أبو مازن يوقع في دفتر كبار الزوار بمقر رئيس وزراء إسرائيل.. ونتنياهو يعلن سعادته باستضافته

كتب يقول: أعود إلى المكان بعد فترة غياب طويلة على أمل تحقيق سلام في المنطقة بأكملها

TT

عاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء أمس إلى القدس لأول مرة منذ ديسمبر (كانون الأول) 2008 الذي شهد آخر اجتماع تفاوضي بينه وبين رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت. وعقدت الجلسة الثالثة من المفاوضات المباشرة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الساعة الخامسة حسب التوقيت المحلي بداية بحضور وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ومبعوث السلام الخاص جورج ميتشل، لتنتهي الجولة الثالثة كما في الأولى في واشنطن والثانية في شرم الشيخ بلقاء ثنائي ضم الزعيمين لنحو الساعتين.

وانعقد اللقاء في مقر الإقامة الرسمي لرئيس الوزراء حيث رفعت الأعلام الأميركية والفلسطينية والإسرائيلية في بهو مقر الإقامة.

ووصل أبو مازن برفقة نبيل أبو ردينة المتحدث الرسمي باسم الرئاسة والوفد التفاوضي الذي يضم صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية وياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة ونبيل شعث مفوض العلاقات الخارجية في حركة فتح ومحمد شتية عضو اللجنة المركزية لفتح.

واستقبل نتنياهو الوفد بالترحيب معلنا عن سعادته لاستضافة أبو مازن، مضيفا أن «لدينا الكثير الذي يجب عمله».

ورد عليه أبو مازن، باسما، كما قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» بقوله «إننا من زمان لم نلتق». ووقع أبو مازن، كما جرت العادة كلما يزور مقر الإقامة الرسمي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، في دفتر كبار الزوار «ها أنا أعود إلى المكان بعد فترة غياب طويلة لمواصلة المفاوضات على أمل تحقيق سلام في المنطقة بأكملها». وأضاف أنه «يتمنى على وجه الخصوص تحقيق السلام بين الشعب الإسرائيلي والشعب الفلسطيني».

واستقبلت الجولة الثالثة بمظاهرات احتجاجية من الطرفين. فقد تظاهر أعضاء مجلس المستوطنات في الضفة الغربية أمام مقر رئيس الوزراء في القدس حاملين لافتة ضخمة كتب عليها أسماء الآلاف من أعضاء الليكود الذي ينتمي إليه نتنياهو، تحث رئيس الوزراء أن يحترم كلمته ويمتنع عن تمديد فترة تجميد الاستيطان التي تنتهي في 26 سبتمبر (أيلول) الجاري.

وفي نابلس احتج عشرات الفلسطينيين، بدعوة من فصائل يسارية في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، أمس على المفاوضات. وطالب المتظاهرون، بمشاركة قيادات فصائل يسارية وشخصيات فلسطينية مستقلة، بوقف المشاركة الفلسطينية في المفاوضات وضرورة إلزام إسرائيل بمرجعية محددة لها ووقف شامل للبناء الاستيطاني للمشاركة فيها لاحقا.

وردد المتظاهرون شعارات مناهضة للمفاوضات وللمواقف الأميركية والإسرائيلية منها، خاصة ما يتعلق باستمرار البناء الاستيطاني، ورفعوا لافتات تؤكد رفض أي مفاوضات بصيغتها الحالية.

وقال تيسير خالد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين خلال المظاهرة، إنها تؤكد على وجود «إجماع فلسطيني على رفض المفاوضات الجارية مع إسرائيل»، معتبرا أن هذه المفاوضات «لن تفضي إلى أي جديد يمكن أن يخدم مصالح وحقوق الشعب الفلسطيني»، داعيا القيادة الفلسطينية إلى الاستجابة للرأي العام الفلسطيني بالتراجع عن قرار المشاركة في هذه المحادثات.

ورأى خالد أن الحكومة الإسرائيلية «غير جاهزة لإجراء أي مفاوضات تقود فعليا إلى حل ينهي الاحتلال الإسرائيلي»، محذرا من مساعي أميركية وإسرائيلية لفرض حل يقوم على دولة مؤقتة على الجانب الفلسطيني.

وتظاهر عشرات الفلسطينيين في مخيم نهر البارد في شمال لبنان مطالبين السلطة بوقف المفاوضات.