حماس تتهم السلطة وإسرائيل بشن حرب مفتوحة عليها

الأجهزة الأمنية الفلسطينية: الاعتقالات تطال كل مشتبه بقضايا السلاح والتمويل

TT

في وقت اتهمت فيه حركة حماس الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية باستئناف حملة الاعتقالات بحق عناصرها، بعد انتهاء عطلة عيد الفطر، أكدت مصادر أمنية فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الاعتقالات تهدف إلى منع الحركة من إعادة بناء قدراتها العسكرية في الضفة الغربية، موضحة أن جميع المعتقلين لدى السلطة مشتبهون بقضايا لها علاقة بالسلاح أو تبييض الأموال، وليس على خلفيات سياسية.

وحسب المصادر، فإن الأجهزة الأمنية الفلسطينية تعمل على تنفيذ مثل هذه الاعتقالات بين الفينة والأخرى «كخطوة احترازية لمنع الحركة من إعادة بناء جناحها العسكري. إنهم يحاولون كل فترة إعادة بناء قدراتهم العسكرية في الضفة».

واتهمت حماس الأجهزة الأمنية باعتقال 65 من أنصارها ورموزها خلال اليومين الأخيرين. وقالت في بيان صحافي، إن هذه الاعتقالات جرت في مختلف محافظات الضفة.

وكانت السلطة قد شنت حملة غير مسبوقة طالت نحو 800 من قياديي وعناصر حماس في الضفة، بعد عمليتي الخليل ورام الله اللتين نفذتهما حماس ضد مستوطنين عشية إطلاق المفاوضات في واشنطن، مطلع سبتمبر (أيلول) الحالي، وقتل فيهما 4 مستوطنين وجرح آخرون. وقالت المصادر الأمنية «أفرجنا عن نصف المعتقلين بعد أن ثبت أن ليس لهم أي علاقة بالمال أو السلاح والتحقيق مستمر مع الآخرين».

وتأتي إجراءات السلطة في وقت حذرت فيه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من احتمال تنفيذ حماس مزيدا من العمليات في الضفة كلما تقدمت محادثات السلام.

وتحسبا لهذا الاحتمال، رفعت الشرطة الإسرائيلية حالة التأهب في صفوفها عشية انطلاق المفاوضات في شرم الشيخ أمس. واتخذ هذا القرار خلال جلسة مشاورات عقدها مفتش عام الشرطة الإسرائيلية الجنرال دودي كوهين الاثنين لكبار ضباط الشرطة، بهدف تقييم الوضع الأمني وبحث خطة عمل الشرطة أثناء جولات المفاوضات.

وقال كوهين إن شرطته ستحافظ على أعلى درجات التأهب خلال فترة المفاوضات «لإحباط أي نية أو مخططات لجهات معادية ومتطرفة تهدف إلى جذب الانتباه إليها»، مؤكدا أن شرطته «ستعمل بكل صرامة على تطبيق القانون في أنحاء إسرائيل».

وكان رئيس الشاباك الإسرائيلي، يوفال ديسكن، قد حذر الحكومة الإسرائيلية قبل يومين من احتمال تصاعد تنفيذ عمليات مسلحة ضد إسرائيل كلما تقدمت عملية السلام، قائلا إن حماس أصدرت تعليمات إلى أفرادها بإفشال عملية السلام.

وقال ديسكن للوزراء الإسرائيليين في اجتماع الحكومة يوم الأحد الماضي «هذا ليس فقط تقديرا لكنها معلومات استخبارية دقيقة».

واتهم ديسكن أسرى من حماس مفرجا عنهم مؤخرا من السجون الإسرائيلية بقيادة الحركة عسكريا في الضفة ومحاولة بناء قدراتها من جديد، رغم أنه ليس لديهم مقرات تنظيمية محددة، موضحا أن جهاز الأمن العام يحقق مع أسرى من حماس في المعتقلات لمعرفة مدى علاقتهم بتوجيه عمليات في الخارج ضد إسرائيل.

وأثنى ديسكن على مدى فعالية الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، قائلا إن التعاون بين السلطة وإسرائيل بلغ ذروته ووصل لأعلى درجة له منذ 16 عاما. وأضاف «ثمة تغيير جذري في طريقة تعامل السلطة الفلسطينية مع العناصر الحمساوية». وأرجع ديسكن التحسن في قدرات الأجهزة الأمنية الفلسطينية إلى المساعدات التي تقدمها بعض الدول لتحسين قدرات تلك الأجهزة.