نجاد يزور سورية اليوم ثم الجزائر قبل توجهه لنيويورك ويدعو إلى تحسين العلاقات مع أوروبا

نائب إيراني: الدبلوماسيون الفارون يعانون من مشكلات عقلية > مستشار خامنئي يؤكد أن الأساطيل الحربية الأميركية في الخليج تحت مرمى النيران الإيرانية

إيرانيتان تحملان صورة القس الأميركي تيري جونز خلال مظاهرة في طهران أمس احتجاجا على الإساءة للمصحف الشريف (أ.ف.ب)
TT

دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى تحسين علاقات بلاده مع الدول الأوروبية. وجاءت تصريحاته تلك قبيل زيارته إلى سورية، المقررة اليوم، والجزائر لاحقا، قبيل رحلته إلى الولايات المتحدة لحضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة منتصف الأسبوع الحالي. وفي غضون ذلك، أكد مستشار المرشد الأعلى في إيران لشؤون القوات المسلحة أن جميع البوارج الأميركية تقع تحت مرمى النيران الإيرانية «حيث إن إيران تملك ساحلا في الخليج يبلغ طوله نحو 2000 كلم». ويقوم الرئيس الإيراني اليوم بزيارة قصيرة للعاصمة السورية دمشق حيث يجري مباحثات مع الرئيس بشار الأسد، على ما أعلن مصدر دبلوماسي. وقال المصدر لوكالة الصحافة الفرنسة: «سيقوم الرئيس الإيراني بزيارة قصيرة إلى دمشق يلتقي فيها الرئيس السوري لبحث آخر المستجدات على الساحة الإقليمية والدولية».

ومن المقرر أن يتوجه الرئيس الإيراني إثر ذلك إلى الجزائر، بحسب المصدر ذاته.

وتعود الزيارة الأخيرة لأحمدي نجاد إلى فبراير (شباط) 2010 وكانت توجت بالتوقيع على اتفاق يقضي بإلغاء تأشيرة الدخول بين البلدين.

يأتي ذلك، في حين تسعى إيران إلى صياغة «خارطة طريق جديدة» لمسار علاقاتها الدبلوماسية مع الاتحاد الأوروبي، في وقت تزداد فيه عزلة الجمهورية الإسلامية وأزمتها مع الغرب بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.

وأفادت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء أن أحمدي نجاد التقى مساء أول من أمس مع سفراء إيران في أوروبا. واعتبر نجاد أن «جهاز الدبلوماسية الخارجية يمثل موقع التماس مع الدول والتطورات العالمية، وهذا الموقع يزداد حساسية واتساعا مع مرور الأيام». كما أشار الرئيس الإيراني إلى أن بلاده «ترحب بالمفاوضات والحوار مع جميع دول العالم ومن بينها دول الاتحاد الأوروبي، لكنها تعارض أي سلوك متغطرس أو تسلطي»، في إشارة إلى العقوبات الأوروبية التي فرضت على طهران مؤخرا.

ووصف أحمدي نجاد «مسايرة الاتحاد الأوروبي لقرارات العقوبات ضد إيران بأنه عمل غير أخلاقي»، مشددا على أن «جميع العقوبات محكوم عليها بالفشل في ظل أجواء الاقتصاد الحر». وكان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي قد قال خلال اجتماع عقده مساء الخميس مع الدبلوماسيين الإيرانيين: «حاليا نحن في حاجة لمراجعة وتقييم جديدين لعلاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي.. ولرسم صورة دقيقة وحديثة وعملية لآخر التطورات».

وكانت العلاقات بين إيران والاتحاد الأوروبي تدهورت العام الماضي بسبب مزاعم التلاعب التي شابت الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وأحجم معظم قادة الاتحاد الأوروبي عن تهنئة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بإعادة انتخابه. كما انضم الاتحاد الأوروبي لمبادرة الولايات المتحدة القاضية بفرض عقوبات جديدة ضد إيران بسبب برامجها النووية، كما قرر توقيع عقوبات منفصلة.

