كرزاي يدعو الأفغان كافة للمشاركة في الانتخابات اليوم

طالبان تختطف 20 شخصا بينهم مرشحون للانتخابات * 52 ألف ضابط شرطة لحماية 6 آلاف مركز اقتراع

مواطن افغاني يقرأ بيانا من طالبان وزع امس في انحاء العاصمة كابل يدعو الافغان الى مقاطعة الانتخابات البرلمانية اليوم (إ.ب أ)
TT

دعا الرئيس الأفغاني حميد كرزاي الأفغان، أمس، بمن فيهم عناصر حركة طالبان، للتوجه إلى صناديق الاقتراع اليوم للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية. وقال كرزاي خلال مؤتمر صحافي في كابل: «نأمل أن يتوجه شعبنا، في سائر أنحاء أفغانستان، في كل ناحية، وكل مدينة، وكل محافظة، إلى مركز التصويت المخصص له، وأن يصوت لمرشحه». وأضاف أن «الانتخابات ستحمل مزيدا من الاستقرار في البلاد»، داعيا «عناصر طالبان الذين هم أبناء هذا البلد» إلى المشاركة أيضا في الانتخابات.

وقال مسؤولون أفغانيون إن مرشحين اثنين للانتخابات التشريعية و8 مسؤولين انتخابيين هم من بين أكثر من عشرين شخصا اختطفوا في أفغانستان قبل يوم واحد من بدء الانتخابات. وتزامن ذلك مع دعوة الرئيس الأفغاني حميد كرزاي الأفغانيين بمن فيهم عناصر طالبان إلى التصويت في انتخابات اليوم، في حين توعدت طالبان مجددا بإفشالها. فقد ذكر المتحدث باسم لجنة الانتخابات المستقلة نور محمد نور أن مرشحا اختطف في ولاية لغمان شرق البلاد، وقد أعلنت طالبان مسؤوليتها عن خطفه. كما قال إن 8 مسؤولين في لجنة الانتخابات المستقلة من ولاية باغديس شمال غربي أفغانستان اختطفوا كذلك «لكنهم في أمان»، في حين يستوثق مسؤولون من تقارير عن خطف 10 من العاملين في الحملات الانتخابية في المنطقة نفسها.

