فصائل فلسطينية تنتقد التئام الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة في شرم الشيخ

اعتبرت استئنافها دعما لسياسة تهويد القدس وشرعنة للاستيطان

TT

انتقدت حركات وفصائل فلسطينية بشدة التئام الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في مدينة شرم الشيخ المصرية، معتبرة أنها لن تؤدي إلى تحقيق الحقوق الوطنية الفلسطينية. واعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن ما يجري في شرم الشيخ ليس أكثر من «جولة جديدة من الخداع والتضليل».

وفي بيان صادر عنها تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، قالت حركة الجهاد: «هذه اللقاءات التفاوضية تستهدف فرض تنازلات جديدة على المفاوض الفلسطيني الذي يذهب اليوم للمفاوضات متجاوزا الإجماع الشعبي والوطني الرافض لها». وأوضحت الحركة أن «إعطاء فرصة للمفاوضات يعني منح (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وحكومته فرصة لإكمال مشروعهما التوسعي والاستيطاني المبرمج وإحكام سيطرتهما على القدس وتهويدها بالكامل». وأشارت الجهاد إلى أن المفاوض الفلسطيني لن يكون بوسعه التدخل في تحديد جدول أعمال هذه المفاوضات وصياغة أجندتها، وسيكون أمام تقديم تنازل جديد يتعلق باستمرار البناء الاستيطاني الذي لم يتوقف لحظة واحدة.

وقالت حركة حماس: «إن استمرار المفاوضات مع الاحتلال في ظل استمرار تمسكه بسياسة الاستيطان والإعلان مجددا عن مخطط استيطاني ضخم، يجعل هذه المفاوضات شرعنة للاستيطان وغطاء لجرائم الاحتلال». ووصف الناطق بلسان الحركة سامي أبو زهري المفاوضات بـ«الكارثية والمدمرة للقضية الفلسطينية». ودعا إلى وقف «المهزلة التي لن يسمح الشعب الفلسطيني بتمريرها»، مطالبا حركة فتح بالتوقف عن سياسة استرضاء الاحتلال وتقديم المكافآت المجانية من خلال تصعيد سياسة الاعتقالات في الضفة.

من ناحية، هاجمت مجموعة تطلق على نفسها «طلائع حركة فتح في الخارج» مفاوضات شرم الشيخ، داعية «قادة فتح وكوادرها ومجاهديها إلى عدم جعل المفاوضات تحقق غايتها في بيع والتنازل عن فلسطين». وفي بيان لها تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، قالت المجموعة: «ها هو عباس يتجاوز الخطوط الحمراء ويهرول إلى شرم الشيخ ليوقع التنازل عن فلسطين التاريخية مهبط الرسالات وأرض الأجداد، ويوافق على تقسيم القدس الشريف وتبادلية الأراضي الفلسطينية المحتلة، ودمج الأجهزة الأمنية في غرفة عمليات مشتركة بزعم محاربة الإرهاب». وتساءل البيان: «لماذا الخنوع والقبول بالذل والوطن يباع أمام أعينكم وأنتم حراس على ذلك، هل من مصدق أن فلسطين هي 18% من أراضي فلسطين التاريخية، هل من مصدق أن دولة الاحتلال دولة صديقة».

وتوقعت جبهة التحرير الفلسطينية أن يكون مصير جولة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في شرم الشيخ كمصير سابقاتها. وفي بيان صادر عنه، قال أمين عام الجبهة، واصل أبو يوسف، في بيان صحافي أمس: «إن اشتراط نتنياهو على الفلسطينيين الاعتراف بيهودية الدولة وبناء المزيد من المستوطنات - أمر خطير»، مؤكدا أن مفاوضات شرم الشيخ لا يمكن أن تثمر عن أي شيء.