الصومال: زعيم حركة الشباب يعلن مواصلة الحرب ضد القوات الأفريقية في مقديشو

وزير الإعلام الصومالي: حركة الشباب فشلت في جميع معاركها

TT

أعلن مختار أبو الزبير زعيم حركة الشباب المجاهدين المعارضة للحكومة الصومالية عن مواصلة الحرب ضد قوات الحكومة الصومالية وقوات الاتحاد الأفريقي الموجودة بالعاصمة مقديشو. وقال أبو الزبير في رسالة صوتية مسجلة أذيعت عبر المحطات الإذاعية في العاصمة: «إن قوات الاتحاد الأفريقي تكبدت خسائر فادحة في المعارك الأخيرة في مقديشو، وقتل منها أعداد كبيرة من الجنود». وأضاف أن هجمات مقاتلي حركة الشباب أضعفت القدرة القتالية لقوات الاتحاد الأفريقي. ودعا إلى مواصلتها حتى إلحاق الهزيمة الكاملة بها وإجبارها على الانسحاب من الصومال.

وتحدث زعيم حركة الشباب عن الهجومين الانتحاريين اللذين استهدف أحدهما فندق «مني» الشهر الماضي، فيما استهدف الثاني مطار مقديشو الدولي الخميس الماضي، ووصفهمها بأنهما كانا عمليتين نوعيتين ونفذتهما عناصر استشهادية من حركة الشباب في إطار عملية «نهاية المعتدين» التي أطلقتها الحركة خلال شهر رمضان.

وكان هجوم فندق «منى» يوم 24 أغسطس (آب) الماضي قد أدى إلى مصرع 33 شخصا من بينهم 4 نواب في البرلمان الصومالي، و5 من ضباط الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة الصومالية ونفذه انتحاريان من حركة الشباب، أما الهجوم الذي استهدف مطار مقديشو يوم الخميس الماضي فأدي إلى مصرع 10 أشخاص من بينهم اثنان من جنود الاتحاد الأفريقي، وثلاثة من عناصر الشرطة الصومالية إضافة إلى منفذي العملية الذين بلغ عددهم خمسة. ويلجأ أمير حركة الشباب الشيخ مختار أبو الزبير إلى إصدار الرسائل الصوتية في مناسبات مختلفة لأسباب أمنية، حيث إنه ملاحق من قبل أجهزة الاستخبارات الأميركية التي قتلت عددا من قادة الحركة بغارات جوية منذ عام 2007. من جهة أخرى قال وزير الإعلام الصومالي عبد الرحمن يريسو، إن حركة الشباب فشلت في جميع المعارك التي شنتها ضد قوات الحكومة وقوات الاتحاد الأفريقي خلال الأسبوعين الأخيرين، وأضاف وزير الإعلام الصومالي أن الحركة لم تحقق أي تقدم عسكري في الحرب الأخيرة، وأن قوات الحكومة وقوات الاتحاد الأفريقي تمكنتا من صد هذه الهجمات. وتابع وزير الإعلام الصومالي بأن الهجومين الانتحاريين اللذين استهدفا فندق «منى» ومطار مقديشو «علامة على الوضع اليائس الذي تمر به حركة الشباب». على صعيد آخر تظاهر مئات من الصوماليين في عدد من المدن الصومالية بما فيها العاصمة مقديشو، احتجاجا على خطة قس أميركي لحرق المصاحف في ذكرى 11 سبتمبر. واستمرت المظاهرات حتى بعد ساعات من إعلان القس تعليق خطته، لأن كثيرين لم يسمعوا بذلك. وأصدرت الحكومة الصومالية بيانا تستنكر فيه الخطة ووصفتها بأنها تشيع الكراهية بين أتباع المسيحية والإسلام. وعمت المظاهرات عددا من المدن الصومالية، وندد مئات المتظاهرين بخطة القس المتطرف ووصفوها بأنها تنم عن نوايا عدوانية قد تتبعها أفعال أخرى مسيئة إلى الإسلام وأتباعه. وخرجت معظم المظاهرات بشكل عفوي، لكن يبدو أن المتظاهرين الصوماليين لم يسمعوا عن تراجع القس تيري جونز عن قراره بإحراق المصحف فالمظاهرات استمرت بعد ساعات طويلة من إعلان جونز عن تعليق خطة حرق المصاحف.

في هذه الأثناء أصدرت الحكومة الصومالية بيانا صحافيا شجبت فيه بشدة الخطة، ووصف البيان الخطة بأنها عمل متطرف وغير مقبول، وأضاف: «مثل هذه الأعمال الاستفزازية قد تؤدي إلى إشاعة الكراهية بين أتباع الديانتين المسيحية والإسلام». ومن المتوقع أن تستمر المظاهرات خلال الأيام المقبلة في المدن الصومالية، حيث تستغلها الأطراف الصومالية المتصارعة المتشددة منها والمعتدلة لإظهار نفسها بمظهر المدافع عن الإسلام، في وقت تشهد فيه الساحة الصومالية مزايدات سياسية حول تطبيق الشريعة الإسلامية كنظام حكم في البلاد.