باراك يمنع رئيس أركان الجيش من لقاء وزير مصري

في إطار المساس بكرامته وتحطيم شخصيته

TT

كشفت مصادر سياسية عليمة في تل أبيب، أول من أمس، أن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، منع رئيس أركان جيشه، غابي أشكنازي، من التقاء وزير المخابرات المصري، عمر سليمان، لدى زيارته الأخيرة لإسرائيل.

وأضافت هذه المصادر أن باراك منع أشكنازي أيضا من إجراء لقاءات مع وزراء إسرائيليين مثل وزير المعارف، جدعون ساعر، ووزير الشؤون الاستراتيجية، موشيه يعلون، وغيرهما. وكل ذلك في إطار استغلال صلاحياته الدستورية لأهداف شخصية نابعة من الأحقاد، ومن القرار الاستراتيجي الذي اتخذه لتحطيم شخصية أشكنازي قبل أن يخرج إلى الحياة السياسية.

يذكر أن أشكنازي هو أكثر شخصية إسرائيلية تتمتع بشعبية بعد شيمعون بيريس. وباراك وحليفه رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وغيرهما من السياسيين يخشون من هذه الشعبية، خصوصا أن عددا من الشخصيات القيادية والمستشارين الاستراتيجيين يبنون على أشكنازي ويشجعونه على الانتقال إلى السياسة بعد انتهاء دورته في الخدمة العسكرية، في شهر فبراير (شباط) المقبل. وهناك من يرشح أشكنازي على التنافس ضد باراك على قيادة حزب العمل. واستطلاعات الرأي تقول إن أشكنازي سيهزم باراك بسهولة. وسيعيد الحياة إلى حزب العمل، ويعيده إلى مقدمة الأحزاب السياسية الكبيرة.

وكتب بن كسبيت، كبير المعلقين السياسيين في صحيفة «معريب» في ملحق السبت، أمس، أن باراك يتصرف في الجيش كأنه حانوت شخصي. يدمره بأخلاقه السياسية الانتهازية. ويجعل من هيئة رئاسة الأركان مؤسسة مهزوزة. وليس صدفة أنه جلب لرئاسة الأركان، يوآف غالانت، على عكس رغبة أشكنازي. ويشير إلى أن أحدا من الجنرالات الأقوياء المحترمين لا يقبل أن يكون غالانت في منصب رئيس الأركان. ويؤكد أن قيادة الجيش الإسرائيلي لم تكن في تاريخها ممزقة ومتصارعة كما هو الحال اليوم، وأن ذلك هو نتاج لسياسة باراك الانتهازية، التي يضع فيها مصلحته الشخصية فوق مصلحة الدولة وأمنها.

ويقول كسبيت إن عملية اختيار غالانت كانت مسيرة مليئة بالمؤامرت البعيدة عن الأهداف والمصالح الأمنية لإسرائيل. وقد تمت بلورة هذه المؤامرة في وثيقة، اتضح أنها مزورة من الناحية التقنية، ولكن كل بنود الوثيقة صحيحة وهي تنفذ بندا بندا بالتفصيل. والشرطة الإسرائيلية تجري في الموضوع تحقيقا سطحيا، لن يفضي إلى نتيجة. والجميع صامت.. الصحافة والحكومة ورئيس الحكومة ومراقب الدولة والقضاء والجنرالات في الجيش. وهذا لا يجوز في دولة سليمة.