فتح تهاجم خامنئي وتتهمه بالتدخل السافر في الشأن الفلسطيني

قالت إن تدخل إيران في القضية الفلسطينية لم يجلب لها الخير أبدا

TT

هاجمت حركة فتح بشدة المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي، متهمة إياه بالتدخل السافر في الشأن الفلسطيني، وسعيه إلى مصادرة القضية الفلسطينية خدمة لأجندة إيران في المنطقة، وذلك ردا على تصريحات خامنئي في خطبة صلاة عيد الفطر، التي اتهم فيها السلطة بالتغطية على جرائم إسرائيل، ببدئها المفاوضات المباشرة.

ووصف ناطق رسمي باسم اللجنة المركزية لحركة فتح، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه، تصريحات خامنئي بأنها «مزايدات رخيصة على نضال الشعب الفلسطيني وقيادته، وتدخل سافر في الشؤون الداخلية للشعب الفلسطيني، واعتداء على إرادته السياسية الحرة وحقه في اتخاذ قراراه الوطني المستقل».

وقالت اللجنة المركزية لفتح: «إن هذه الأقوال تفضح الرغبة العميقة للنظام الإيراني ومرشده بمصادرة القضية الفلسطينية ونضال شعبنا وتضحياته ووضعها بتصرف الأطماع الإقليمية الإيرانية، ونزعتها التوسعية على حساب مصالح أمتنا وأرضنا العربية».

وأضافت فتح: «إن أهداف نظام خامنئي - نجاد، الذي يقمع الشعب الإيراني الشقيق بكل مكوناته القومية والدينية والمذهبية، ويحتل الجزر العربية في الخليج العربي، هي أهداف مكشوفة ومفضوحة يسعى من خلالها هذا النظام إلى تعميق الانقسام الفلسطيني، وتمزيق أمتنا العربية وإدخالها في دوامة الحروب الأهلية لخدمة أجندة هذا النظام في منطقتنا».

وأكدت فتح على «رفضها القاطع لمحاولات نظام خامنئي - نجاد المتواصلة في استخدام القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني كورقة مساومة مع الغرب، أو في سبيل تنفيذ أجندة هذا النظام الإقليمية، ووسيلة للتدخل في الشؤون الداخلية لأمتنا العربية ولضرب وحدتها ومصالحها القومية الحيوية».

وأوضحت فتح أنها «لم تشأ الرد قبل أيام على تصريحات مماثلة للرئيس الإيراني لكونه رئيسا فاقدا للشرعية، ومغتصبا للسلطة، ولا يمثل الشعب الإيراني، ولكنها (فتح) عندما يتحدث خامنئي فإن من واجبها أن ترد بقوة على تدخله الفج في الشؤون الداخلية للشعب الفلسطيني وتطاوله على الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية الشرعية والأخ الرئيس محمود عباس (أبو مازن)».

وقالت فتح: «إن التدخل في القرار الوطني الفلسطيني المستقل أو محاولة التأثير عليه هو خط أحمر لن يسمح للنظام الإيراني أو غيره بتجاوزه»، مذكرة بالتضحيات الجسام التي قدمتها فتح وقدمها الشعب الفلسطيني أثناء تصديه لكل أشكال الوصاية ومحاولات مصادرة حقه في تقرير مصيره بنفسه وقراره الوطني المستقل.

وأضافت فتح: «إن الشعب الفلسطيني الذي خاض نضاله على امتداد نحو خمسة عقود وقدم آلاف الشهداء والأسرى بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية قائدة نضاله الوطني، لا يحتاج ولا يسمح بوصاية خامنئي وغيره على نضال شعبنا ومشروعنا الوطني، وقرارنا الوطني المستقل».

وزادت فتح قائلة: «إن لشعب فلسطين قيادة شرعية منتخبة ومعمدة بعشرات السنين من الكفاح الوطني، ولم تغتصب هذه الشرعية».

وطالبت فتح «مرشد نظام الولي الفقيه» الإيراني، بالكف عن التدخل في الشأن الفلسطيني، كما دعت جماهير الشعب الفلسطيني والأمة العربية للتصدي «للسياسات ومخططات نظام خامئني - نجاد ومحاولته المستمرة للتأثير على أواصر العلاقة التاريخية بين شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والشعب الإيراني الشقيق».

وهذا ثاني هجوم يشنه الفلسطينيون على المسؤولين الإيرانيين، خلال أسبوع، بعدما وصفت الرئاسة الفلسطينية بداية الأسبوع الماضي، الرئيس الإيراني بمغتصب السلطة ومزور الانتخابات، ردا على وصفه الرئيس الفلسطيني بأنه «رهينة بيد إسرائيل».

وتتهم السلطة الفلسطينية إيران صراحة بدعم حماس في سبيل تعزيز وإبقاء الانقسام. وكان وزير الأوقاف الفلسطيني محمود الهباش قال في خطبة صلاة العيد: «إن تدخلات النظام الإيراني في الشأن الفلسطيني لم تأت بخير على الإطلاق، وإنها تسببت في الانقسام الفلسطيني من خلال دعم حركة حماس وتحريضها على (الانقلاب) على السلطة الفلسطينية الذي أضر كثيرا بالقضية الفلسطينية».

وأمس، قال المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي: «إن تحالف حماس مع طهران، أضر بالقضية الفلسطينية وبالمصلحة العليا للشعب الفلسطيني، وساهم بشكل مباشر في حالة الانقسام الراهنة نتيجة رغبة طهران في استخدام الورقة الفلسطينية كأداة في أروقة المحافل الدولية دون أي اهتمام بالمخاطر المحدقة بمستقبل ومصلحة الشعب الفلسطيني».

وقال القواسمي في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة لحركة فتح، وتلقت «الشرق الأوسط» نسخه عنه: «إن طهران التي تحتل أجزاء من الوطن العربي، والتي قامت بشراء الأسلحة المدمرة من إسرائيل عام 1985، في صفقة هي الأكبر من نوعها والتي أطلق عليها اسم (إيران جيت كونترا)، والتي تحاول جاهدة تمزيق الوطن العربي، وخلق الفتن والنزاعات الطائفية والعرقية في كثير من المناطق العربية، لا يمكن أن تجلب الخير للشعب الفلسطيني».

وأضاف القواسمي: «إن لطهران أجندة دولية وإقليمية خاصة بها، وهي في سبيل تحقيق أجندتها تستعمل وتستغل بعض ضعاف النفوس الذين أعطوا الولاء الأعمى لها مقابل الأموال التي يتم دفعها»، داعيا حماس إلى «عدم التمادي في تحالفها مع طهران التي تهدد الأمن القومي العربي بشكل مباشر، وإلى إعادة صياغة تحالفاتها بشكل يخدم المشروع الوطني الفلسطيني».

وتمر العلاقة بين إيران والسلطة في أسوأ مراحلها، ولم يحدث أن زار الرئيس الفلسطيني الحالي إيران مطلقا منذ توليه السلطة قبل 5 أعوام، رغم أنه زار دولا أخرى يتهمها بالانحياز لحركة حماس مثل سورية وقطر.