قادة أجهزة المخابرات في 4 دول أفريقية يلتقون بالجزائر غدا

لإطلاق «خلية استعلامية» تهتم بتطويق نشاط «القاعدة» في منطقة الساحل

TT

يبحث قادة أجهزة المخابرات بالجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر غدا، إنشاء «خلية استعلامية» مهمتها رصد نشاط «القاعدة» في الصحراء، وإعداد لائحة بأسماء المهربين وزعماء عصابات باعوا في وقت سابق رعايا غربيين للجماعات الجهادية، مقابل مبالغ مالية.

وصلت وفود مخابرات دول الساحل الثلاث إلى الجزائر أمس، للمشاركة في الاجتماع الذي سيدوم يومين، ويحاط بسرية كبيرة. وقال مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن قادة الأجهزة الأمنية للدول الأربع، سيلتقون لبلورة آلية أمنية جديدة تم الاتفاق على تسميتها «خلية استعلامية»، تهتم باقتفاء أثر عناصر «القاعدة» ببلاد المغرب الإسلامي في الصحراء الكبرى بغرض قتلهم أو اعتقالهم.

ويعد التنصت على اتصالات أتباع أسامة بن لادن في الساحل، من أهم مهام «الخلية»، حسب المصدر ذاته، إلى جانب الاستعانة بأشخاص يعرفون الصحراء جيدا لتحديد مواقعهم والطرق التي يعبرونها وأماكن تزودهم بالمؤونة.

وأضاف المصدر أن القائمين على «الخلية الاستخباراتية» سوف يستعينون بالمهربين ضد «القاعدة» تماما كما تفعل هي في حربها ضد جيوش وقوات الأمن بالمنطقة.

وتأتي الآلية الأمنية الجديدة في إطار «قيادة الأركان المشتركة» بين هذه الدول، التي تم إنشاؤها بتمنراست (1900 كلم جنوب العاصمة الجزائرية) في أبريل (نيسان) الماضي. وقال المصدر إن الخلية مكلفة بجمع المعلومات عن مكان وجود السلفيين المسلحين، حتى تتمكن «قيادة الأركان المشتركة» من تنظيم حملات عسكرية خاطفة.

ويندرج اجتماع الغد في سياق لقاء وزراء خارجية الدول الأربعة في مارس(آذار) الماضي، تحت إشراف الجزائر. والهدف منه دفع دول الساحل الأكثر عرضة لمخاطر الإرهاب، إلى التكفل بأمنها بنفسها وسد المنافذ أمام بلدان غربية تبدي اهتماما كبيرا بالمنطقة، على أساس أن مصالحها فيها مهددة.

ومطلوب من الضباط الذين سيشرفون على «الخلية الاستعلامية»، حسب المصدر، جمع معطيات دقيقة عن شباب من قبائل الطوارق العربية التحقوا حديثا بتنظيم القاعدة. وتقدر مصادر عددهم بنحو 50 فردا، يشكلون حاليا مصدر قلق لحكومات المنطقة لأنهم يعززون «صفوف الإرهاب».

يشار إلى أن «القيادة المشتركة» لم يكن لها أي نشاط في الميدان بسبب ضعف التنسيق بين أعضائها.

وتبدي الجزائر حرصا على احتلال موقع الريادة في التنسيق الجاري بين حكومات الساحل، لأن المسؤولين الجزائريين يرون أن التجربة التي اكتسبوها في حربهم على الإرهاب (تدوم منذ عقد التسعينات من القرن الماضي)، أكسبتهم خبرة ودراية بالميدان وبالتنظيم المسلح وأفراده، لا تتوفر لدى أي دولة بالساحل، ولا دولة أجنبية أخرى. وتتوجس الجزائر كثيرا من دخول فرنسا على خط المواجهة مع «القاعدة»، وتعتبر العمل العسكري المشترك الذي قامت به مع موريتانيا في 22 يونيو (حزيران) الماضي لمحاولة تحرير رهينة فرنسي، بمثابة تشويش على خطتها في محاربة الإرهاب.

ولم يتردد المسؤولون الجزائريون في تبليغ احتجاجهم لنظرائهم في نواكشوط وباماكو، بسبب ما يعتبرونه «تملصا» من الموريتانيين والماليين بخصوص وعودهم بعدم إتاحة الفرصة لقوى أجنبية التدخل عسكريا بالمنطقة.