملية السياسية والسعي نحو تسريع خطواتها. وقال السفير الدكتور صلاح حليمة مبعوث الجامعة العربية إلى السودان لوكالة السودان للأنباء الحكومية إن الاستراتيجية الجديدة التي طرحتها الحكومة السودانية بشأن السلام في دارفور تحظى بكل الدعم والتأييد من جانب الجامعة العربية، لأنها تركز على تولي الحكومة السودانية عملية السلام وتحقيق الأمن والاستقرار باعتبارها دولة ذات سيادة.