كلينتون تعلن عزم واشنطن إشراك سورية ولبنان في مفاوضات السلام

بحثت مع العاهل الأردني ضمان تحقيق المفاوضات المباشرة تقدما ملموسا على أساس حل الدولتين

صورة ضوئية لصحيفة «الشرق الأوسط» في الواحد والعشرين من أغسطس الماضي، وكشفت فيه عن إطلاق المفاوضات المباشرة بين سورية وإسرائيل
TT

أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أمس، عزم بلادها إشراك سورية ولبنان في المحادثات مع إسرائيل، في مسعى للتوصل إلى السلام «الشامل» في الشرق الأوسط الذي تتضمنه مبادرة السلام العربية التي أطلقت عام 2002.

جاء حديث الوزيرة الأميركية خلال مؤتمر صحافي عقدته أمس مع نظيرها الأردني، ناصر جودة.

وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك عقدته مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في مطار ماركا بعمان، وذلك عقب لقائها عاهل الأردن، الملك عبد الله الثاني: «إنه منذ الثاني من سبتمبر (أيلول) الحالي قضيت ساعات متواصلة مع أبو مازن ونتنياهو ورأيت تفاعلهما مع بعضهما وأثبتا جديتهما والتزامهما بهذا الجهد»، معربة عن ثقتها في «أنهما قائدان يمكنهما أن يحققا النتائج التي نسعى إليها وأن يكون لدينا شعبان يعيشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام على الرغم من وجود المتشككين».

وتابعت: «أنا أقدر القلق الذي يساور الكثيرين من شعوب هذه المنطقة»، متسائلة: «ما هو البديل أمام الشعب الفلسطيني الذي يستحق أن يحقق طموحاته في دولة قابلة للحياة ومستقلة؟ وماذا يمكن أن نقدم سوى الأمن للإسرائيليين ليتمكنوا من العيش جنبا إلى جنب مع جيرانهم الفلسطينيين؟».

وقالت: «نحن نؤمن بأنه ليس فقط من المهم أن نتابع هذه المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، بل نؤمن أيضا بضرورة إحلال سلام شامل في المنطقة وتحقيق المبادرة العربية للسلام»، مشيرة إلى أنها تحدثت مع وزير خارجية الأردن كثيرا عن الوثيقة المهمة الرائعة التي قدمتها مبادرة السلام العربية.

وحثت كلينتون المسؤولين في وسائل الإعلام المختلفة على قراءة مبادرة السلام العربية، وقالت إننا نسعى لتحديد الاتجاه الذي يمكن أن نأخذه من أجل تحقيق السلام بين إسرائيل وسورية، وإسرائيل ولبنان، مشيرة إلى أنه لهذه الغاية توجه المبعوث الأميركي لعملية السلام، جورج ميتشل، لإجراء مباحثات ومشاورات في سورية ولبنان.

وأضافت: «إننا نؤمن بأن التقدم في هذا السلام سيعطي الثقة للمفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإحلال السلام لهذه الدول أيضا»، مؤكدة إيمانها بأن تحقيق السلام ممكن وضروري.

وكان العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، ووزيرة الخارجية الأميركية قد بحثا الخطوات اللازم اتخاذها من أجل ضمان تحقيق المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية المباشرة تقدما ملموسا نحو حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وفي سياق إقليمي يضمن التوصل إلى السلام الشامل في المنطقة.

وأكد الملك عبد الله الثاني وكلينتون حرص البلدين على تطوير آليات التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وخصوصا الاقتصادية منها.

وأكدت الوزيرة كلينتون ثقتها في قدرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اتخاذ القرارات الصعبة اللازمة لحل جميع القضايا العالقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خلال سنة واحدة.

وفيما يتعلق بالجهود السلمية، أكد الملك عبد الله الثاني خلال المحادثات أن حل الدولتين يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة التي تعيش في أمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفي سياق إقليمي يشكل السبيل الوحيدة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وشرط الوصول إلى السلام الشامل الذي تنشده مبادرة السلام العربية.

ووضعت وزيرة الخارجية الأميركية العاهل الأردني أمام صورة المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية المباشرة التي جرت في مدينة شرم الشيخ المصرية الثلاثاء الماضي وتوبعت في القدس، أمس، وأطلعته على نتائج المحادثات التي أجرتها مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال اليومين الماضيين.

وثمن العاهل الأردني الجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية من أجل المساعدة في حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي والوصول إلى حل الدولتين، لافتا إلى أهمية استمرار الولايات المتحدة في القيام بدور قيادي في المفاوضات، وضرورة تكاتف جميع الجهود من أجل ضمان وصولها إلى هدفها في حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.

من جانبه، قال وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، إن بلاده تعمل مع شركائها للوصول إلى حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على أساس حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة تعيش مع إسرائيل ضمن سلام إقليمي شامل، معربا عن شكره للولايات المتحدة الأميركية لما تقدمه من مساعدات اقتصادية للأردن لدعم مشاريع تنموية.

يشار إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تقدم للأردن سنويا 575 مليون دولار مساعدات مالية واقتصادية وعسكرية.