القوات الأميركية تقدم إسنادا كثيفا للقوات العراقية في المواجهات الأخيرة بديالى

العمليات تبرز حجم المخاطر التي تتهددها على الرغم من تغيير مهمتها إلى استشارية

جنود عراقيون يعرضون قذائف هاون وأسلحة أخرى ضبطت خلال عملية في الرمادي أمس (أ.ف.ب)
TT

قدمت القوات الأميركية في العراق دعما مكثفا للقوات العراقية خلال العملية التي شنتها الأخيرة شمال بغداد في الآونة الأخيرة، ما يبرز المخاطر التي لا تزال تتهدد القوات الأميركية في مهمتها الاستشارية هناك.

كانت القوات الأميركية، المشاركة في العملية التي استمرت على مدار يومين في محافظة ديالى، مسلحة بقذائف الهاون والبنادق الآلية والقناصة. كما هاجمت مروحيات الأباتشي وكيوا المسلحين مستخدمة المدافع والمدافع الآلية وأسقطت طائرات إف 16 قنابل زنة 500 رطل. وقد أصيب أحد الجنود الأميركيين المشاركين في الهجوم بإصابات طفيفة خلال العملية التي وضعت القوات الأميركية داخل مرمى القنابل اليدوية للمتمردين في المنطقة المليئة بالخنادق وبساتين النخيل.

ويقول الكولونيل مالكوم فروست، قائد لواء الاستشارة والدعم، في رسالة بريد إلكتروني ردا على سؤال «إن هذه العملية تظهر أهمية وخطورة المهمة التي نواجهها في العراق خلال عملية الفجر الجديد». وأوضح أن «25 جنديا أميركيا شاركوا في هذا الاشتباك لمساعدة ما يقرب من 200 عنصر من الجيش والشرطة العراقية».

يذكر أن إدارة الرئيس أوباما كانت قد أعلنت الأول من سبتمبر (أيلول) نهاية للعمليات القتالية بهدف التأكيد على ازدياد الدور العراقي في الاضطلاع بالمسؤولية الأمنية، والتأكيد للأميركيين أيضا على أن الرئيس أوباما ملتزم بوعده بسحب القوات من العراق.

المهمة الأميركية في العراق أعيد تسميتها «عملية الفجر الجديد» وسط تأكيدات المسؤولين الأميركيين على أن الدور الرئيسي للقوات الأميركية يتمثل في تقديم المشورة للقوات العراقية وتأمين المستشارين المدنيين الأميركيين العاملين في العراق. لكن قواعد الاشتباك الخاصة بالفرق الاستشارية الأميركية الـ6، التي لا تزال تحتفظ بكامل أسلحتها وقوات اللواء المقاتل، تسمح لهم بالدفاع عن أنفسهم إذا ما تعرضوا لهجوم ومساعدة القوات العراقية، وهو ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية.

وكانت أحدث جولات القتال قد بدأت مع قيام 600 عنصر من قوات الجيش والشرطة العراقية بعملية عسكرية في محافظة ديالى، المنطقة الاستراتيجية التي تموج بالتوتر الطائفي. وكان الهدف الرئيسي من العملية الكشف عن مخابئ الأسلحة واعتقال عدد من المتمردين من مجموعات مثل «القاعدة» و«الجيش الإسلامي». وكانت بلدة الحديد هدفا لحملة استمرت 5 أيام وشملت 21 مدينة صغيرة وكبيرة.

وتم تكليف وحدة الكولونيل فروست - لواء سترايكر المقاتل التابع للفرقة 25 مشاة ومركزها هاواي التي تحولت إلى وحدة استشارية - بمساعدة العراقيين الذين بدأوا العملية بقواتهم الخاصة، وكانت أضخم عملية تقوم بها القوات العراقية وتساعدها فيها القوات الأميركية منذ وصولها في يوليو (تموز).

وخلال عملية التمشيط بحثا عن الأسلحة في منطقة الحديد تعرضت القوات العراقية للهجوم بقنابل يدوية وإطلاق نار من بنادق آلية في المنطقة المليئة بالخنادق. في مساء يوم 11 سبتمبر طلب العراقيون المساعدة الأميركية واستجاب الأميركيون. وروى الجميع أن 49 جنديا شاركوا في الهجوم من لواء سترايكر ومن القوات الخاصة. وردت طائرات الأباتشي بإطلاق النار من مدافع 30 ملليمترا وأطلقت مروحيات كيوا النار من المدافع الآلية، وأسقطت طائرات إف 16 القنابل أيضا. كما شاركت مروحيات عراقية وناقلات أفراد مدرعة في الهجوم.

وقال الكولونيل فروست: «كانت هذه عملية قتالية معتادة. وخلال اليومين الماضيين قدمت القوات الأميركية الاستشارة للقادة العراقيين والمساعدات البرية والجوية ودعمت القوات الأمنية العراقية في عدد من الهجمات ضد عدو يمتلك أسلحة متقدمة ومتمترس في شبكة من الخنادق في هذه المنطقة المليئة ببساتين النخيل».

* خدمة «نيويورك تايمز»