خمس العراقيين لا يعرفون القراءة والكتابة.. وأسوأ المعدلات في محافظات كردستان

وزارة التخطيط لـ «الشرق الأوسط»: تدهور المستوى المعيشي وراء ازدياد التسرب من المدارس

TT

أعلنت جهات دولية تعمل بإشراف وكالات تابعة للأمم المتحدة الثلاثاء أن خمس العراقيين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و49 عاما لا يعرفون القراءة والكتابة، مشيرة إلى تفاوت واسع بين المناطق الحضرية والريف.

وأوضحت المصادر في تقرير نشر أمس أن معدل الأمية بين العراقيات يبلغ 24%، أي أكثر من الضعف لدى الرجال (11%) في حين تبلغ النسبة في المناطق الريفية 25% بينما لا تتعدى 14% في مناطق الحضر. كما تتسع الفجوة داخل المناطق الريفية بين الرجل والمرأة.

ويؤكد التقرير وجود اختلاف في معدلات الأمية بين المحافظات بحيث سجلت ديالى وبغداد (وسط) وكركوك (شمال) أدناها، في حين سجلت دهوك والسليمانية في إقليم كردستان والمثنى وميسان والقادسية أعلاها. ولاحظ أن الأسرة التي يكون ربها أميّا هي أكثر عرضة للحرمان من تلك التي يعرف عائلها القراءة والكتابة، كما أن الشبان الذين لا يستطيعون القراءة والكتابة لا يسمع صوتهم في القضايا الاجتماعية والسياسية.

وشدد التقرير على ضرورة زيادة الالتحاق بالمدارس، ومعالجة أسباب التغيب والتسرب من أجل ضمان معرفة القراءة والكتابة، موضحا أن 19% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و14 لا يذهبون حاليا إلى المدرسة.

أما التحديات التي تواجه مشكلة محو الأمية كما حددتها الحكومة، فأبرزها غياب استراتيجية وطنية شاملة، والقدرة المحدودة للمؤسسات وعدم توفر التمويل الكافي لبرامج محو الأمية. وتشمل كذلك عدم كفاءة الهيكل الإداري على مستوى المركز والمحافظة لاتخاذ مبادرات لمحو الأمية، فضلا عن عدم وجود تنسيق بين الجهات المعنية، أي الحكومة والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص.

وشدد التقرير على الحاجة إلى تطوير المناهج الدراسية والمزيد من التدريب والممارسة في استخدام المنهجيات الحديثة لتعلم القراءة والكتابة، وكذلك الحاجة إلى الوعي وتطوير البرمجة المناسبة والمبتكرة. وانتقد «النقص في الوعي العام بالنسبة لفوائد برامج محو الأمية».

وشارك في وضع التقرير برنامج الغذاء العالمي وصندوق الأمم المتحدة للأطفال ووحدة المعلومات في الوكالات المختصة والحكومة العراقية.

وتؤكد الدراسة وجود عدد من برامج محو الأمية التي تدعمها الأمم المتحدة والحكومة حاليا، أحدها مخصص لتعليم من تتراوح أعمارهم بين 15 و45 عاما مع كتب مدرسية بدعم تقني من منظمة اليونيسكو. ويشير التقرير إلى برنامج لطلاب تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاما مدته ثلاث سنوات في إمكان من أكمله الانتقال إلى نظام التعليم الرسمي لمواصلة الدراسة. وتدعم هذا البرنامج منظمة اليونيسيف. وهناك أيضا ثمانية مراكز للتعليم المجتمعي برعاية اليونيسكو بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم. وتشارك في البرنامج غالبية من النساء تتراوح أعمارهم بين 15 و45 عاما.

يذكر أن اليونيسكو حددت محو الأمية على النحو التالي: «القدرة على القراءة والكتابة مع فهم بيان بسيط يتعلق بشؤون الحياة اليومية. وينطوي الأمر على سلسلة متصلة من مهارات القراءة والكتابة، وغالبا ما يتضمن المهارات الأساسية الرقمية».

إلى ذلك، أكد عبد الزهرة الهنداوي المتحدث الرسمي باسم المركز الوطني للإحصاء والمعلومات التابع لوزارة التخطيط والتعاون الإنمائي العراقية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن آخر إحصائية لوزارته بينت أن نسبة عدد السكان الملتحقين بالمدرسة الذين تقع أعمارهم بين 6 و24 عاما تبلغ 55%، في حين كانت نسبة الأطفال الملتحقين بالدراسة الذين تبلغ أعمارهم 6 سنوات 59% فقط. وأشار الهنداوي إلى أن تسرب أعداد كبيرة من طلبة المدارس وبمستوياتها كافة جاء نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العراق وتدهور المستوى المعيشي وأن هذا يدفع كثيرا من الطلبة إلى تأجيل دراستهم أو التخلي عنها لغرض العمل. يذكر أن العراق كان قد حاز عام 1979 جائزة منظمة اليونيسكو في القضاء على الأمية، لكنه عاد عام 1997 ليسجل نسبة أمية مرتفعة وصلت بين البالغين إلى 42 في المائة.