بريطانيا: اعتقال 6 عمال تنظيف «عرب» بشبهة التخطيط لعمل إرهابي ضد البابا

الشرطة لم تؤكد جنسيات الموقوفين ولم تعثر على أي مواد «خطيرة» في التفتيش الأولي

شرطي يراقب الوضع بينما يجري نقل البابا على متن سيارته، قرب جامعة سانت ماري بجنوب غربي لندن، أمس (أ.ف.ب)
TT

طغت عملية اعتقال 6 أشخاص يعملون في تنظيف شوارع لندن، يشتبه في أنهم يخططون لعمل إرهابي ضد بابا روما، على اليوم الثاني للزيارة التاريخية لرأس الكنيسة الكاثوليكية، إلى بريطانيا. وأعلنت شرطة اسكوتلانديارد البريطانية في بيان أمس، أنها «ألقت القبض على 5 أشخاص في نحو الساعة السادسة إلا ربع صباح أمس بتوقيت لندن، للتحقيق معهم في قضايا تتعلق بالإرهاب». واعلنت لاحقا انها اعتقلت شخصا اضافياز وتناقلت وسائل الإعلام البريطانية، ومن بينها الـ«بي بي سي»، أن المعتقلين ليسوا بريطانيين بل عرب ومسلمون من شمال أفريقيا، معظمهم جزائريون. إلا أن الشرطة رفضت تأكيد ذلك في اتصال مع «الشرق الأوسط»، وقال ناطق باسم اسكوتلانديارد: «كلها تخمينات في الوقت الحالي، لم نؤكد أي جنسيات حتى الآن... ولم نؤكد أنهم ليسوا بريطانيين».

ولم تؤكد الشرطة ما إذا كان هؤلاء الرجال قد اعتقلوا بسبب ارتباطهم مباشرة بعملية محتملة ضد البابا بنديكتوس السادس عشر. وقال الناطق لـ«الشرق الأوسط»: «تم اعتقالهم من قبل وحدة مكافحة الإرهاب، في عملية داخلية، ولكن لم نتأكد بعد من أنهم خططوا لعملية ذات صلة بالبابا، ولكننا بالطبع نحقق في ذلك في الوقت الحالي». ونفت السفارة الجزائرية في لندن، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن تكون قد تلقت أي بلاغ رسمي عن اعتقال مواطنين جزائريين في لندن.

وحتى ليل أمس، لم تكن الشرطة قد وجهت اتهامات للرجال الخمسة بعد، وكانت لا تزال تحقق معهم. وأعلنت في بيانها أنها فتشت منازلهم في شرق وجنوب لندن، وأنه بعد البحث الأولي لم يتم العثور على أي «مواد خطرة»، من متفجرات أو مسدسات. وكان قد ألقي القبض على الرجال الذين يبلغون من العمر 26 و27 و36 و40 و50 عاما، فجر أمس، في مركز عملهم في وسط لندن. وقالت الشرطة إنها ألقت القبض عليهم بعد «أن تلقت معلومات، وأنه بعد تحقيقات أولية قرر المحققون إلقاء القبض على الرجال». وأكدت أنه بعد الحادث، أعادت النظر في الإجراءات الأمنية المحيطة بالبابا، وأنه تأكد لها أن الإجراءات المتخذة مناسبة. وقالت الـ«بي بي سي» إن الشرطة تصرفت بناء على معلومات من جهازها، وليس من جهاز الاستخبارات الداخلية (إم آي 5).

ويعمل المشتبه فيهم كمنظفي شوارع، متعاقدين بشكل غير مباشر مع بلدية لندن، وكان من المفترض أن ينظفوا صباح أمس شوارع منطقة ويستمينستر، حيث كان سيمر البابا خلال النهار. وأكدت بلدية ويستمينستر أن المعتقلين يعملون لدى شركة «فيولا للخدمات البيئية»، وأنها متعاقدة مع هذه الشركة لتنظيف شوارع ويستمينستر. إلا أن «فيولا للخدمات البيئية» رفضت في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن تفصح عن جنسية وهوية المعتقلين، أو حتى تكشف عن كيفية تم توظيفهم.

وأصدرت بلدية ويستمينستر بيانا حول الموضوع أمس، وقال مدير إدارة المدنية في البلدية ليث بيني في البيان: «(فيولا) وبلدية ويستمينستر يعملان عن قرب مع السلطات المختصة، للتأكد بشكل دائم أن الأشخاص الذين يعملون لديهم، يخضعون لتقييم من وزارة الداخلية لمعرفة أهليتهم للعمل في البلاد». وأضاف: «يمكننا أن نؤكد أن الأشخاص الذين تم اعتقالهم يعملون لدى (فيولا) المتعاقدة معنا، وهم جزء من 650 موظفا ينظفون شوارع ويستمينستر».

وأبلغت الشرطة البابا بنديكتوس صباحا بأمر الاعتقالات، إلا أن المتحدث باسم الفاتيكان أكد بعد ذلك أنه لن يتم تعديل الزيارة. وأضاف للصحافيين في لندن: «نحن هادئون، البابا سعيد وسنكمل برنامجنا بالروح نفسها».

وبالفعل، أكمل البابا برنامجه كما كان مقررا، وألقى مساء خطابا في «قاعة ويستمينستر» في مقر البرلمان وسط لندن، أمام مجموعة من الشخصيات البريطانية ورجال الدين من طوائف مختلفة والسياسيين، في مقدمتهم 4 رؤساء وزراء سابقين هم غوردن براون وتوني بلير، اللذان جلسا بالقرب من بعضهما وبدا عليهما الانسجام سويا، وجون مايجور ومارغريت ثاتشر. ولم يحضر رئيس الوزراء الحالي ديفيد كاميرون، بسبب حضوره جنازة والده الذي توفي الأسبوع الماضي عن عمر 77 عاما.