18 قتيلا بينهم 11 جنديا بانفجار في نينوى.. ومداهمة بالأنبار

الفلوجة تعلن الحداد إثر مقتل نساء وأطفال في مواجهة بين قوة أميركية ـ عراقية ومسلحين

جنود أميركيون وعراقيون يؤمّنون مكان هجوم بقنبلة في البصرة، أمس (أ.ب)
TT

قتل ما لا يقل عن 18 شخصا، بينهم 11 جنديا عراقيا، في حادثين منفصلين في محافظتي نينوى شمالا والأنبار غربا، بحسب مصادر أمنية عراقية.

ففي الموصل (370 كلم شمال بغداد)، أعلنت مصادر أمنية مقتل 9 جنود وإصابة 6 آخرين بجروح قبل الظهر بانفجار عبوة ناسفة استهدفت حافلة مدنية تقلهم شمال غربي كبرى مدن محافظة نينوى. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ضابط في الشرطة قوله: «إن الجنود، وهم من مناطق جنوبية، يتمركزون في قاعدة الكسك، كانوا في إجازة متجهين إلى عائلاتهم»، عندما وقع الانفجار على الطريق العام بين الموصل وقضاء تلعفر (450 كلم شمال غربي بغداد). وتابع المصدر أن «الجنود ينتمون إلى الفرقة الثالثة في الجيش المسؤولة عن حماية محافظة نينوى».

وفي الفلوجة (50 كلم غرب بغداد)، قالت مصادر أمنية إن تسعة أشخاص على الأقل قتلوا، بينهم جنديان وأطفال ونساء خلال اشتباكات بين مسلحين وقوة أميركية - عراقية مشتركة فجرا.

وقال قائد قوات شرطة الأنبار، اللواء بهاء حسين الكرخي، إن «اشتباكات اندلعت بين قوة مشتركة قادمة من بغداد لمداهمة أحد المنازل في منطقة جبيل وسط الفلوجة ومسلحين، مما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص وجنديين عراقيين». وأضاف أن «المسلحين أطلقوا النار على القوة مدعين أنها من الميليشيات جاءت لتقتل أبناء المنطقة، مما أسفر عن اندلاع اشتباكات شارك فيها أبناء الحي». وتابع الكرخي أن «القوة تعرضت لنيران كثيفة من أحد المنازل فاشتبكت مع المسلحين، مما أدى إلى جرح وقتل مدنيين». وأكد «عدم معرفة مصير الإرهابيين داخل المنزل».وكان قائد شرطة الفلوجة، العميد فيصل العيساوي، أكد في وقت سابق «مقتل ثمانية عراقيين بينهم امرأتان، بالإضافة إلى طفلين وأربعة رجال أحدهم عقيد سابق في الجيش». واتهم العيساوي «القوات الأميركية بقتلهم في منطقة جبيل وسط الفلوجة (...) وأخذ جثث الرجال الأربعة» معها. وتابع: «تسلمنا أمرا بتفتيش ومداهمة خمسة منازل في منطقة جبيل، وأثناء العمليات قامت القوات الأميركية بقتل الثمانية».

من جهته، قال محمد فتحي، مدير إعلام مجلس محافظة الأنبار: «إن قوة أميركية قتلت ثمانية أشخاص في منازلهم، وتم فرض حظر التجول في المنطقة».

بدوره، قال الضابط الأميركي الميجور روب فيليبس: «كنا في عملية مشتركة مع القوات الأمنية العراقية وبرفقة مستشارين في الجيش الأميركي بحثا عن مسؤول بارز في (القاعدة) متهم بشن هجمات كبيرة في المنطقة». وأضاف أن «المشتبه فيه له علاقات وثيقة مع مسؤولين آخرين في (القاعدة)». وتابع الضابط: «كانت القوات العراقية في طليعة العملية مزودة بمذكرة توقيف صادرة عن قاض عراقي، وكنا نقدم لها النصائح». وأوضح أن «التقارير التي نتلقاها تؤكد مقتل ستة أشخاص (...) لم نتلق من الحكومة العراقية ما يؤكد مقتل جنود منها». واختتم قائلا: «لا نعرف ماذا حدث للقيادي في (القاعدة)».

يذكر أن الجيش الأميركي أنهى مهامه القتالية في العراق مطلع الشهر الحالي، لكن بعض وحداته لا تزال منتشرة في القواعد العسكرية العراقية للتدريب وتقديم العون إذا طلب العراقيون ذلك. وفي وقت لاحق أمس أصدر المجلس المحلي في الفلوجة بيانا يعلن الحداد مدة ثلاثة أيام ويطالب بـ«فتح تحقيق في الجريمة الإرهابية». وأكد بيان للمجلس «إعلان الحداد ثلاثة أيام وتعطيل الدوام الرسمي في الفلوجة، والمطالبة بفتح تحقيق موسع حول الجريمة الإرهابية». كما طالب «الحكومة العراقية بتقديم اعتذار رسمي سريعا لأسر الضحايا». واعتبر أن «هذه العملية الهمجية ودخول قوات عراقية من خارج المحافظة مصحوبة بالقوات الأميركية ما هي إلا استفزاز لمشاعر العراقيين والقوات الأمنية الموجودة في الأنبار، وتعد المسؤول الوحيد عن الملف الأمني ولا يجوز تغييب دورها».