رفسنجاني ينتقد نجاد: لا تهونوا من شأن العقوبات.. ولا تخدعوا الناس

«كيا موتورز» تعلق صادراتها لإيران بعد إعلان كوريا الجنوبية فرضها عقوبات ضد طهران

رئيس مجلس الخبراء علي أكبر هاشمي رفسنجاني (يسار) يلقي خطابه الافتتاحي أمس في اجتماعات المجلس التي تستمر يومين (رويترز)
TT

انتقد السياسي الإيراني المخضرم علي أكبر هاشمي رفسنجاني الرئيس محمود أحمدي نجاد أمس لفشله في مواجهة آثار العقوبات، في أحدث مؤشر على انقسام الصفوة الحاكمة في إيران. وقال رفسنجاني، رئيس مجلس الخبراء، إن «الجمهورية الإسلامية تتعرض لضغوط عالمية لم يسبق لها مثيل، وإنه من الخطأ أن تقول الحكومة إن العقوبات لا تشكل تهديدا للاقتصاد».

وقال رفسنجاني رئيس المجلس الذي يمكنه عزل وتعيين الزعيم الأعلى، ولكنه لم يمارس هذا الحق حتى الآن: «أيها السادة، يتعين عليكم توخي الحذر والحرص. لا تهونوا من شأن العقوبات.. يجب أن لا يخدع الناس». ومن دون أن يذكر اسم الرئيس الذي وصف العقوبات بأنها «تدعو للرثاء» ولا تزيد فعاليتها على «منديل مستعمل»، كان حديث رفسنجاني موجها إلى أحمدي نجاد الذي فاز عليه في انتخابات الرئاسة عام 2005.

وقال في خطابه الافتتاحي في اجتماعات المجلس التي تستمر يومين: «إيران لديها قدرة هائلة تمكنها من التغلب (على العقوبات)، لكني أشك في أن تكون هذه القدرة مستغلة بالطريقة المثلى». وأضاف: «لم نشهد من قبل مثل هذه العقوبات المشددة التي تزداد شدة يوما بعد يوم. كلما وجدنا ثغرة يسدونها (القوى الغربية)». وتستهدف العقوبات الجديدة التي قادتها واشنطن الخدمات المالية وقطاع الطاقة الإيراني، مما يجعل التعاملات الدولية أكثر صعوبة ويضر بقدرة إيران على استيراد البنزين والحصول على استثمارات أجنبية.

والهدف من العقوبات الضغط على إيران للحد من أنشطتها النووية التي يخشى الغرب أن يكون الهدف منها إنتاج قنبلة. وتقول إيران إن طموحاتها النووية سلمية تماما. ويخشى المواطن الإيراني العادي من أن تؤدي العقوبات إلى رفع الأسعار وأن تضر بالاقتصاد وفرص العمل. وتأتي انتقادات رفسنجاني الذي أبدى تعاطفا مع حركة الإصلاح الإيرانية بعد تصريحات مشابهة أدلى بها متشددون في البرلمان والسلطة القضائية. وظهرت الانقسامات بين الصفوة الحاكمة بوضوح أكبر في الأشهر القليلة الماضية مع تبدد احتجاجات المعارضة على فوز أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية عام 2009. وفي الفترة الأخيرة أثار أحمدي نجاد غضب المتشددين بتعيين أربعة من المقربين منه في مناصب متعلقة بالسياسة الخارجية مهمشا وزارة الخارجية، كما تجاهل مطالبات بأن يعزل مدير مكتبه المثير للجدل الذي عينه مبعوثا للشرق الأوسط. وأيد الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي فوز أحمدي نجاد وأمر علنا الصفوة الحاكمة بدعم الحكومة.

وتطرق رفسنجاني في كلمته إلى ما سماه «الصراع الداخلي»، وقال: «نحن نواجه محاولات لإثارة الفرقة»، محذرا من أن الصراع الداخلي قد يضر الثورة الإسلامية التي كان حليفا مقربا لقائدها آية الله روح الله الخميني. وأضاف: «داخل البلاد يتعين علينا اليقظة حتى لا تتضرر وحدتنا. والذين يعتقدون أن في إمكانهم الاستفادة من إثارة الفرقة.. ينتهجون نهجا شيطانيا». وبعد انتخابات العام الماضي التي أعقبتها أسوأ اضطرابات منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979 انتقد رفسنجاني في كثير من المناسبات اعتقال أنصار المعارضة، ولكنه التزم الصمت في الأشهر القليلة الماضية بعد أن اتهم خامنئي المعارضة علنا بأنها مدعومة من أعداء إيران في الخارج.

جاء ذلك، في وقت لا تزال فيه دول تعلن عن تطبيق عقوبات دولية ضد طهران؛ إذ أعلنت أمس شركة «كيا موتورز»، ثاني أكبر مصنعي السيارات في كوريا الجنوبية، أنها علقت صادراتها إلى إيران بعد إعلان سيول مؤخرا فرضها عقوبات ضد طهران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. وقال المتحدث باسم «كيا» مايكل تشو لوكالة الصحافة الفرنسية إن «العقوبات التي فرضتها الحكومة الكورية الجنوبية تفسر جزئيا هذا القرار»، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وسيارات «كيا» موجودة بكثرة في السوق الإيرانية.