أفغان يزيلون الحبر عن أصابعهم للإدلاء بأصوات إضافية

7 آلاف امرأة للمساعدة في تفتيش الناخبات قبل دخولهن مراكز الاقتراع

TT

أزال بعض الأفغان من أصابعهم حبرا كان يفترض أنه لا يُمحى أمس، في محاولة للإدلاء بمزيد من الأصوات في انتخابات برلمانية سلمت الحكومة بأنه ستعتريها مخالفات.

يهدف وضع هذا الحبر على الأصابع إلى تمييز الذين أدلوا بالفعل بأصواتهم في ثاني انتخابات برلمانية منذ سقوط حكومة طالبان في 2001. لكن الناخبين والعاملين في الحملات الانتخابية والمراقبين يقولون إن بعض بقع الحبر تمحى بسهولة. وشاب الانتخابات الرئاسية العام الماضي احتيال واسع النطاق، إذ تبين لاحقا أن ثلث الأصوات التي حصل عليها الرئيس، حميد كرزاي، مزورة. وتعهدت الحكومة بإجراء انتخابات أكثر نزاهة هذا العام.

وقال كرزاي إن المخالفات أمر متوقع. وبحلول الساعات الأخيرة من الصباح كشف مراقبو الانتخابات وقوات الأمن المئات من بطاقات التسجيل الانتخابية المزورة، إلى جانب محاولات للتصويت أكثر من مرة.

واعتقلت الشرطة في كابل شابا نجح في إزالة الحبر عن أصبعه خارج مركز اقتراع في العاصمة. واحتج عامل في حملة أحد المرشحين على إمكانية محو الحبر دون جهد يذكر.

وقال محمد فواد، الذي يراقب الانتخابات لصالح مرشح في كابل: «لا بد أن نرفع أصواتنا. الحبر الأسود لا يمحى لكن الأزرق يختفي. يجب أن يستخدموا الحبر الأسود لإنجاز مهمتهم بشكل صحيح».

وفي مدينة هرات قال الناخبون الذين شكوا لمسؤولين من إجراءات لمكافحة الغش إنهم استخدموا مذيبات كيمائية لإزالة بقعة الحبر.

وقال ناخب، يدعى بشير أحمد، وهو يلوح بأصبعه النظيف: «أدليت بصوتي، وها أنتم ترون أن الحبر قد زال من أصبعي». وهناك علامات أخرى على الاحتيال. فقد ذكر مسؤولو أمن أن مسؤولا عن الحملة الانتخابية للمرشح حاج عبد اللطيف أحمدزاي، في إقليم لوجار بجنوب البلاد، ألقي القبض عليه وبحوزته 300 بطاقة انتخابية مزورة. وقالت الشرطة إنها اعتقلت أيضا رجلا معه 500 بطاقة تسجيل ناخبين مزورة في مدينة جلال آباد بشرق البلاد. وقال مسؤولو الانتخابات قبل الاقتراع إنه عثر على الآلاف من بطاقات تسجيل الناخبين المزورة في أنحاء أفغانستان.

أعرب قائد القوات الدولية في أفغانستان، الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس، عن أمله أن تسير الانتخابات البرلمانية التي جرت أمس في أفغانستان بشكل أفضل من انتخابات الرئاسة التي جرت العام الماضي، والتي وجهت فيها اتهامات بالتزوير ضد الرئيس الأفغاني حميد كرزاي. وقال بترايوس في مقابلة مع صحيفة «بيلد» الألمانية الصادرة أمس: «نعتقد أن هذه الانتخابات ستسري بشكل أفضل من السابقة، فأماكن مراكز الاقتراع معروفة قبل شهر من الانتخابات، وهي فترة أطول مما كانت في المرة الأخيرة، حيث افتتحت حينذاك مراكز اقتراع جديدة قبيل الانتخابات تم فيها تزوير الأصوات». وذكر بترايوس أنه تم تعيين 7 آلاف امرأة للمساعدة في تفتيش الناخبات قبل دخولهن مراكز الاقتراع، وذلك حتى يتمكن من الإدلاء بأصواتهن دون معوقات. ومن ناحية أخرى حذر الجنرال الأميركي من العنف في أفغانستان، بعد زيادة قوة عناصر طالبان في الأشهر الماضية وضراوة هجماتهم القاتلة على حد تعبيره، وقال: «نعتقد أن هذه الانتخابات ستحرز تقدما على الرغم من أننا نتوقع بالتأكيد وقوع هجمات، من دون شك سيحاول المتشددون استهداف الانتخابات، وإننا نعلم ذلك بالتأكيد لأننا اكتشفنا بعض خططهم وأحبطناها، وقد ألقينا القبض خلال 24 ساعة على 8 إرهابيين كانوا يخططون لشن هجمات يوم الانتخابات». وعن معاقل المسلحين في أفغانستان قال بترايوس: «عندما يتم التقدم نحو معاقل المتمردين فإن العدو يقاوم»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن ذلك هو السبب في ارتفاع عدد القتلى في قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف)، حيث بلغ 290 قتيلا منذ مطلع يونيو (حزيران) الماضي. وأكد بترايوس أن هدفه في أفغانستان هو تمكين الأفغان من حماية بلدهم بأنفسهم في يوم ما.