تركيا: حزب العدالة والتنمية الحاكم يحتفل بالفوز ويعزز فرصه في الانتخابات المقبلة

ترحيب دولي بالإصلاحات وسط مخاوف من أجندة إسلامية لحزب أردوغان

رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مع قائد الفريق الوطني لكرة السلة خلال اجتماع في أنقرة. وقد فازت تركيا بالميدالية الفضية في بطولة العالم أول من أمس (رويترز)
TT

احتفل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، أمس، بفوزه في الاستفتاء على الإصلاحات الدستورية، مما يعزز فرصه بالفوز بفترة ثالثة على التوالي في السلطة في انتخابات مقررة خلال 10 أشهر. إلى ذلك، رحبت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي بنتيجة الاستفتاء الدستوري الذي أجري الأحد، والذي صوت 58% من المشاركين فيه لصالح التغييرات التي اقترحتها الحكومة على الدستور. فقد أصدر كل من الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي بيانا رحبا به بنتيجة الاستفتاء. كما رحب الاتحاد الأوروبي بالنتائج التي أسفر عنها الاستفتاء الذي جرى أمس في تركيا على التعديلات الدستورية، واعتبرها خطوة في الاتجاه الصحيح، من شأنها أن تساعد تركيا على الانضمام إلى الاتحاد. وتتضمن التعديلات التي اقترحتها الحكومة التركية تغييرات في النظام القضائي وفرض قيود جديدة على سلطة الجيش. لكن مسؤولا رفيع المستوى في الاتحاد الأوروبي قال إنه ستتم مراقبة تطبيق التعديلات عن كثب، وإن هناك حاجة ملحة أيضا لإصلاحات أخرى في مجالي حرية التعبير والدين.

ولم يكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يعلن فوزه في الاستفتاء حتى أذكى مخاوف العلمانيين المتشددين حين قدم مذكرة تفيد بأن حزبه الذي ترجع جذوره إلى الإسلام السياسي سيشرع على الفور في وضع دستور جديد للبلاد.

وقالت صحيفة «صباح» الموالية للحكومة «تركيا تنظف عار الانقلاب». ويخشى معارضون أن يكشف حزب العدالة والتنمية الحاكم عن أجندة إسلامية إذا فاز بفترة ثالثة في السلطة خلال الانتخابات المقررة بحلول يوليو (تموز) المقبل وإن نفى أردوغان أي خطط للعدول عن السياسة العلمانية الرسمية لتركيا المعاصرة.

ويعتقد منتقدون أن حزب العدالة والتنمية سيمرر الآن تشريعات دون خوف من أن تعطلها المحكمة الدستورية كما فعلت عام 2008 حين حاولت حكومة أردوغان إلغاء حظر مفروض على دخول المحجبات الجامعات ولكن المحكمة الدستورية أحبطت هذا التحرك.

ويصور حزب العدالة والتنمية الليبرالي بشأن القضايا الاقتصادية والمحافظ بشأن الأمور المتعلقة بالسياسة الاجتماعية نفسه على أنه المرادف الإسلامي للأحزاب المسيحية الديمقراطية في أوروبا، وينفي اتهامات خصومه بأن لديه برنامجا إسلاميا رغم أن جذوره ترجع إلى أحزاب إسلامية حظرت أواخر التسعينات من القرن الماضي.

وكسبت حكومة أردوغان قلوب الكثير من الأتراك بقيادتها لحملة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والإشراف على إصلاحات وعلى نمو اقتصادي غير مسبوق حول تركيا إلى نجم متلألئ بين الأسواق الناشئة.

ورحب ستيفان فولي مفوض التوسع في الاتحاد الأوروبي بموافقة الناخبين الأتراك على الإصلاحات الدستورية بوصفها «خطوة في الاتجاه الصحيح» في جهود تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، حسب «رويترز». واكتمل الأداء الضعيف للمعارضة العلمانية بعدم تمكن زعيم الحزب العلماني المعارض كمال كيليجدار أوغلو من الإدلاء بصوته في الاستفتاء.

وأصدر الحزب بيانا قال فيه إن زعيم الحزب لم يكن على علم بقواعد تقييد الأماكن التي يمكن أن يصوت فيها أعضاء البرلمان. وعلق الحزب العلماني آماله على كيليجدار أوغلو ليعلي مكانة حزب مؤسس تركيا العلماني مصطفى كمال أتاتورك قبل انتخابات العام المقبل.

وكان زعيم الحزب العلماني قد صرح أمس بأن الحكومة اتخذت «خطوة كبيرة» في اتجاه السيطرة على السلطة القضائية وأن حزبه سيعارض محاولات حزب العدالة والتنمية لاحتكار السلطة.

وعلق كاتب الافتتاحية سميح أديز في صحيفة «ملييت»، أمس، بالقول: «يمكنه بالتالي أن يؤكد وبشكل شرعي أنه نال وحيدا» الأصوات المؤيدة البالغة نسبتها 58% خلال استفتاء أول من أمس.

وكتب المحلل «اعتبارا من اللحظة التي قامت فيها المعارضة بتحويل الاستفتاء إلى تصويت على الثقة بالحكومة، يمكن الإقرار فعلا بأن حزب العدالة والتنمية الحاكم فاز بهذا الرهان»، مشيرا إلى أن هذا النجاح يعتبر بمثابة «ضوء أخضر» للحكومة.