حركة الشباب المجاهدين الصومالية تهدد بإعلان الجهاد ضد الولايات المتحدة

بسبب تهديد قس أميركي بحرق نسخ من المصحف.. طردت 3 منظمات إنسانية أميركية

شبان صوماليون ينقلون زميلا لهم الى سيارات اسعاف بعد اصابته بشظايا اثر سقوط قذائف مورتر في مقديشو امس (أ.ب)
TT

هددت حركة الشباب المجاهدين الصومالية بإعلان الجهاد ضد الولايات المتحدة إذا عاد القس الأميركي المتطرف تيري جونز إلى خططه لإحراق نسخ من المصحف الشريف.

وقال الشيخ علي محمود راجي المتحدث باسم حركة الشباب الذي كان يخاطب المئات من الصوماليين الذين كانوا يشاركون في مظاهرة حاشدة نظمتها حركة الشباب احتجاجا ضد التهديد بحرق نسخ من المصحف من قبل القس الأميركي جونز: «إن المساس بالمقدسات الإسلامية لا يجوز الصمت عليه». وأضاف المتحدث باسم الشباب المجاهدين: «أعداء الله أثبتوا بوضوح نيتهم تدمير الإسلام، قد بدت البغضاء من أفواههم». وتابع قائلا: «إننا نعتبر تهديد رؤساء الكنائس الأميركية بحرق نسخ من المصحف الشريف تجاوزا خطيرا يجب إعلان الغضب ضده».

وهدد الشيخ راجي بإعلان ما وصفه بالجهاد ضد الولايات المتحدة إذا عاد القس تيري جونز لمشروعه القاضي بإحراق نسخ من القرآن، وقال: «سيتعرضون للرد المباشر والمؤلم من قبل المجاهدين، إذا استأنفت الكنائس الأميركية تهديدها بحرق نسخ من المصحف الشريف». وأعلنت حركة الشباب أيضا عن طرد ثلاث منظمات أميركية تعمل في مجال الإنسان من الصومال انتقاما من تهديد القس الأميركي تيري جونز بإحراق نسخ من القرآن. وذكر المتحدث باسم حركة الشباب أن الكفر ملة واحدة وأن قوات الاتحاد الأفريقي ممثلة للذين يحرقون المصاحف في أميركا وسيحرقونها هنا أيضا ولذلك تجب مقاتلتهم. وقال «لا يمكن الصمت عن المساس بمقدساتنا». وسط تصفيق المتظاهرين، من بينهم العديد من النساء المنتقبات اللواتي يحملن نسخا من القرآن.

وكان الآلاف من الصوماليين قد تظاهروا في المدن الرئيسية بوسط وجنوب البلاد بما فيها العاصمة مقديشو هاتفين «قرآننا دستورنا»، و«الموت لأميركا»، تلبية لدعوة أطلقتها حركة الشباب المجاهدين، احتجاجا على تهديد القس الأميركي تيري جونز بإحراق نسخ من القرآن. وندد المتظاهرون أيضا بزعم القس الأميركي تيري جونز أن القرآن الكريم مسؤول عن هجمات 11 سبتمبر، وأحرقوا أعلام الولايات المتحدة وإسرائيل، وكانوا يرفعون لافتات كتب عليها «الموت لحارقي القرآن»، و«الموت للولايات المتحدة وإسرائيل».

وعلى الرغم من تراجع القس الأميركي تيري جونز عن خططه لحرق نسخ من المصحف الشريف؛ وإعلانه إلغاء تلك الخطط، فإن مشاعر الغضب بين الكثير من المسلمين مستمرة. وتريد حركة الشباب المجاهدين استغلال الحدث لصالحها وإثارة الناس ضد الولايات المتحدة والعالم المسيحي بشكل عام. وكانت حركة الشباب التي تصنفها واشنطن على أنها منظمة إرهابية (وتسيطر الحركة على معظم الأقاليم بجنوب ووسط الصومال) قد نفذت أول هجوم لها خارج حدود الصومال في العاصمة الأوغندية كمبالا، في 11 يوليو (تموز) الماضي، أوقع نحو 76 قتيلا. وأعلنت الأمم المتحدة أن تلك الاعتداءات الأخيرة تظهر أن حركة الشباب تمثل تهديدا خطيرا للأسرة الدولية، وجاء في تقرير لمجلس الأمن الدولي أعده الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن «اعتداءات كمبالا التي تبنتها حركة الشباب، كشفت للمرة الأولى الإمكانات التي تملكها حركة الشباب لتخطيط وتنفيذ اعتداءات خارج حدود الصومال». وسيكون الصومال على جدول أعمال نقاش يجريه مجلس الأمن الدولي الخميس واجتماع وزاري حول النزاع خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل. وفرضت حركة الشباب أيضا على المؤسسات التعليمية والمدارس إدخال مادة جديدة للجهاد في المناهج الدراسية، وتدريسها في المدارس. وذكرت سلطات الشباب أيضا أنهم يوفرون للمدارس معلمين يلقون محضرات حول الجهاد للطلاب. وهددت بمعاقبة مديري المدارس الذين يخالفون هذه التعليمات. وقد عبر بعض مديرو المدارس في بيدوا عن دهشتهم لهذا القرار.

وسبق أن حذرت حركة الشباب المؤسسات التعليمية في المناطق التي تسيطر عليها من استخدام الكتب المدرسية التي توفرها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو، بدعوى أنها تزود المدارس الصومالية بكتب ومناهج غير إسلامية؛ لإبعاد الأطفال الصوماليين عن تعاليم الإسلام، كما دعت الحركة أصحاب المدارس إلى عدم اعتماد الإنجليزية كلغة تدريس، وطالبت بضرورة اعتماد اللغة العربية بدل الإنجليزية. كما منعت الحركة الشباب المحطات الإذاعية في إقليم هيران بوسط البلاد من بث الدروس الدينية التي تعود لبعض الدعاة البارزين في البلاد، أمثال الشيخ محمود عبد الله عريف، والشيخ أبوبكر حسن مالن (وينتميان إلى تيار الطرق الصوفية). كما منعوا أيضا بث التسجيلات الدينية التي تعود للداعية المشهورة الشيخ مصطفى هارون، (ينتمي للتيار السلفي)، لكنه يعارض بشدة أفكار الجماعات المتشددة مثل حركة الشباب. وأمر مسلحو الشباب المحطات ببث دروس دينية تعود لشخصيات من الحركة مثل فؤاد خلف مسؤول الدعوة للحركة.