الجامعة العربية تدين أي عرقلة للمصالحة الصومالية وتقدم دعما ماليا عاجلا للحكومة

الرئيس شيخ شريف يشكو من تزايد التدهور الأمني

TT

أدانت الجامعة العربية العمليات التي تعرقل مسيرة المصالحة الصومالية، داعية الأطراف المتنازعة هناك للانضمام للمصالحة وإعادة النظر في مواقفها. وفي وقت ناشد فيه الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد، المجتمع الدولي لمساعدة بلاده وحل مشكلاتها «لأن الوضع الأمني يتدهور يوما بعد آخر». قتل وأصيب 22 شخصا في قصف متبادل بين حركة الشباب المناوئة لحكومة مقديشو والقوات الأفريقية العاملة في الصومال لتعضيد النظام.

وبينما وصف عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية الوضع في الصومال بأنه «ما زال معقدا، وثمة استعصاء على التوصل لحل توافقي»، أدانت اللجنة الوزارية العربية المعنية بالصومال، في اجتماعها أمس بمقر الجامعة في القاهرة، أي عمليات تستهدف عرقلة مسيرة المصالحة، ودعوة الأطراف التي لم تنضم إلى المصالحة بأن تعيد النظر في مواقفها، وأن تتخلى عن العنف لتحقيق الوفاق الوطني ونشر الأمن والاستقرار في ربوع الصومال مع تقديم الدعم إلى بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال والقوات المشتركة وإدانة أي عمليات عسكرية تستهدف إيذاء القوة الأفريقية.

ويتضمن المشروع تقديم دعم مالي قدره 10 ملايين دولار لتمكين الشرعية الصومالية من إعادة بناء مؤسسات الدولة واستعادة الأمن والاستقرار.

وترأس اجتماع اللجنة أمين عام الشؤون العربية بوزارة الخارجية الليبية عمران أبو كراع باعتبار ليبيا الرئيس الحالي للقمة العربية، وبمشاركة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، وبمشاركة كل من السعودية ومصر والأردن وتونس والجزائر وجيبوتي والسودان وعمان وليبيا واليمن، إضافة للصومال. كما أدانت اللجنة عمليات القرصنة قبالة الشواطئ الصومالية وتعزيز التعاون العربي لمكافحتها.

وفي كلمة له أمام البرلمان الصومالي أمس، ناشد الرئيس شيخ شريف شيخ أحمد المجتمع الدولي مساعدة بلاده وحل مشكلاتها، قائلا «أدعو إلى اتخاذ خطوات عملية لحل الأزمة السياسية والأمنية» التي تشهدها البلاد، مشيرا إلى أنه حاول عدة مرات إجراء تعديلات في الحكومة لإحداث تغييرات في الجوانب الأمنية والسياسية والاجتماعية، ولكن هذا لم يجد نفعا، وقال أيضا إن الوضع الأمني يتدهور في البلاد يوما بعد آخر.

واتهم الرئيس الصومالي رئيس الوزراء وحكومته ضمنا بالتقصير والفشل في إنجاز المهام الموكلة لهم، قائلا «يجب علينا أن نفكر في إجراء إصلاحيات جوهرية تمس مصير الشعب الصومالي، لأننا جميعا أدينا القسم من أجل هيبة الدولة في بلادنا».

وأضاف أن الخلاف الذي نشب بين نواب البرلمان تم تسويته في هذه القاعة، وأرجو أن تحل مشكلة الحكومة أيضا في هذا المكان. ويشهد الصومال نزاعا متصلا على السلطة منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد سياد بري عام 1991، ولم تتمكن الكثير من الأطراف الإقليمية والدولية وضع حد لها، ما تسبب في مصرع وإصابة عشرات الآلاف من المواطنين، حيث أعلن أمس عن مقتل اثنين وإصابة 20 آخرين على الأقل من المدنيين في قصف متبادل بين حركة شباب المجاهدين المعارضة للحكومة وقوات الاتحاد الأفريقي التي تعضد السلطات الحاكمة هناك.

وفي افتتاح مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري أمس، أشار موسى إلى الحالة الصعبة التي يعيشها الصومال على الرغم من المبادرات الكثيرة التي قدمتها الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي للدفع نحو إعادة الاستقرار للبلاد، مشيرا إلى أن الوضع ما زال معقدا، وثمة استعصاء على التوصل لحل توافقي، داعيا إلى تضافر الجهود من أجل إحلال السلام وإرساء الجانب الأمني في الصومال.