أولمرت يعتبر باراك وزير دفاع فاشلا وإنسانا يفتقد الأخلاق والمشاعر

في فصل من كتاب مذكراته

TT

«إيهود باراك كان رئيس حكومة سيئا، بل أسوأ رؤساء حكومات إسرائيل على الإطلاق. وكوزير للدفاع، وعلى الرغم من خبرته العسكرية الغنية، كان مخيبا للآمال، مصابا بمرض الملاحقة، لدرجة التشكيك في كل شيء، مترددا ولا يحسن اتخاذ القرار المناسب في ساعة الحسم، متآمرا وغير مخلص أبدا لرؤسائه أو أصدقائه، غير مستقر في آرائه». بهذه العبارات القاسية هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، وزير دفاعه، باراك.

وجاء هذا الهجوم، في فصل ثان من مذكرات أولمرت، التي تنشرها صحيفة «يديعوت أحرونوت»، وفيها يتحدث بالأساس عن فترة خدمته كرئيس للحكومة في الفترة ما بين 2005 و2009، التي اضطر في أواخرها إلى الاستقالة منها بعد أن قررت النيابة تقديمه إلى المحاكمة بتهم فساد كثيرة. وينوي أولمرت التطرق إلى هذه الاتهامات في الفصول اللاحقة، علما أنه يعتقد أن هذه الاتهامات وجهت إليه من طرف جهات انتقامية قررت تحطيمه لكي لا يواصل مسيرته للسلام مع الفلسطينيين.

وفي هذا الفصل، يتحدث أولمرت عن الأيام الأولى التي أصبح فيها رئيس وزراء، بعد شلل الدماغ المفاجئ الذي أصاب رئيس الحكومة يومها، أرييل شارون، والذي ظهر أنه قاس جدا. فقال إن أول من اتصل به لتهنئته على تسلم المنصب كانت وزيرة الخارجية الأميركية، كونداليزا رايس، وبعدها مباشرة العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، فالرئيس المصري، حسني مبارك.

وقال إن حديثه مع الرئيس الأميركي، جورج بوش، كان مميزا بشكل خاص. وإنه التقاه 12 مرة، في كل منها كان يسأله عن شارون، كمن ينتظر وفاته. وكشف أن بوش قال في مكالمته الأولى إنه «في حالة وفاة شارون، سأحضر إلى إسرائيل لكي أراك وأشارك في الجنازة». وفي أحد لقاءاته اللاحقة معه، سأله عن سبب إبقاء شارون حيا، ما دام أنه في حالة شلل لا يوجد فيها أي إشارة للحياة. فأجابه: «هذه هي رغبة ولديه». وعندها تفهم بوش الأمر.

ويروي أولمرت أنه حال إعلانه رئيسا للحكومة، اصطف وزراؤه بالدور يطلبون مقابلته، وكل منهم يريد أن يضمن لنفسه موقعا قريبا منه. فقد طلبت تسيبي ليفني أن تكون في المرتبة الثانية من بعده، إضافة إلى منصب وزيرة للخارجية. وطلب آفي ديختر أن يكون واحدا من الثلاثة الكبار في الحكومة. لكن أولمرت يقول إنه لا يستحق ذلك: «قال لي إنه يقسم حياته إلى عشرات. كل عشر سنوات حقبة. وقال لي إن السنوات العشر القريبة يخوض فيها السياسة ويريد أن ينهيها رئيسا للحكومة. وقلت في نفسي إنه لا يستحق ذلك. فمع أنه كان رئيسا لجهاز المخابرات العامة، فإنه فاجأنا كل مرة بتصريحات غير متزنة». والثالث كان شاؤول موفاز، الذي أراد وزارة الدفاع، ولكنه لم يكن يرى فيه قائدا موثوقا.

وكشف أولمرت أن إيهود باراك، وقبل أن ينافس في المرة الثانية على رئاسة حزب العمل، عرض نفسه عليه أن يكون مرشحا في قائمة حزب «كديما» الانتخابية. وأنه حضر إليه في بيته في ساعة متأخرة وأمضى معه ثلاث ساعات، كان خلالها باراك المتحدث الوحيد، وراح يقدم له النصائح، ثم قدم الطلب المذكور. ويروي أولمرت أنه عرض الطلب على بقية زعماء الحزب، لكن أحدا منهم لم يوافق على ذلك. وعرضه على المستشارين المهنيين، فأكدوا له أن شعبيته في الحضيض ووجوده في اللائحة الانتخابية مضر. ولكن باراك ظل يلح عليه، فأرسل له صديقا مشتركا يقنعه، ثم عاد وتكلم معه من جديد وقال إنه يقبل أن يضعوه في المرتبة العشرين، ولكنه رفض. وبعد الانتخابات، حاول التآمر على وزير الدفاع السابق، عمير بيرتس، طالبا إقالته، وفحص أولمرت الأمر مع بقية وزراء حزب العمل، فرفضوا ذلك بالإجماع.

وكما هو معروف أصبح باراك وزيرا للدفاع، عندما استقال بيرتس. ويرى أولمرت فيه وزيرا مخيبا للآمال، لا يعرف كيف يتخذ قرارات حاسمة في الوقت المناسب، «والأسوأ من ذلك كله أنه كان سيئا في التعامل مع مرؤوسيه. يصرخ في وجوههم. يوجه إليهم الإهانات، حتى لو كان واحدهم جنرالا في الجيش. يفتقد الحساسية ولا يتعامل بشكل إنساني وأخلاقي».