اتصالات أوروبية - إسرائيلية لتحديد موعد جديد لزيارة الوزراء الخمسة إلى إسرائيل

فرنسا تريد تحاشي استغلال تل أبيب وحماس لزيارتهم

TT

تجري حاليا اتصالات بين عدد من العواصم الأوروبية وإسرائيل، لتحديد موعد جديد لزيارة خمسة وزراء أوروبيين، وهي الزيارة التي كان من المفترض أن تتم مطلع الشهر الحالي، وفي الوقت نفسه، بدأت القوى المؤيدة لإسرائيل داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل، في التحرك لاستغلال التطورات الأخيرة لتطوير العلاقات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي للوصول إلى علاقات متميزة خاصة بعد أن شهدت الشهور الماضية تعطيل خطط لترقية العلاقات بين الجانبين، ولكن تل أبيب ترغب في عودة العلاقات القوية وبشكل أكبر، خاصة بعد أن استجابت لمطالب أوروبية بشأن تخفيف الحصار على غزة، وقوائم السلع المسموح بها. وتود تل أبيب استغلال استئناف المفاوضات المباشرة بينها وبين الفلسطينيين للتحرك نحو جر الاتحاد الأوروبي إلى رفع درجة العلاقات الأوروبية - الإسرائيلية.

وقالت مصادر إعلامية في بروكسل إن الحكومة الإسرائيلية عبأت سفراءها في مجمل العواصم الأوروبية ولدى الاتحاد الأوروبي لهذا الغرض.

وأضافت المصادر ذاتها أن الحكومة الإسرائيلية أرسلت ورقة عمل لدبلوماسييها للتحرك بهدف توظيف استئناف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين لانتزاع تنازلات أوروبية جديدة.

وكان وزير الخارجية الإسباني ميغيل آنخيل موراتينوس، نفى في تصريحات أدلى بها على هامش اجتماعات وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل، إلغاء إسرائيل زيارة مجموعة من وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، كانت مقررة إلى تل أبيب في الثاني من سبتمبر (أيلول) الحالي، واقترح لها موعدا آخر هو يوم الخميس المقبل بعد يوم من زيارة كلينتون إلى المنطقة، وقال الوزير الإسباني: «سيتم إعادة تحديد موعد جديد لها». وأوضح أن الموعد الوحيد للزيارة يتزامن مع عطلة اليهود الدينية (يوم كيبور)، وهو اليوم الذي يتناسب مع جدول أعماله وأعمال نظيره الفرنسي برنار كوشنير إلى جانب وزراء خارجية ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا.

وفي سياق ذلك، قالت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس في مؤتمرها الصحافي الإلكتروني، إن الوزير برنار كوشنير ونظراءه الأوروبيين «يتمنون» إتمام الزيارة وهم على «تواصل» مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لتحديد المواعيد. وأضافت الخارجية الفرنسية أنها ستكون «مناسبة للإعراب عن دعم فرنسا والاتحاد الأوروبي لمسيرة المفاوضات المباشرة التي أطلقت من واشنطن»، رابطة إياه بضرورة «تمديد العمل» بوقف الاستيطان، وتعزيز تدابير تخفيف الحصار عن غزة بموجب الإجراءات التي أعلنتها الحكومة الإسرائيلية.

ومنذ البداية، حرصت باريس على أمرين؛ الأول، أن لا تستغل إسرائيل الزيارة في حملة علاقات عامة على المستوى الدولي، والثاني تفادي أن تقوم حماس، من جانبها بالاستفادة السياسية منها.

فضلا عن ذلك، لم تنظر فرنسا بكثير من الارتياح إلى «الطريقة» التي وجهت بها الدعوة إلى الوزراء الأوروبيين عبر وزير خارجية إيطاليا، علما بأن إسرائيل رفضت سابقا أن تسمح للوزير كوشنير بالوصول إلى غزة من أراضيها.

وكانت الصحافة الإسرائيلية ربطت بين تأجيل الزيارة وبين تخوف إسرائيل من ضغوط أوروبية عليها لدفعها إلى تمديد فترة تجميد الاستيطان، علما بأن الجانب الفلسطيني يهدد بالانسحاب من المفاوضات في حال معاودة إسرائيل الاستيطان.

وتدفع باريس في اتجاه حمل إسرائيل على تمديد العمل بهذا التجميد. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أعلن أثناء زيارة الرئيس المصري حسني مبارك لباريس قبل أسبوعين «الاستغراب» إذا ما عادت إسرائيل إلى الاستيطان في حين تدور مفاوضات مباشرة بينما قبلت بتجميده عندما لم تكن موجودة.

وتتخوف باريس، وفق ما قالته مصادر فرنسية لـ«الشرق الأوسط» من أن يربط الجانب الإسرائيلي عملية التمديد بتحقيق نتائج «إيجابية»، وفق المفهوم الإسرائيلي، من الآن وحتى 26 من الشهر الحالي، مما سيكون عامل ضغط إضافيا على الفلسطينيين «للاستجابة» للمطالب الإسرائيلية وإلا عاد الاستيطان.

في سياق آخر، يتابع السفير جان كلود كوسران، المبعوث الفرنسي المكلف متابعة ملف المفاوضات السورية - الإسرائيلية جولته في المنطقة؛ إذ سيتوجه إلى تركيا بعد أن زار إسرائيل وسورية.

وتسعى فرنسا للعب دور ما من أجل إعادة إحياء المفاوضات غير المباشرة بين دمشق وتل أبيب بعد أن تبين أن تركيا «لم تعد مؤهلة» للعب دور الوسيط بعد توتر علاقاتها مع إسرائيل. غير أن دمشق لا تبدو مستعدة للتخلي عن الوساطة التركية، وهو ما أكده بيان رسمي سوري أمس، الذي تحدث عن «مكتسبات» المحادثات غير المباشرة السابقة التي تمت بوساطة تركية.