وقالت كذلك عائلة المرشح قاري سيف الله المرشح في ولاية هرات غرب أفغانستان إنه و3 من عمال حملته الانتخابية مفقودون منذ 3 أيام. وقبل أقل من 24 ساعة من الانتخابات البرلمانية في أفغانستان، تلقى الناخبون رسائل متناقضة أمس تضمنت تهديدات من حركة طالبان التي تدعو إلى مقاطعة الانتخابات وتطمينات من مسؤولي الحكومة يتعهدون فيها بتوفير إجراءات أمن كافية. ونشرت وحدات إضافية من الشرطة والجيش في مختلف أنحاء البلاد لمنع طالبان من عرقلة التصويت المزمع اليوم كما أقيمت نقاط تفتيش جديدة في مختلف أنحاء كابل. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية زماراي بشاري إن 52 ألف ضابط شرطة على الأقل من بينهم خمسة آلاف شرطية جرى نشرهم في نحو ستة آلاف مركز اقتراع. وسيوفر نحو 63 ألف جندي أفغاني الأمن حول لجان الاقتراع، بينما سيكون أفراد القوات الأجنبية بقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذين يبلغ عددهم 150 ألف شخص على أهبة الاستعداد. وسيجري نشر قوات أفغانية أيضا في المرتفعات والجبال التي تحيط بالعاصمة كابل، بينما قال الناتو إن قواته ستراقب العاصمة بمنطاد مجهز بكاميرات ذات تكنولوجيا متقدمة. ورغم وجود أكثر من 400 ألف جندي من القوات الأفغانية والدولية، قالت سلطات الانتخابات إن أكثر من ألف مركز اقتراع بجنوب وشرق البلاد لا يمكن فتحه لأسباب أمنية مما سيحرم نحو 1.5 مليون أفغاني من إمكانية التصويت. وتردد أن الأمم المتحدة أجلت نحو ثلث موظفيها؛ أي نحو 300 شخص من عمالها الدوليين الدائمين، من البلاد، خوفا من الهجمات. وسيعمل الموظفون المتبقون تحت قيود أمنية صارمة. وبعد الانتخابات الرئاسية التي جرت في أغسطس (آب) عام 2009 قتل خمسة من موظفي الأمم المتحدة، عندما هاجم أشخاص يشتبه في أنهم من مقاتلي طالبان دار ضيافة كانوا يقيمون فيه في كابل. وجدد المتشددون عزمهم على عرقلة الانتخابات بشن تفجيرات. وجاء في بيان لحركة طالبان نشر على الإنترنت: «ندعو بلدنا الإسلامي لمقاطعة تلك العملية وبالتالي عرقلة جميع العمليات الأجنبية وإبعاد الغزاة عن بلدكم بالالتزام بالجهاد والمقاومة الإسلامية». وكان مقاتلو طالبان قد نفذوا عددا قياسيا من الهجمات خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي. ولم تعرقل الهجمات التصويت لكنها أدت إلى تراجع نسبة الإقبال، ودفعت الأفغان للسؤال عن شرعية حكومتهم. وكان ثلاثة مرشحين على الأقل وأكثر من 12 من موظفي هيئات الإغاثة قد قتلوا برصاص أشخاص يشتبه في أنهم من مقاتلي طالبان في الشهرين الماضيين. ويحق لنحو 12.5 مليون شخص الإدلاء بأصواتهم لصالح نحو 2500 مرشح يتنافسون للفوز بـ249 مقعدا برلمانيا في الانتخابات التي تتكلف نحو 150 مليون دولار. وأعرب كثير من المرشحين عن قلقهم بشأن التجاوزات بعد انتخابات العام الماضي التي شابتها عمليات تزوير وأعيد فيها انتخاب الرئيس حميد كرزاي. وقال محللون إنهم يعتقدون أن نتائج السباق التي يتوقع صدورها بحلول أواخر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل ستسفر عن برلمان ضعيف، ومن المستبعد أن تؤثر على إدارة كرزاي. وأعربوا عن توقعاتهم أيضا بأن حلفاء الرئيس سيتلاعبون في التصويت لتشكيل برلمان تابع لهم.

الى ذلك اعتبر وزيرا الدفاع؛ الفرنسي هيرفيه موران والأميركي روبرت غيتس، أول من أمس، خلال لقاء في واشنطن أن الوضع في أفغانستان يتحسن حتى وإن كان لا يزال يواجه «كثيرا من التحديات». وقال غيتس إن قائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال ديفيد بترايوس يعتبر أن الجهود تسير على «الطريق الصحيح»، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك. ومن ناحيته، قال موران إنه متفق مع نظيره الأميركي حول وجود إشارات تحسن على الأرض. وأشار موران أيضا إلى أن التحديات التي تواجهها المهمة هي أحيانا صعبة بالنسبة للأوروبيين. وقال: «من الصعب أن نفهم أن الأمن في العالم يواجه تحديا في أفغانستان على بعد ستة آلاف كيلومتر منا وفي منطقة ليست تقليديا منطقة نفوذ لأوروبا». وأشار غيتس إلى أن «العناصر التي جمعها حتى الآن الجنرال بترايوس تدل على وجود تحسن سواء على الصعيد المدني أو على الصعيد العسكري». وأوضح غيتس مع ذلك أن المعركة لم تنته بعد مضيفا: «لا أريد أن أتهم أحدا. إنها معركة صعبة. نحن نواجه تحديات كثيرة. ما زلنا نخسر أرواحا». وأعرب غيتس خلال لقائه مع موران عن امتنانه لالتزام فرنسا في أفغانستان؛ حيث ينتشر 3750 عسكريا فرنسيا.