إقبال الأفغان على التصويت رغم الهجمات الصاروخية والانفجارات

هجمات صاروخية تسفر عن 6 قتلى > 92% من مراكز التصويت فتحت > النتائج الأولية أوائل الشهر المقبل

أفغانية ترتدي البرقع تدلي بصوتها في الانتخابات البرلمانية في العاصمة كابل أمس (إ.ب.أ)
TT

أعلن رئيس اللجنة الانتخابية المستقلة، فاضل أحمد منوي، أن نحو 92 في المائة من مراكز التصويت فتحت أبوابها، أمس، أمام الناخبين في إطار الانتخابات التشريعية في أفغانستان، أي أكثر من 85 في المائة، كما أعلن سابقا.

وقال منوي في مؤتمر صحافي: «بحسب آخر المعلومات فتحت 92 في المائة من مراكز التصويت أبوابها من أصل 5816 كنا نريد فتحها. ولم نتلق بعد معلومات عن الـ8 في المائة الباقية، إن كانت فتحت أم لا». وكانت اللجنة الانتخابية المستقلة أعلنت عشية عملية الاقتراع أن نحو ألف مركز تصويت لن يفتح أبوابه بسبب عدم توافر الظروف الأمنية بشكل كاف، أي 15 في المائة من العدد الإجمالي.

من جهة أخرى، قال رئيس اللجنة إن «نسبة المشاركة جيدة جدا»، من دون أن يذكر أي أرقام.

وأضاف: «حاليا لم يقع أي حادث كبير يمنع سير الاقتراع». وتابع: «ليست هناك أي ولاية لم تفتح فيها 50 في المائة على الأقل من مراكز الاقتراع. كنا نشعر بالقلق على نورستان لكن هناك لم تقل نسبة المكاتب التي فتحت عن 50 في المائة». وأعلن مسؤولون أن المواطنين الأفغان يتحدون الهجمات التي تقع بين الحين والآخر بالقنابل في أنحاء البلاد ليدلوا بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية التي انطلقت أمس.

وأعلنت حالة التأهب بين صفوف قوات الأمن بعدما توعدت طالبان مرارا بعرقلة الانتخابات.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، زاهر عظيمي، للصحافيين إنه بعد مرر ثلاث ساعات من فتح مراكز الاقتراع للتصويت، لم ترد أي تقارير عن أي اختراق أمني كبير.

وأضاف أن ضابط استخبارات أصيب عندما كان يحاول إبطال مفعول عبوة ناسفة زرعت على جانب طريق غرب كابل. وأدى التفجير إلى تأخير التصويت في المنطقة لمدة ساعة.

وقالت شرطة إقليم خوست، شرق البلاد، إن انفجار قنبلة أصاب أحد العاملين بلجنة الانتخابات المستقلة في مركز للاقتراع بإحدى مدارس خوست العاصمة، حيث زرعت القنبلة داخل المركز.

وقال مسؤولون بالشرطة إن ثلاثة صواريخ، على الأقل، سقطت قرب المطار في إقليم نانجارهار شرق البلاد بالقرب من الحدود مع باكستان، بينما تم إطلاق صواريخ على مدينة قندهار (جنوب) وقندز (شمال). وقال خليل الله ضيائي، قائد شرطة الإقليم، إن ثلاثة أشخاص قتلوا في إقليم كونار (شرق). وأضاف: «قتل ناخب وأصيب آخر جراء سقوط صاروخ قرب قلم اقتراع في إقليم أسمر» في ولاية كونار. وأضاف ضيائي: «أصاب صاروخ آخر منزلا قرب قلم اقتراع في أسد آباد (كونار) فقتل شخص وأصيب آخر». وسقطت قذيفة هاون على منزل في إقليم تكار في الشمال، فقتل رب عائلة وأصيب اثنان من أبنائه، كما قال المتحدث باسم الحاكم المحلي، فايز محمد توحيدي. واصطف نساء ورجال بهدوء للتصويت في غرفتين منفصلتين في مراكز الاقتراع في هذه الانتخابات التشريعية الثانية منذ سقوط حكم طالبان في نهاية 2001.

ويأتي هذا الاقتراع بعد انتخابات رئاسية شهدت عمليات تزوير واسعة لمصلحة الرئيس حميد كرزاي الذي أعيد انتخابه في نهاية المطاف. وإلى جانب التهديد الأمني، تثير قضيتان أساسيتان قلق الأسرة الدولية التي تدعم حكومة الرئيس حميد كرزاي منذ نهاية 2001، هما نسبة المشاركة والتزوير.

وحملت معارك بين طالبان وقوى الأمن السلطات على إقفال خمسة أقلام اقتراع. وقالت الشرطة الأفغانية إن صاروخا استهدف مقر إذاعة وتلفزيون أفغانستان في كابل في وقت مبكر صباح أمس، قبيل ساعات من فتح مراكز الاقتراع للانتخابات البرلمانية.

