اليمن: الحراك الجنوبي يستأنف مظاهراته في «يوم المعتقل»

سعودي متهم بالإرهاب يدلي باعترافات حول «القاعدة» و«الانفصاليين»

آلاف اليمنيين شاركوا في مظاهرة أمس في مدينة لودر الجنوبية ضد حصار المدينة من قبل الجيش اليمني إثر اشتباكات الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT

استأنف الحراك الجنوبي في اليمن، أمس، فعالياته، بمظاهرات شارك فيها الآلاف من أنصاره في محافظات أبين والضالع ولحج، وذلك في إطار فعالياته الأسبوعية التي يطلق عليها «يوم المعتقل الجنوبي»، ويأتي استئناف هذه الفعاليات، بعد أكثر من شهر على توقفها مع حلول رمضان المنصرم.

وكانت المظاهرة الأكبر والأبرز، تلك التي شهدتها مدينة لودر، مركز تجمع المنطقة الوسطى في محافظة أبين التي شهدت، الشهر الماضي، مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والجيش من جهة، ومسلحين تقول السلطات إنهم ينتمون لتنظيم القاعدة من جهة ثانية.

وقال شهود عيان في المدينة لـ«الشرق الأوسط» إن المتظاهرين رفعوا شعارات تندد بما سمي «الحملة العسكرية التي شنت على لودر، بحجة ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة». كما رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها شعارات ترفض «حصار لودر» وتندد بالإرهاب، إضافة إلى صور زعماء المعارضة اليمنية الجنوبية في الخارج، وفي مقدمتهم نائب الرئيس السابق علي سالم البيض، المقيم في منفاه بالنمسا.

وأكد الحراكيون، في مظاهرات الأمس، عدم وجود أية صلة لهم ولحركتهم بالإرهاب وبتنظيم القاعدة، وجددوا المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين على ذمة فعاليات سابقة للحراك وكذا المطالبة بما يسمونه «فك الارتباط» بين شطري البلاد، الشمالي والجنوبي، بعد 20 عاما على قيام الوحدة بينهما.

وأكد سكان في لودر، في اتصالات مع «الشرق الأوسط»، أن جماهير الحراك بدأت في التوافد على المدينة منذ مساء أول من أمس، رغم تحذير السلطات، للمواطنين عبر مكبرات الصوت، بعدم المشاركة في المسيرة والمهرجان، حيث تنظر السلطات اليمنية إلى مثل هذه الفعاليات، بأنها «غير مرخصة» وتهدف إلى «المساس بالوحدة الوطنية».

وفي ذات المدينة اعتقلت السلطات الأمنية 5 أشخاص بتهمة «التستر على عناصر إرهابية» من تنظيم القاعدة. وقال مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية إن الأشخاص الخمسة اعتقلوا «إثر تحريات ومعلومات أكدت تورطهم في إيواء العناصر الإرهابية في منازلهم، وتقديم تسهيلات مختلفة لتحركاتهم، خلال ملاحقة الأجهزة الأمنية للعناصر الإرهابية بمديرية لودر». وأكدت الداخلية استمرار «ملاحقة العناصر الإرهابية في لودر وبصورة يومية».

في هذه الأثناء، اعتبر نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وجود «أي عنصر من تنظيم القاعدة في أي مكان في محافظة أبين، حتى ولو في الجبال النائية»، أمرا «دخيلا على المحافظة، ويتوجب ملاحقة أي عنصر من هذه الشرذمة الإرهابية التي لطخت السمعة وشوهت الدين الإسلامي الحنيف». وأضاف أنه «يجب أن لا نسمح لأي من هذه العناصر بالعيش أو الأمان في المحافظة».

وقال هادي خلال ترؤسه، أمس، لقاء موسعا لقيادات السلطة المحلية والمكتب التنفيذي بمحافظة أبين، إن «هؤلاء لا يعرفون الإسلام وتسامح الإسلام كيف يعرفونه وهم يقتلون النفس التي حرم الله دون حق ومن قتل نفسا دون حق فكأنما قتل الناس جميعا، وبذلك الفعل الشنيع الذي يرتكبونه يثبتون أنهم جهلة ومجرمون وقتلة ولذلك لا بد من القضاء عليهم وملاحقتهم أينما كانوا».

وأعلنت السلطات الأمنية اليمنية أنها بدأت في تنفيذ خطة جديدة لتأمين الطرق والمنافذ الرئيسية بين المحافظات والمدن الرئيسية والمديريات، وقالت إن هذه الخطة تهدف إلى «زيادة فاعلية تأمين الطرق من الأعمال التخريبية، فضلا عن تكثيف التنسيق بين مختلف الأجهزة المعنية لحماية المواطنين وتسهيل تدفق حركة المرور والسير والقضاء على ظواهر التقطع ونهب الممتلكات وغيرها». وأشارت إلى أن الأجهزة الأمنية «تواصل جهودها لملاحقة كافة العناصر الإرهابية والتخريبية لضبطها وتقديمها إلى العدالة لمحاكمتها وخصوصا بعد استكمال تطهير مديرية لودر في محافظة أبين من كافة العناصر الإجرامية الخارجة على النظام والقانون». إلى ذلك، قالت مصادر رسمية يمنية، أمس: «إن التحقيقات الجارية مع العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة التي تم ضبطها مؤخرا، كشفت عن معلومات مهمة، من بينها التحالف والتنسيق بين الإرهابيين وأصحاب الدعوات الانفصالية والعناصر التخريبية». وبحسب أسبوعية «26 سبتمبر» الصادرة عن وزارة الدفاع اليمنية، فإن مصادر مطلعة أوضحت أن «من بين من تم ضبطهم عنصر سعودي في تنظيم القاعدة اعترف بمعلومات تفصيلية مهمة لأجهزة الأمن خلال التحقيقات، تكشف حجم التعاون والتنسيق بين الجانبين لتنفيذ أعمال إرهابية وتفجيرات واغتيالات لشخصيات أمنية وسياسية». وأضافت الصحيفة أن «المعلومات التي قدمتها عناصر (القاعدة) ساهمت بشكل كبير في تضييق الخناق على من تبقى منهم وتوجيه ضربات موجعة لهم في الأوكار التي يختبئون فيها».

من جهة اخرى قالت مصادر محلية وشهود عيان في محافظة شبوة اليمنية الجنوبية لـ «الشرق الأوسط» إن مسلحين مجهولين قاموا، مساء أمس، بقتل جنديين من أفراد الجيش اليمني في مدينة الحوطة، مركز مديرية الحوطة، في محافظة شبوة، وذلك بإطلاق النار عليهما أثناء مرور السيارة التي كانت تقلهما، حين كانت تقوم بتوزيع وجبات الغذاء على أفراد إحدى الدوريات في المديرية.

وسبق أن استهدف ضباط وجنود يمنيون في عدة محافظات يمنية أبرزها أبين وشبوة، في الآونة الأخيرة.