«شبكة الطبيبة وزوجها» تمثل الخميس أمام محكمة سلا المغربية

اتهمت بإيفاد انتحاريين إلى العراق والصومال وأفغانستان

TT

تمثل يوم الخميس المقبل مجموعة تضم 38 متهما مغربيا، أمام محكمة مختصة بقضايا الإرهاب في مدينة سلا المجاورة للرباط، حيث يتابعون بتهمة تجنيد مغاربة وإيفادهم إلى أفغانستان والعراق والصومال لتنفيذ عمليات انتحارية في هذه البلدان.

وينتمي هؤلاء الأشخاص إلى شبكة باتت تعرف باسم «شبكة الطبيبة وزوجها».

وكانت وزارة الداخلية المغربية أعلنت في وقت سابق عن إلقاء القبض على أفراد هذه الشبكة في سبتمبر (أيلول) 2009، ووجهت لأفرادها تهمة «تكوين عصابة إجرامية لارتكاب أفعال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام، والتحريض لارتكاب أعمال إرهابية».

وسبق أن مثل أعضاء الشبكة بما في ذلك الطبيبة ضحى أبو ثابت وزوجها الفرنسي من أصول مغربية، خالد اللطيفية، وهو موظف في المركز الوطني للأبحاث العلمية في باريس، أمام محكمة سلا في العاشر من يونيو (حزيران) الماضي، لكن الدفاع طلب تأجيل المحكمة إلى ما بعد نهاية امتحانات البكالوريا (الثانوية العامة) نظرا لوجود طلاب ضمن المتهمين، واستجابت المحكمة لطلب المحامين.

وأفادت مصادر أمنية أنه يوجد ضمن المتهمين سبعة طلاب وأستاذ ينحدرون من مدينة الدار البيضاء، إضافة إلى متهمين سبق لهما أن مثلا أمام محكمة مختصة في قضايا الإرهاب، وحكم على أحدهما بالسجن مدة ثلاث سنوات، في حين تمت تبرئة الثاني، في حين يوجد ضمن المتهمين عاطل عن العمل، ولم يتسن معرفة معلومات حول هوية المتهمين الآخرين.

وقالت مصادر مواكبة للتحقيق إن أحد المتهمين اعترف في مرحلة التحقيق التمهيدي بأنه استطاع تجنيد 30 انتحاريا انتقلوا إلى العراق، ونفذ بعضهم بالفعل عمليات انتحارية.

وفي سياق آخر، قالت مصادر من سجن سلا حيث يوجد المتهمون، إن الطبيبة أبو ثابت التي كانت تخوض إضرابا عن الطعام عدلت عن ذلك منذ فترة.

وخاضت أبو ثابت إضرابا عن الطعام احتجاجا «على التعذيب النفسي وسوء المعاملة ووضعها في زنزانة انفرادية حيث لا يوجد بها فراش ولا تتوفر فيها شروط النظافة»، على حد قول أفراد من أسرتها.

وطبقا للمصدر نفسه نقلت أبو ثابت إلى زنزانة انفرادية عقابا لها على مطالبتها بعزلها عن سجينات الحق العام.

وكانت أبو ثابت تعمل في مستشفى حكومي في الرباط، واتهمت بتقديم دعم مالي لهذه الشبكة الإرهابية، وتم اعتقالها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بعد مقتل شقيقها في العراق، وعقب اعتقال أفراد الشبكة، وفي فبراير (شباط) الماضي اعتقل زوجها، وذلك عندما جاء من باريس لزيارتها في السجن.

وقالت المصادر إن القنصل الفرنسي في الرباط زار الطبيبة أبو ثابت (30 سنة)، وأقنعها بالعدول عن الإضراب عن الطعام، وقالت المصادر إن السفارة الفرنسية تتابع حالتها عن كثب، وإن مندوبا من السفارة حضر الجلسة الأولى للمحاكمة، خاصة أن طفلها أيضا يحمل الجنسية الفرنسية، كما حضر مندوب من السفارة أثناء التحقيق معها أمام قاضي التحقيق.

وقالت المصادر إن زوج أبو ثابت ربما كان متورطا في قضية قديمة، تتعلق بهجوم تم في صيف عام 1994 على سياح إسبانيين في فندق «أطلس أسني» في مراكش. وأشارت المصادر إلى أن أبو ثابت نقلت رسائل شفوية من زوجها إلى بعض الأشخاص الذين لهم علاقة بالشبكات الإرهابية.