وجاء الهجوم على مكتب إذاعة وتلفزيون أفغانستان، الذي يوجد بالقرب من السفارة الأميركية ويواجه مقر منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وسط تصاعد المخاوف الأمنية قبيل الانتخابات التي قالت طالبان إنها ستعرقلها عبر تنفيذ تفجيرات. وأعلنت حركة طالبان في موقعها الإلكتروني المسؤولية عن العشرات من الهجمات، وقالت إنها فرضت إغلاق المئات من مراكز الاقتراع. وقال المتحدث باسم لجنة الانتخابات المستقلة، نور محمد نور، إن تقارير من أقاليم البلاد البالغ عددها 34 أشارت إلى أن أكثر من 90 في المائة من مراكز الاقتراع البالغ عددها ستة آلاف فتحت أبوابها في الموعد المحدد لها ودون وقوع حوادث. وبدأت عملية الاقتراع الساعة السابعة بالتوقيت المحلي (الساعة 02:30 بتوقيت غرينتش) واستمرت حتى الرابعة مساء أمس. وهناك نحو 12.5 مليون أفغاني مقيدون في الجداول الانتخابية.

ويخوض تلك الانتخابات أكثر من 2500 مرشح، يتنافسون على 249 مقعدا في مجلس النواب (ويلسي جيرجا)، بينهم نحو 400 امرأة. وهذه هي ثاني انتخابات في البلاد منذ سقوط نظام طالبان في عام 2001. يتوقع أن تظهر النتائج الأولية أوائل الشهر المقبل، ومن المقرر أن تعلن النتائج النهائية قرب نهاية أكتوبر (تشرين الأول).

وفي قندهار (أفغانستان) صرح حاكم ولاية قندهار، جنوب أفغانستان، لوكالة الصحافة الفرنسية، بأنه نجا مجددا أمس من انفجار قنبلة قرب سيارته عندما كان يزور مراكز اقتراع للانتخابات التشريعية. وأدلى الرئيس الأفغاني حميد كرزاي صباح أمس بصوته في مدرسة في وسط كابل بعد نحو ساعة من فتح مراكز الاقتراع للانتخابات التشريعية. وصوت رئيس الدولة في مدرسة قريبة من مقر الرئاسة الأفغانية. وكان كرزاي دعا أمس الأفغان بمن فيهم حركة طالبان إلى التصويت لانتخاب 249 نائبا في الجمعية الوطنية.

من جهة أخرى، قال مسؤولون وشهود عيان إنه تمت مصادرة بطاقات اقتراع مزورة وتسجيل تقارير بالمخالفات والتلاعب في أنحاء أفغانستان مع بدء الاقتراع في الانتخابات التشريعية أمس. وقال أحمد ضياء، الناطق باسم لجنة الشكاوى الانتخابية التابعة للأمم المتحدة، إن الشرطة ألقت القبض على رجل يحمل ما لا يقل عن 15 بطاقة مزورة قرب أحد مراكز الاقتراع. وقال مسؤولون إنه تمت مصادرة بطاقات مزورة أيضا في إقليم هلمند الجنوبي وقندز الشمالي.

وكان المرشحون والمراقبون حذروا من احتمالات التلاعب، حيث تباع البطاقات المزورة في كل مكان في البلاد. وترددت أنباء عن طباعة ملايين البطاقات المزورة في باكستان.

وقال مراسل لوكالة الأنباء الألمانية وشهود عيان آخرون في قندز إنهم رأوا الكثير من الناخبين تمكنوا من مسح أصابع السبابة بعد الإدلاء بأصواتهم، حيث تلجأ لجنة الانتخابات إلى نوع من الأحبار يصعب محو أثره لتمييز الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم بالفعل ومنعهم من التصويت مرة ثانية. ووردت شكاوى في قندز من وضع بطاقات اقتراع مزورة في الصناديق لصالح مرشحين بعينهم في بعض اللجان الانتخابية، غير أن المسؤولين لم يؤكدوا تلك التقارير. وقال ضياء إن مكتبه تلقى تقارير عن مشاركة بأسماء أطفال دون السن القانونية، وعن أشخاص تمكنوا من محو أثر الحبر من أصابعهم. وقال ستافان دي مستورا، رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى أفغانستان، أمس، إن التلاعب والأمن يمثلان أكبر مصدرين للقلق رغم تنفيذ إجراءات أكثر حزما. وكان البيت الأبيض قد أعرب عن وجود مخاوف أمنية كبيرة بشأن الانتخابات البرلمانية الأفغانية. وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان، ريتشارد هولبروك، إنه من المرجح ألا تكون الانتخابات نزيهة، لكن المهم أن تتم. يشار إلى أن أفغانستان شهدت خلال الأيام الأخيرة حوادث خطف كثيرة لأشخاص مرشحين في هذه الانتخابات، وأحدثهم مرشح في إقليم لغمان شرق البلاد، حيث أفادت تقارير بأن مسلحين اختطفوا اثنين من المرشحين و18 مسؤولا في الهيئة التي تشرف على الانتخابات.