شيخ الأزهر: المسلمون يحترمون كل الأديان.. ونقدر إدانة أوباما والاتحاد الأوروبي

العلماء اعتبروا أن من أحرق القرآن قلة جاهلة

TT

في أول رد فعل للأزهر الشريف على حادثة حرق القس فريد فيلبس، كاهن كنيسة ويستبورو بابتيست، لنسخة من القرآن الكريم وتهديدات القس تيري جونز، راعي إحدى الكنائس الأميركية، أصدر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بيانا توضيحيا يحمل ردا حول الواقعة ووصف من قام بهذا الفعل الشنيع بأنهم «قلة جاهلة أعماها التعصب، ودفعها سوء القصد والإصرار إلى الإساءة للإسلام ومقدساته وتمزيق القرآن الكريم أمام البيت الأبيض»، كما وصف البيان هذا العمل بأنه «حقير، ولن ينال شيئا من كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل، لا من بين يديه ولا من خلفه».

وقد تضمن رد الأزهر الشريف موقفا حضاريا يستوعب الآخر ويحترم كل الأديان، وذكر أن الله سبحانه وتعالى تعهد بحفظ كتابه، حيث قال تعالى في محكم آياته «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون». وتابع شيخ الأزهر قائلا: «إنني من موقعي كشيخ للأزهر، حصن الإسلام ومرجع المسلمين، أؤكد أن المسلمين يحترمون كل الأديان، ويرون أن العلاقة بين الشعوب على اختلاف أديانهم وأجناسهم، تقوم على التعارف والمودة والإخاء، لكنهم لا يقبلون تطاولا على مقدساتهم ولا يسكتون عن عدوان على بلادهم. وأن القلة المنبوذة التي قامت بهذا العمل المشين إنما تتنكر لمبادئ الحرية واحترام الآخر وللقيم التي تقوم عليها الحضارة الغربية، ولا تعبر عن الغالبية الساحقة من شعوب العالم الغربي التي تشترك معنا في استنكار هذا العمل الأحمق، الذي يراد به إشعال الفتنة وتأجيج صراع مشتعل وتغذية مشاعر التعصب والتطرف».

وتابع شيخ الأزهر قائلا: «العقلاء في الغرب، وفي مقدمتهم الرئيس الأميركي باراك أوباما ومسؤولو الاتحاد الأوروبي، أدانوا هذه المحاولات للمساس بالقرآن الكريم.. وأكدوا احترامهم للإسلام والمسلمين. وأشاروا إلى أن الحضارة الإسلامية التي قامت على احترام التعدد واحتفت بالتراث الثقافي كغيرها من الأمم لم تعرف حرق الكتب ولا إهانة المقدسات، حتى في أكثر مراحل الصراع السياسي احتداما وعنفا».

وذكر بيان الأزهر أن «الذين يتعمدون الإساءة للقرآن الكريم ومقدسات المسلمين إنما يريدون إشاعة جو من العداوة والبغضاء يحول دون الفهم المستنير لحقائق الإسلام وفضائله، والله متم نوره ولو كره الحاقدون والمتآمرون والجهلاء».

ومن جانبه قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية، إن القرآن الكريم أنزله الله - تعالى - على نبيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ليكون هداية ورحمة للعالمين، وأن الله - تعالى - يؤكد في كل كلمة منه على أنه من عند الله – تعالى - وعلى أنه يرشد إلى الصراط المستقيم، وأنه إنما جاء بهذا الوحي ليبين لنا حب الله - تعالى - لعباده وهدايتهم إلى الخير والصراط المستقيم والبعد عن الضلال والفساد والظلم والعدوان.

وأضاف جمعة، أن ما تضمنه القرآن الكريم من تعاليم تهدي إلى المعاملة بإنسانية ورقي وحضارة ومنهج، وتدعو إلى العلم وتقدم وتنبذ العدوان والإرهاب، يؤكد أنه لم تشهد البشرية كتابا مثله إلى اليوم، وأنه منهج الله - تعالى - رب العالمين، الذي يؤكد للعالم حقيقة كبرى هي: «تعامل المسلمين مع غيرهم من أهل الكتاب معاملة نابعة من إيماننا بما أنزل الله - تعالى - من كتاب» لقول الله تعالى: «نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان».

ووصف الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق عضو مجمع البحوث الإسلامية، الحملة التي قادها القس تيري جونز لحرق نسخ من المصحف مع مرور ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) بأنها حملة ظالمة يرفضها العاقلون من أهل الأديان السماوية، لأن الله - تعالى - يقول في شأن القرآن الكريم: «وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا».

وتابع هاشم قائلا: «على من كرهوا ديننا وأرادوا حرق قرآننا وألصقوا تهمة الإرهاب بالمسلمين أن يكفوا عن الفتنة، لأنه مهما حرقوا من مصاحف فهو محفوظ». موضحا أن القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة التي أيد الله تعالى بها نبي الإسلام، وقد قال فيه «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون».

أما الشيخ يوسف البدري، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة، فقد قال: «إن جهل القس جونز بالمنهج الذي جاء به القرآن الكريم لهداية الإنسانية إلى الحق وإلى الصراط المستقيم وإلى السلام والعدل والمساواة وتحريم الظلم والعدوان، دفعه لقيادة حملة لحرق نسخ من القرآن الكريم في ذكرى هجمات 11 سبتمبر 2001، بحجة أن القرآن الكريم هو المحرض على الإرهاب. في حين أنه اعترف بعد تراجعه عن الإقبال على هذه الفعلة الشنيعة أنه لم يقرأ القرآن الكريم، وأن هذا يعد دليل إدانة له ولأمثاله الذين يروجون للافتراءات الكاذبة ضد القرآن الكريم والإسلام العظيم».