عدد الضباط المتدينين في الجيش الإسرائيلي يتضاعف 12 مرة

حسب دراسة أعدها جنرال تولى قيادة الوحدة السرية لسلاح الجو «شيلداغ»

TT

ذكرت دراسة أعدها جنرال إسرائيلي أن عدد الضباط المتدينين في ألوية المشاة في الجيش الإسرائيلي تضاعف في العقدين الماضيين اثنتي عشرة مرة. وذكرت صحيفة «هآرتس» في عددها الصادر أمس أن الذي أعد الدراسة هو جنرال رمزت إلى اسمه بحرف «b»، تولى في الماضي قيادة الوحدة المختارة السرية لسلاح الجو والمعروفة بـ«شيلداغ»، التي نفذت جميع عملياتها خارج حدود إسرائيل.

ودللت معطيات الدراسة على أن عدد خريجي دورات الضباط من المتدينين تزايد من 2.5% عام 1992 إلى 31.4% عام 2007. وأوضحت الدراسة أنه حتى عام 1992 ظلت نسبة المتدينين في الجيش الإسرائيلي متدنية إلى حد كبير، وبدأت منذ عام 1993 وحتى عام 2000 تشهد زيادة نوعية بشكل واضح، لتصل النسبة إلى 15.5%.

وشددت الدراسة على الدور الذي لعبته انتفاضة الأقصى في دفع المتدينين للانخراط في الهيئات القيادية في الجيش، حيث إنهم رأوا فيها تهديدا لمجرد وجود الدولة. وركزت الدراسة على الدور المركزي الذي لعبته المدارس الدينية العسكرية التي أقيمت خصيصا لإعداد الشباب المتدين للخدمة العسكرية، إذ حرصت هذه المدارس على تكثيف التعبئة الدينية للشباب الذين يتجهون للشروع في الخدمة العسكرية، علما بأنه شرع في بناء هذه المدارس ابتداء من عام 1987.

ويقضي مخطط الدراسة في المدارس الدينية العسكرية بأن يقوم الطالب بدراسة عام كامل في هذه المدارس، حيث يتم التركيز على الجانب الديني والتعبئة الروحية. وأشارت الدراسة إلى أن إقامة هذه المدارس هدفت أيضا بشكل أساسي إلى منع الطلاب من الارتداد عن الدين أثناء الخدمة العسكرية. ويتحدث «b»، وهو علماني، عن تجربته الشخصية، حيث إنه عندما كان ضابطا في وحدة «شيلداغ» في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي كان هناك ضابطان متدينان فقط في الوحدة، وعندما عاد إلى الوحدة كقائد بعد 18 عاما تبين له التغيير الخطير الذي مرت به الوحدة، إذ بلغت نسبة الضباط المتدينين فيها إلى 40%.

وترى مصادر كثيرة في إسرائيل أن سيطرة أتباع التيار الديني على مقاليد الأمور في الجيش يؤدي إلى تأثيرات عميقة على طابع نظام الحكم في إسرائيل، وستعمل على تآكل الطابع الديمقراطي. وتشير المصادر إلى أنه إن كان من سمات الديمقراطية خضوع القادة العسكريين لتعليمات الحكومة المنتخبة، فإن أتباع هذا التيار يتتلمذون على مسلَّمة تقول إن تعاليم التوراة تتقدم على ما سواها، وضمن ذلك التعليمات التي تصدرها الحكومة المنتخبة في إسرائيل.

وعندما سأل أحد الصحافيين الحاخام العسكري الحالي للجيش الجنرال رونتسكي: «في حال أصدرت الحكومة المنتخبة تعليمات لك مقابل تعليمات مناقضة أصدرها الحاخام مردخاي إلياهو، فأي التعليمات ستطيع؟»، قال حازما وقاطعا: «سأتبع تعليمات الحاخام إلياهو وأستقيل من الجيش».

لذا لم يكن مستهجنا أن يعلن ضباط وجنود وحدة شمشون الخاصة، وأغلبيتهم الساحقة من المتدينين، خلال احتفال نظم في حائط البراق (المبكى كما يسميه اليهود) مؤخرا، أنه في حال أصدرت الحكومة أوامر لهم بإخلاء مستوطنات فإنهم سيرفضون تطبيق هذه التعليمات. واللافت أن عددا من الساسة في اليمين الإسرائيلي دافعوا عن هؤلاء الجنود ورفضوا الدعوات لعقابهم.