تسرب 110 أطنان سولار من ناقلة في نهر النيل يثير الذعر بجنوب مصر

النيابة أخلت سبيل قائدها وأمرت بتشكيل لجان فنية لتحديد المسؤولية

TT

أخلت نيابة أسوان بجنوب مصر سبيل قائد إحدى ناقلات البترول (صندل نهري) التي تسببت في تسرب 110 أطنان من السولار إلى مياه النيل، مع وضعه تحت تصرف النيابة لحين انتهاء التحقيقات.

وكانت ناقلة للسولار تابعة لشركة النيل للنقل النهري قد تعرضت لغرق جزئي خلال رسوها في مدينة أسوان صباح أول من أمس مما أدى إلى تسرب جزء كبير من حمولتها البالغة 244 طنا من السولار إلى مياه النيل شمال مدينة أسوان، مما تسبب في حدوث ذعر بين أهالي جنوب مصر خشية تعرض مياه الشرب والأحياء النهرية للتسمم.

وأمرت النيابة بتشكيل لجان فنية من وزارتي البيئة والصحة وشركة مياه الشرب والمسطحات المائية ومحافظة أسوان لتحديد الأسباب الفنية للحادث ومن المسؤول عنه.

وأكد المهندس جمال أحيد رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسوان أن بقعة الزيت خرجت من مدينة إدفو شمال أسوان في طريقها إلى المدخل الجنوبي لمحافظة الأقصر، وقال في اتصال هاتفي بـ«الشرق الأوسط» إنه «لم يتم قطع المياه إطلاقا عن محافظات الصعيد كما أشيع أول من أمس، وجميع محطات المياه تعمل بصورة طبيعية الآن، بعد أن تم التأكد من سلامة العينات التي تم تحليلها بواسطة معامل الشركة، وتم تشغيل جميع المحطات ومآخذ مياه الشرب، حيث تعمل بكامل طاقتها على مستوى المحافظة».

وأضاف أحيد أن حركة الملاحة النهرية للمراكب والبواخر السياحية عادت لطبيعتها، نافيا تأثر الأحياء المائية في نهر النيل. وأوضح أن كميات السولار التي تسربت في النيل تجمعت بشكل عشوائي بالقرب من مآخذ المياه والجزر النيلية، حيث تم فور الحدث إغلاق جميع مآخذ المياه لمحطات مياه الشرب وتم تطهيرها مع تحليلها أولا بأول للتأكد والاطمئنان من صلاحيتها للاستخدام الآدمي.

من جانبه، أكد الباحث البيئي الدكتور محمود فؤاد على أن التسربات البترولية في الأنهار قد تمثل خطورة أكثر من البحار المفتوحة، نظرا لوجود مآخذ شرب المياه. إلا أن هذه الكمية من السولار قد لا تمثل خطورة فائقة، قائلا: «إذا كان سولارا فلا مشكلة فيه، فسوف يأخذ وقتا ويتبخر وسوف يكون تأثيرا حدثيا سرعان ما ينتهي وتبقى مشكلته الوحيدة في مآخذ مياه الشرب، ويمكن التغلب عليها بعدم ملء الخزانات لمدة يومين أو أكثر. أما لو كان المتسرب زيتا، فقد يترسب جزء منه إلى قاع نهر النيل ويؤثر على الكائنات القاعية والأسماك، ويتحول لتأثير تراكمي، وتدخل العناصر الثقيلة الموجودة في الزيت إلى أنسجة الأسماك من جيل لجيل».

من جهة أخرى، أكد محافظ الأقصر الدكتور سمير فرج أنه تم اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية اللازمة لمنع وصول بقعة السولار إلى المحافظة.

وقال في اتصال هاتفي بـ«الشرق الأوسط» إنه «شكل لجنة برئاسة سكرتير عام المحافظة تتضمن الإدارة العامة للبيئة والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي والجهات المعنية كافة، للتأكد من عدم وصول السولار إلى مياه المحافظة، والتحليل المستمر للمياه للتأكد من صلاحيتها للاستخدام الآدمي».

وأشار فرج إلى أن مجموعة من المهندسين بالشركة والطب الوقائي موجودون على حدود المحافظة في انتظار وصول البقعة، ومراقبة مآخذ المياه كافة على النيل ووقف عمل المحطات فور ظهور بقعة السولار حفاظا على صحة أبناء المحافظة. ونفي فرج ما تردد بشأن انقطاع المياه أربعة أيام عن مدن ومراكز الأقصر خاصة بعد إبلاغ جميع المستشفيات والفنادق العائمة والمنشآت السياحية والأهالي بالمحافظة لتخزين احتياجاتهم من المياه.

كانت سلطات محافظات أسوان والأقصر وقنا قد أعلنت أول من أمس حالة الطوارئ القصوى بين أجهزتها، بسبب بقعة السولار التي تسربت من ناقلة البترول، شمال مدينة أسوان بثلاثة كيلومترات، مما كون بقعة زيتية طفت على سطح النيل بلغت 50 مترا، ونتج عنها حدوث توقف تام في عملية صيد الأسماك بنهر النيل وبحيرة ناصر، وتأثر سير عمل الفنادق العائمة بنهر النيل، وتجنب المواطنون شراء الأسماك خشية أن تكون ملوثة، كما تسببت في حالة من الخوف لدى أهالي محافظات الصعيد، بسبب انتشار شائعات تلوث المياه وقطعها.