واشنطن: عمر عبد المطلب يطرد محاميه ويمثل نفسه في المحكمة الفيدرالية

القاضية عينت له مستشارا قانونيا لضمان حقوقه في مواجهة 6 تهم إرهاب خطيرة

عمر الفاروق عبد المطلب
TT

أعلن المتهم النيجيري بمحاولة تفجير طائرة أميركية في ديترويت في يوم الكريسماس الماضي، عمر الفاروق عبد المطلب، أنه طرد محامي الدفاع عنه الذين كانت المحكمة عينتهم له. في أول مرة يمثل فيها أمام المحكمة منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، وقال المتهم إن «محاميّ لا يقومون بخدمة مصلحتي كما يجب». وبعد خمس عشرة دقيقة فقط، تأجلت المحكمة الفيدرالية. وطلب عبد المطلب من القاضية نانسي إدموندز، التي تترأس محاكمته، السماح له بتمثيل نفسه. وسأل القاضية حول الإجراءات التي يجب أن يتخذها ليعترف بالذنب في بعض التهم الموجهة إليه. وردت بأن «مستشارا قانونيا سيكون مستعدا للرد على مثل هذه الأسئلة». وأضافت: «تبذل المحكمة جهودا كبيرة لضمان حقوق المتهمين. وتعين محامين مؤهلين لذلك»، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. كان عبد المطلب يرتدي ملابس سجن رمادية اللون، وينظر إلى الأمام، ويتحاشى النظر إلى الصحافيين داخل قاعة المحكمة. في البداية، كان يتحدث مع محامين كانوا يجلسون حوله. ثم وقف محامي، وقال للقاضية إن المتهم يريد أن يدافع عن نفسه. ووقف ليعلن ذلك في كلمات قليلة. وبعد أن قالت له القاضية إنها ستنظر في الطلب، قرأت عليه التهم الموجهة ضده. ورغم أنها لم ترفض طلب الاستغناء عن المحامين، أوضحت أنها تود لو أنه لم يطلب ذلك.

وسألت: «هل تعلم أنك إذا دافعت عن نفسك يجب أن توجه أسئلة إلى نفسك؟» وأجاب في تردد: «أعتقد ذلك». وعندما قال إنه يود أن يعترف باتهامات وينفي غيرها، سألته القاضية كيف سيفعل ذلك. ومرة أخرى، تردد وقال إنه يريد نصيحة القاضية. وهنا كررت له بأن الهدف من تعيين محامين له هو مساعدته في مثل هذه الأشياء.

وكان مقررا أن تعلن القاضية تاريخ بداية المحاكمة. لكن، بسبب هذه التطورات، تأجلت الإجراءات حتى منتصف الشهر المقبل. وعندما نقل عبد المطلب إلى المحكمة وأخرج منها، كانت إجراءات أمنية مشددة تحيط بالمكان. وكان عبد المطلب قد اتهم بمحاولة استخدام سلاح دمار شامل، وبخمس جرائم أخرى، وكلها تهم قد تؤدي إلى الحكم عليه بالسجن مدى الحياة.

وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن محاولة عبد المطلب الفاشلة دفعت إدارة الرئيس باراك أوباما إلى تشديد الإجراءات الأمنية على الطيران المدني. وكان المتهم، الذي ساعدته منظمة القاعدة، والتي أعلنت مسؤوليتها عن العملية الفاشلة، وضع متفجرات في ملابسه الداخلية. وحاول تنفيذ عمليته في طائرة تابعة لخطوط «نورث وست»، وذلك في نهاية رحلة طويلة من أمستردام إلى ديترويت. ولكن، بعد تدخل مسافرين وطاقم الطائرة، أحبطت العملية، وتمت السيطرة على الحريق. وأصيب عبد المطلب بحروق شديدة. في وقت لاحق، قال المتهم للمحققين الأميركيين إنه حصل على المتفجرات من أحد الناشطين في تنظيم القاعدة في اليمن حيث تلقى تدريبه. وكان والد عبد المطلب وهو أحد كبار المصرفيين النيجيريين حذر السلطات الأميركية مسبقا من توجهات ابنه الراديكالية.