البابا فضل مشروب الفانتا على شاي ملكة بريطانيا

بروتوكول اللقاء البابوي الملكي: لا انحناء من الطرفين

TT

في اليوم الثاني لزيارة البابا بنديكتوس السادس عشر إلى بريطانيا، التقى البابا مسؤولي الكنيسة الإنجليكانية للتركيز على مكانة الدين في المجتمع والتقارب مع الكنيسة الإنجليكانية وذلك من خلال زيارتين رمزيتين لكاتدرائية وستمنستر ولقصر لامبث.

وفي سابقة بابوية أخرى توجه البابا إلى كاتدرائية وستمنستر حيث يتم تتويج ملوك بريطانيا في لندن.

ورافقت أنباء زيارة البابا لبريطانيا ودعوة الملكة إليزابيث الثانية له موجة عالية من الانتقادات اللاذعة لأسباب أخلاقية ومالية، هدأت من حدتها بعض الأخبار الطريفة بعد وصوله ولقائه الملكة في اسكوتلندا حيث شارك 70 ألف شخص (بحسب الفاتيكان) في قداس أقيم في الهواء الطلق أي أقل بثلاث مرات عن العدد الذي شارك في قداس أقامه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في المكان نفسه عام 1982 بمناسبة «زيارة رعوية» أي أدنى مرتبة من «الزيارة الرسمية» التي يقوم بها البابا حاليا.

الصحف البريطانية طرحت عدة أسئلة في أغسطس (آب) الماضي، إبان إعلان زيارة البابا إلى بريطانيا، وطرحت وقتها أسئلة عن ماهية البروتوكول الذي يتوجب التقيد به عند لقاء شخصيتين مثل ملكة بريطانيا والحبر الأعظم، وكان الجواب، هو أنه لا يقوم أي منهما بالانحناء للآخر لتساوي المقامين، فاكتفت الملكة بإلقاء التحية على البابا والترحيب به في خطاب، وعند استقبال الملكة للبابا في قصر «هوليرود هاوس» في اسكوتلندا فضل البابا شراب الفانتا على كوب الشاي الذي قدمته له الملكة، وهذا تقليد إنجليزي معروف.

ويبدو أن العاملين لدى الملكة والمسؤولين عن حيثيات البروتوكول لم يتذكروا السر الذي أفصح عنه كبير أساقفة يورك جون سينتامو عندما زار البابا مرة في الفاتيكان حين قال إن مشروب البابا المفضل هو «الفانتا»، وهذا ما اضطر المتحدث باسم الفاتيكان الأب تيم فينيغان أن يؤكد الخبر، قائلا إن البابا بنديكتوس السادس عشر مدمن على شرب «الفانتا» ويتناول ما بين 3 إلى 4 عبوات في اليوم الواحد.

وانتعل البابا الحذاء البابوي الأحمر الشهير الذي أثار زوبعة هو الآخر في إحدى المرات عندما طالت البابا أقاويل تفيد بأنه ينتعل حذاء من تصميم دار «برادا»، إلا أن الفاتيكان قام بتكذيب الخبر بالإعلان عن اسم المصمم الإيطالي الذي يتولى هذه المهام وهو مصمم الأحذية أدريانو ستيفانيللي من مدينة نوفارا وهو معروف بتصميمه أحذية الرئيس الأميركي باراك أوباما وغيره من الشخصيات العالمية المهمة. وحذاء البابا أحمر اللون مصنوع من الجلد المغربي الطبيعي على شكل ما يعرف «بالموكاسين» (حذاء من دون رباط) وقد تكون شعبية البابا الحالي لا ترتقي لشعبية البابا الراحل يوحنا بولس الثاني نسبة لعدد الذين جاءوا لحضور القداس الذي أقامه في الهواء الطلق في غلاسكو إلا أن الريح ساعد في إعادة صورة شهيرة إلى الأذهان بعد أن قام الهواء بلفح وشاح البابا الأبيض مغطيا وجهه بالكامل وهذا ما حصل بالضبط عندما جاء البابا الأسبق إلى بريطانيا منذ 28 سنة.

وقدمت الملكة للبابا بمناسبة زيارة البابا لها في قصرها الأثري كتابا يضم 85 لوحة تعود للفنان الألماني هانس هولبين يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر وهذا الكتاب هو من ضمن التشكيلة الملكية.

وبدوره قام البابا بتقديم هدية للملكة كانت عبارة عن نسخة ألمانية من الكتاب المقدس.

وحققت زيارة البابا لاسكوتلندا حلم المغنية ونجمة برنامج «بريتنانز غوت تالينت» سوزان بويل حيث قامت بغناء أغنية «حلمت حلما» المأخوذة من مسرحية «البؤساء» للبابا والملكة بحضور الآلاف.