وقال متقي: «لقد تبنى الاتحاد الأوروبي منهجا غير منطقي في بعض سياساته المتعلقة بالحقوق المشروعة وغير المتنازع عليها للأمم» في إشارة إلى حق إيران في امتلاك تكنولوجيا نووية مدنية باعتبارها إحدى الدول الموقعة على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.

وكانت الأمم المتحدة وبعض دول الاتحاد الأوروبي قد فرضت عقوبات اقتصادية ضد إيران بسبب مساعيها لتخصيب اليورانيوم واحتمالات امتلاكها برامج أسلحة نووية سرية، وهي تهمة تنفيها طهران.

وقال أحد كبار مستشاري أحمدي نجاد الشهر الماضي إن المحادثات النووية مع الاتحاد الأوروبي ستكون «إهدارا للوقت» وإنه ينبغي أن تركز إيران جهودها الدبلوماسية على القوى الحقيقية في العالم.

وقال اسفنديار رحيم مشائي مدير مكتب الرئيس الإيراني: «لقد أدركنا أن عقد المحادثات النووية مع الاتحاد الأوروبي لا طائل من ورائه.. فالأوروبيون ليس لهم تأثير (في عالم السياسة)».

وتصر إيران على أن اللاعبين الأساسيين في النزاع النووي هم الولايات المتحدة وروسيا والصين.

ويفضل الرئيس الإيراني إجراء محادثات مباشرة مع نظيره الأميركي باراك أوباما.

يأتي لقاء نجاد ووزير خارجيته متقي مع الدبلوماسيين الإيرانيين في أوروبا بعد إعلان دبلوماسيين اثنين مؤخرا، وآخر في وقت سابق من هذا العام، عن انشقاقهما وانضمامها إلى الحركة الخضراء المعارضة.

من جانبه، صرح النائب الإيراني محمد كرمي راد، عضو اللجنة البرلمانية للأمن القومي، أن الدبلوماسيين الثلاثة الذين فروا إلى أوروبا مؤخرا يعانون من «مشكلات عقلية»، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء النقابية الجمعة. وقال كرمي إن «البعض يعانون من مشكلات عقلية ويطلبون اللجوء ليكون لديهم مبرر للبقاء في البلد الذي يختارونه بعد انتهاء مهمتهم».

وأصدرت وزارة الخارجية الإيرانية ردودا فاترة على إعلان فرار ثلاثة من دبلوماسييها في أوروبا.

وقال فرزد فرحنجيان الملحق الصحافي في السفارة الإيرانية لدى بلجيكا في مؤتمر صحافي عقده الأسبوع الماضي في أوسلو «أطلب اللجوء السياسي مع جميع أفراد عائلتي».

وفي 11 سبتمبر (أيلول)، أعلن المسؤول الثاني في السفارة الإيرانية في هلسنكي حسين علي زاده انضمامه إلى معارضي النظام وطلب اللجوء إلى فنلندا، مؤكدا أن الدبلوماسيين الإيرانيين «معظمهم ضد النظام».

وفي فبراير (شباط)، وبعد شهر من إعلانه معارضة النظام، حصل القنصل السابق بالسفارة الإيرانية في أوسلو محمد رضا حيدري على اللجوء السياسي.

وفي سياق آخر، أكد اللواء يحيى صفوي، مستشار المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي لشؤون القوات المسلحة، أن الأساطيل الحربية الأميركية في مرمي صواريخ القوات الإيرانية «لتي لديها ساحل بطول 2000 كيلومتر» في الخليج العربي وبحر عمان.

وقال اللواء صفوي في كلمة ألقاها قبل خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت أمس في باحة جامعة طهران، بمناسبة حلول الذكرى الثلاثين للحرب العراقية الإيرانية التي اشتعل أوارها في سبتمبر (أيلول) 1980، إن أميركا دعمت نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين في الحرب ضد إيران للإطاحة بالنظام الإسلامي والثورة الإسلامية التي اندلعت في إيران عام 1979.