خبراء: المظاهرات ضد بناء مسجد نيويورك تخدم عقيدة «القاعدة»

المخرج الأميركي مور يريد بناء المركز الإسلامي على «غراوند زيرو»

TT

رأى خبراء ومسؤول مسلم أن المتظاهرين ضد بناء مسجد في موقع اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) في نيويورك وأولئك الذين يمزقون أو يهددون بإحراق مصاحف، إنما يقعون في الفخ الآيديولوجي الذي ينصبه لهم تنظيم القاعدة عبر تعزيز دعايتها ورؤيتها للعالم. ويؤكد هؤلاء أنه عبر الربط بين الإسلام والإرهاب تتوافر لأسامة بن لادن الحجج التي تعزز دعايته ورؤيته للعالم والصراع بين الحضارات. وهذا التحليل يعكس تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي اعتبر أن الدعوة لإحراق مصاحف تخدم مصلحة تنظيم القاعدة، داعيا مواطنيه إلى «التسامح» في مناسبة ذكرى اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول)، ومؤكدا أن الولايات المتحدة «لن تكون أبدا في حرب ضد الإسلام». وقال فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية والدراسات الشرق أوسطية في معهد لندن للاقتصاد، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «تصاعد موجة العداء للإسلام في الغرب هو الأكسجين الذي يبقي (القاعدة) على قيد الحياة»، مضيفا «ما يحصل في الولايات المتحدة يعتبر نعمة بالنسبة إليهم». وأضاف الخبير أن «كل هذا المفهوم والحرب ضد الإرهاب، أعطى (القاعدة) الحجج الدينية والعقائدية التي أتاحت لها القول للعالم الإسلامي إن الغرب يشن الحرب عليكم ونحن طليعة الإسلام». وتابع جرجس أن «استراتيجيتهم تقوم على أساس التسبب في صراع حضارات، ونحن في الغرب تم جرنا رغما عن إرادتنا في مواجهة غير موجودة في الواقع. إنه فخ». وقال إن المظاهرات الأخيرة التي جرت خصوصا في أفغانستان وإندونيسيا وشابتها في بعض الأحيان أعمال عنف، احتجاجا على دعوة قس أميركي لإحراق مصاحف - تظهر إلى أي حد يمكن التلاعب بمشاعر الحشود.

إلى ذلك، دخل المخرج الأميركي الليبرالي والمثير للجدل، مايكل مور، على خط بناء مركز ثقافي إسلامي في مانهاتن السفلى، وتحديدا بالقرب من موقع هجمات الحادي عشر من سبتمبر، في المنطقة المعروفة باسم «الأرض صفر»، وقال أول من أمس إن على الأميركيين أن يتطلعوا إلى الأمر بإيجابية، لأنهم يخاطرون بأن يكونوا على الجانب الخطأ من التاريخ إن لم يفعلوا ذلك. وأضاف مايكل مور في مقابلة مع «سي إن إن» ضمن برنامج: «علينا أن نفصل المشاعر عن الموقف، لأنه في بعض الأحيان إذا تركنا مشاعرنا تسيطر علينا وتابعنا، فإننا نخرج بقرارات خاطئة». وأضاف: «نحن نعيش في أمة يستمع فيها الناس للأسف لأمور تدفعهم إلى الخوف بسهولة». وعلى موقعه على الإنترنت، كتب مايكل مور، السبت يقول وبإصرار إنه لا يريد بناء المركز الإسلامي والمسجد بالقرب من «غراوند زيرو» بل على «الأرض صفر» نفسها. يذكر أن الجدل حول قضية بناء مركز إسلامي في تلك المنطقة ما زال محتدما.